الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وشعرت إننى إمرأة..!بقلم:أحمد الغرباوى

تاريخ النشر : 2016-05-23
وشعرت إننى إمرأة..!بقلم:أحمد الغرباوى
: أحمد الغرباوى

وشعرت إننى إمرأة..!

 

القلم يرتعش.. تسّاقط الأحرف دون غَايْة.. بلا هدف.. تعثّر واهتزاز..

الكلمة هى الكلمة.. تنضح جملاً.. ثوب مهلهل من المعانى ..!

يدفعه العجز للصراخ.. يمزّق الأوراق.. يدخن سيجارة.. تتراقص امرأة عارية.. توجه للتليفون :

- ألو.. عم حسين.. أنا رياض..

= ..     ..    ..     ..

- أيوه ياسيدى.. الكاتب الزِفت..!

= ..     ..    ..     ..

- أريد امرأة ..!

= ..     ..    ..     ..

- أىّ شئ اتصرف ..!

= ..     ..    ..     ..

يرمى السمّاعة فى لحد العدم.. يبصق.. " قواد قذر ".. حيوان.. يرمى السيجارة.. يشعل أخرى.. يتوقّف.. يتجه للتليفون:

- ألو ..

= ..     ..    ..     ..

- ميرفت ..؟

= ..     ..    ..     ..

- أنا رياض .

= ..     ..    ..     ..

- أريدك حالاً.. الآن..؟

= ..     ..    ..     ..

- مشغولة..!

= ..     ..    ..     ..

- أتركيه ..سأعوّضك.. سأعوّضك عن كل شئ..!

= ..     ..    ..     ..

ويصرخ فيها :

- ميرفت .. ميرفت ..

فى تقزّز يّرمى السمّاعة.. ويصيح :

- كلبة.. لعوب.. كلهم سواء..!

يأخذه التجوال دون هدف.. يدور والشوارع.. يقصد إمرأة سمراء.. أنف منها.. توجّه لأخرى.. بيضاء.. شقراء.. بضّة..

فيها كل شئ يتمتع به, ولا يقبل أخرى بغيره..!

رافقها والرقّة.. قبلاته تترقق على جسدها والحنان.. يداعبها كزوجة.. يدغدغ أنوثتها.. شعور جديد عليها يغلفها منذ بداية ساعات العمل حتى .. لا..

لم ينته بعد..!

عذبة قبلاته.. فى وقار ضمّة ذراعيه.. تفرّد اشتهاء و افتراش رقّة..!

 التحاف وقار.. أصابعه تتخلل  تموّجات شعرها..!

 نسيت الغِلظة  وآلام الشهوة بأظافر شرسة.. لأوّل مرّة تتفق الرغبة والعمل.. لا تبع بل تمنح فى راحة..!

شكّ.. تريد اليقين..؟

حنان أمّ.. حُبّ إمرأة.. رَجاء أنُثى.. التماس الدوام وهو.. البقاء فى حضنه.. المكوث أطول.. دوام أمان ووود حنان.. أن يحتويها.. ألا يمدّ يده لمحفظته.. ألا يظن كما هى.. وكم هو أجرها..!

 فتتذكر من تكون.. ومن هو يكون..!

تلتمس من الآله استعداد للحياه.. أمل بداية.. حلم جديد.. أمنية مستحيلة فى  عمرها.. ممكن أن تتحقق..؟

يتأمّل انسياب الدّمع من عينيها.. يستردّ القوّة..

 شئ  بداخله يشدّه.. بعيداً.. بعيداً عن حُضنها.. فقاقيع ماء تترقرق.. يده ترتعش من جديد.. آلمتها ضغطه قويّة فى لذّة.. ابتسمت فى عذوبة.. تمنّت لو يدخلها فى جلده.. يذيبها فى دمّه.. أو يجعلها تتمدّد فى عروقه..

وفجأة..

ينتفض من على السرير.. من بين ذراعيها.. أضاء الحجرة.. بَعثر الأوراق .. وشرع فى الكتابة.. بدأ القلم يثبت فى يَده.. ويكتب..

الجمل تتشكّل.. يفرد الأوراق.. يقرأ ويكتب.. المعنى.. الورقة توقّف.. تنتابه رَعشة.. يبتسم..

وما تزال عارية فى الفرش.. تنظر إليه فى طفولة واستغراب.. عاجلته بقبلة فى الهواء.. سذاجة وطفولة وحلم.. ابتسامة بريئة حائرة بينهما.. وضعت أصبعها على شفتيه..!

