قيادة حزب الدعوة تتكتم على حقيقة العبادي
بقلم: سليم الحسني
بقلم: سليم الحسني
أكرر مرة أخرى ما كتبته في مقالات عديدة منذ بداية تولي العبادي رئاسة الوزراء، أن العراق سينتهي الى كارثة موجعة في زمنه. واستند في ذلك الى معرفة شخصية بالرجل منذ أكثر من ثلاثين سنة، فلقد عرفته منذ اللقاء الأول في بداية الثمانينات بأنه يتصرف بطريقة غريبة على الواقع، وأنه يضع لنفسه معايير خاصة به لا تنتمي الى الحياة التي يعيشها الانسان السوي العادي.
لقد كتبت عن شخصيته مقالات عديدة في سلسلة (إسلاميو السلطة) ومن قبلها كتبت عنه سلسلة مقالات بعنوان (انهيار دولة)، اضافة الى مقالات أخرى، وفي جميعها كنت أعيد التأكيد على النهاية المأساوية التي سيصنعها العبادي في العراق.
...
تنقسم قيادة حزب الدعوة في الموقف من العبادي الى قسمين:
القسم الأول منهم وهم القلة يرون أن الأمر قد فلت من أيديهم منذ البداية عند اختياره لهذا المنصب، فلقد كانت هناك تطورات متسارعة، وان بعض الجهات والأشخاص من خارج الحزب تدخلوا في حسم الأمر لصالح العبادي في مقدمتهم حسين الشهرستاني وابراهيم الجعفري، فقد كان الأول يتطلع الى تولي منصب وزير النفط، والثاني الى منصب وزير الخارجية. وقد نجح الجعفري في مسعاه فحصل على ما يريد، بينما فوجئ الشهرستاني بعدم التزام العبادي بوعده، فقد أعطى وزارة النفط للمجلس الأعلى، مما جعله يُظهر استياءه من تصرف العبادي، فاضطر الأخير الى ترضيته بمنصب وزير التعليم العالي الى جانب عضوية لجنة النفط والطاقة.
هذا ما يقوله قسم من قيادة حزب الدعوة. وهو كلام غير مقنع، إنما تبرير لموقف تكشّفت عيوبه، فلجأوا اليه، يدفعون عن أنفسهم مسؤولية ما ترتب على اختيار العبادي لهذا المنصب.
أما القسم الثاني وهم غالبية القيادة، فقد اندفعوا لتأييد العبادي ليكون رئيساً للوزراء، بعد أن وجدوا ان الفرصة الثمينة تكمن في دعمه، لينالوا عنده المكانة الرفيعة، وبذلك يستمر تمتعهم بالمكاسب والامتيازات على نفس ما كان في زمن المالكي. فكل ما يحتاجونه هو نقل ولائهم من رئيس الوزراء السابق الى رئيس الوزراء الجديد، وهي عملية سهلة بسيطة بعد أن امتهنوا الولاء الكاذب، لجني المكسب الذي تتصاغر امامه الكرامة والهموم والأهداف والتاريخ وكل شئ.
...
نقف هنا عند سؤال صريح، مفاده أن العبادي تكشّفت طريقته وشخصيته في إدارة الدولة عند القسمين ـ على فرض انهم لم يعرفوا ذلك مسبقاً ـ وأن الكارثة التي تنتظر العراق تزحف عليه مسرعة من جهة، والعبادي من جانبه يدفع بالعراق نحوها بسرعة. فما الذي يمنعهم من موقف مسؤول يُحسب لهم حاضراً ومستقبلاً عندما يطلبون منه الاستقالة؟.
سيأتي الجواب منهم سريعاً: ومن البديل؟.
وهذا الإعتراض يبدو موضوعياً للوهلة الأولى، لكنه في حقيقته يهدف الى التهرب وليس الى البحث عن حل. فمن الممكن أن يتخذوا قرارهم بإستقالة العبادي، لتأخذ عملية البحث عن البديل خطواتها العملية من الآن.
لن يفعلوا ذلك، لأن المصلحة الذاتية كبيرة ضاغطة تتحكم بالعقل والقلب، وهي بارعة في صناعة المبررات المخادعة، لكي تبقى هذه النزعة على قيد الحياة تكبر كل يوم تحت حكم العبادي الضعيف التائه، فيما يموت كل يوم في الشارع طفل ورجل وإمرأة يبحثون عن لقمة رديئة لوجبة طعام ناقصة.
أكرر مرة أخرى ما قلته مرات عديدة، الكارثة، هي المصير الذي سيواجه العراق تحت حكم العبادي.
لقد كتبت عن شخصيته مقالات عديدة في سلسلة (إسلاميو السلطة) ومن قبلها كتبت عنه سلسلة مقالات بعنوان (انهيار دولة)، اضافة الى مقالات أخرى، وفي جميعها كنت أعيد التأكيد على النهاية المأساوية التي سيصنعها العبادي في العراق.
...
تنقسم قيادة حزب الدعوة في الموقف من العبادي الى قسمين:
القسم الأول منهم وهم القلة يرون أن الأمر قد فلت من أيديهم منذ البداية عند اختياره لهذا المنصب، فلقد كانت هناك تطورات متسارعة، وان بعض الجهات والأشخاص من خارج الحزب تدخلوا في حسم الأمر لصالح العبادي في مقدمتهم حسين الشهرستاني وابراهيم الجعفري، فقد كان الأول يتطلع الى تولي منصب وزير النفط، والثاني الى منصب وزير الخارجية. وقد نجح الجعفري في مسعاه فحصل على ما يريد، بينما فوجئ الشهرستاني بعدم التزام العبادي بوعده، فقد أعطى وزارة النفط للمجلس الأعلى، مما جعله يُظهر استياءه من تصرف العبادي، فاضطر الأخير الى ترضيته بمنصب وزير التعليم العالي الى جانب عضوية لجنة النفط والطاقة.
هذا ما يقوله قسم من قيادة حزب الدعوة. وهو كلام غير مقنع، إنما تبرير لموقف تكشّفت عيوبه، فلجأوا اليه، يدفعون عن أنفسهم مسؤولية ما ترتب على اختيار العبادي لهذا المنصب.
أما القسم الثاني وهم غالبية القيادة، فقد اندفعوا لتأييد العبادي ليكون رئيساً للوزراء، بعد أن وجدوا ان الفرصة الثمينة تكمن في دعمه، لينالوا عنده المكانة الرفيعة، وبذلك يستمر تمتعهم بالمكاسب