ولكنه نهض من على الأرض .. جَلس بجانبها على السرير.. أشعل سيجارة.. أراد  تدخين أخرى.. منعته بحنان.. وهى تضع السيجارة بين شفتيه.. وقبلها من جبهتها.. أحتضنها.. اعتصرها بين ذراعيه فى لذّة.. احتواها وفرح الطفل..

 واندّست.. تمدّدت بداخله والنشوة.. رفرفت بين جناحيه.. ومَدّت شفتيها تبحث عن حَبّة قمح.. عودة سنبلة دون حصد..اختفت أسفل إبطيه.. وراحت ..

راحت..!

،،،،،

تستيقظ والفجر.. ارتدت بيجامته.. أعدت الفطور.. وراحت تنظف البيت فى سعادة ..

نفثت فى وجهه من روحها.. ولادة أنثى.. صَباح احتفالية عَذراء.. يتكثّف التمنّى فى شعاع عَينيها.. ويسقط بقبلة.. ونجوى الروح:

ـ  صباح الخير..؟

يبتسم.. قبّلها من شفتيها.. همّ من على السرير.. فَزع لعدم وجود الأوراق على الأرض.. هَمست وهى تداعب أنفه :

ـ  كل شئ هنا..!

الأوراق البيضاء هنا.. ما كتبته أمس هناك ..

بكل جميل ودّ وعَذب امتنان شُكر يقبلها..

تصرّ أن يفطر..؟

تضع اللقمة فى فمّه.. حبيبته وأمّه..!

فى عينيها إلحاح.. رغبة حادة فى رجاء تصل إلى منتهى توسّل.. أريد أن أبقى.. أكون معك.. لك وحدك.. فقط ..؟

ترتجف.. حلم يتكسّر.. ولادة تتعسّر.. روح على أهبة الانحدار من علِ .. وتنتظر .. تنظر إليه:

ـ لا أستطيع..!

من روحى باعتذرلك..؟

 لا يمكننى توفير احتياجاتك..!

 أنا مشروع كاتب صغير.. فى بلد لاتقرأ.. وبلد لا تمنحه إلا بعد موته..!

أحلام كبيرة ورغبات أكثر..!

حصدت بغريزة طينية ما بلّله الحِرمان.. جَمعت جُمل رَعشاته.. رَدّت.. عاجلته دون أن يتفوّه:

ـ لن أكلّفك شيئاً..!

يكفينى أنى بين ذراعيك أحسّ أنى أمرأة.. أريد دوام هذا الإحساس.. دعنى  أخدمك..؟

لن أكلّفك شيئا..!

نظرت للأرض.. فى حضنك أحببت أنوثتى..!

لأول مرّة لا أشعر بالذنب..!

توسّل.. رجاء.. أمل.. إرادة فعل.. ابتسم:

ـ وأنا أريدك..!

طارت.. قفزت.. تريد أن تحتضنه.. تخشى.. تخجل.. ضمّت يَديها.. ودّت لو تحمله فى إحدى عَينيها.. قبلته..

ـ لن تندم على شئ .. !

وقبل أن تكمل قبلها.. وخرج لعمله فى المجلة..

،،،،،

فاحت رائحة البيت بسكن أنثى..

الزهور.. اشترت ملابس لها.. وبعضها له.. فى كُلّ شئ مَرة يهمّ بإعطائها  نقود ترفض.. تأبى بشدة حتى البكاء.. وتتمنّى لو عاجلها بقبلة.. وبادلها حبّاً.. تريده هو.. لم تعد إمرأة الشارع سمراء الجسد..

" لا بأس.. يكفينى أننى أحبّه.. أحبه.."

‘‘‘‘‘

نفس القبلات الحَانيّة.. نفس اللمسات الناعمة.. هو هو الدفء .. الحب فى ثنايا قلب يرغبه.. حتى أحست بضغطته.. هى هى الضغطة الأولى.. راحت وهى إلى أول ليلة.. وبدأت يده ترتعش.. يشدّه المجهول.. الفقاقيع.. الأحرف تناديه.. كلمات.. كلمات.. كلمات..!

خجل أن يدفعها من أحضانه..

ولكنها انسحبت فى رقة وهى تمسح على شعره.. وكُلّه يرتعش قالت له :

ـ  قم.. انهض.. أكتب.. !

انتفض..

بدأ يمسك القلم ويسوّد السطور.. يمرّ الوقت.. تشعل سيجارة لها وأخرى له.. قرّبتها من فمه.. وهو نائم على بَطنه فوق الأرض يكتب.. وأراد النهوض.. منعته فى رقة.. وقبلته فى عُذرية.. وهى تضع السيجارة بين شفتيه.. وتركته والورق والقلم..!

‘‘‘‘‘

تهادى صوت المؤذن لصلاة الفجر..

و أطلقت له نفس القبلة الأولى.. وقد ظنّها نامت..

فى حُضنه من جديد :

ـ أحبك.. بحبك.. بحبك..!

ضغطت عليه.. تريد أن تدفنه بداخلها أبدا..  جذبته للداخل.. انساب منها  دمع روح..!

 فى لحمها تدفعه أكثر.. تمهد له صدرها دفئاً والتحافا.. ويروح يفترش قبلاتها.. يحتوى كل جزء بها.. يمتصّها.. يعتصرها.. يلعقها:

 ـ بحبك.. بحبك.. بحبك..

لأوّل مرّة يشترى لها شيئاً.. نسيت آخر هدية وصلتها من أحد.. تقطر دمعها كم مرة وهى تبع.. تبع.. صرخت.. فرحت.. لفّ بها الصالة وهو يحتضنها.. ويصرخ :

انتهيت..

أخيراً انتهي .. انتهيت من القصة..

فى عينيه تتأمّل لذة الروح تطير بأجنحة ذهبيّة.. تغمرها النشوة.. يزبد وحنانها:

ـ لولاكِ ما كتبت شيئاً.. كُنتِ إلهامى.. إرادتى المفقودة.. قوّتى أنتِ.. أنتِ البطلة الحقيقية.. بطلتى سلوى..!

ولا زالت تنظر إليه..

انقباضة خوف تغمرها.. يخترقهاليقين.. حلّ به الليل..  يكاد يرحل وطلّ ضوء النهار..!

 ويدبّ عَفن الشك.. يتسلل لثمار الليل.. ثمرة الحب التى تفتقت فجأة.. راحت وآخر أنفاسه ..

ـ بحبك .. بحبك .. بحبك..

،،،،،،

رعشة..

شعور بالرجفة.. تتلعثم.. تقاوم.. مَجهول فى الأعماق يتحرّك.. يدور معها..

غريزة إمرأة.. ويدور بها وتدور.. يلفّ بها ويصيح :

ـ قولى لى مبروك.. بَاركِ لى..؟

ابتسمت.. براءة..عذوبة.. أخذت الأم طفلها فى مهد فطرتها.. وتروح تعش فى عينيه.. أرادت أن تفهم :

ـ أى قصة..؟

وقصتى معك.. قصتى يا رياض..؟

بخرج بسرعة.. انطلق ماراً بها.. انتفض من مَهدها.. وهو يطلق لها قبلة فى الهواء..!

حضرت كل شئ ..

رتدت ثوبها.. و فى المرآة تزيّنت لنفسها.. يمرّ بخاطرها أنها تحتفل بعيد زواجها.. ولم لا..؟

 هى ورياض.. لأوّل مرّة هى كما يريدها أى رجل.. وهو.. هو الرجل الذى تريده.. وتمنته آلاف الأعوام.. وانتظرت.. انتظرت رياض..؟

  الوقت يمرّ.. صخرة تثقل مع الزمن بين نهديها.. مهدها بارد.. تعيد العبث بزينتها.. تغلبها رغبتها فى البكاء.. !

انتصف الليل.. تقف أمام المرآة.. تحفظ وضع وهيئة كل استعدادات الحفل .. وتكرارات تخيّلات حضور رياض..

لن تكون النهاية..!

 سيأتى.. تجلس على السرير.. تبكى.. تمسح موع تخن .. لابد أن يأتى .. يا رب.. سيأتى ..!

وقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. الليل صمت يطرد .. خوف.. فزع.. رهيب الانتظار.. تهيّب مجهول فى الحضور.. أمس كان.. هنا.. على هذا السرير.. حياة.. حيوات تتصارع فى جمال ما فى الدنيا.. نهر عذوبة..!

 كان الدفء.. الحنان.. الحب.. هو وهى..

يطول صمت.. ويستسلم حلم ..

راحت تنظر فى قلب الدخان وهو يصّاعد من السيجارة.. وتهمّ ..

استبدلت فستان رياض بثوبها.. الفستان  الذى أتت به أول ليلة مع رياض .. أدخلت نفسها فى ثناياه.. انتفضت.. ترتعد .. لأول مرّة تغلق شباك وهى ترتدى شيئاً.. نسيت.. يتسحّب الدمع دون ارادتها.. تبلع زبداً يخونها..

،،،،،،

وفى الثالثة صباحاً.. لم يكن فى البيت أحداً..!

 كانت ..

 كانت فى الشارع..!

ولكنها لم تكن سلوى رياض..!

  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف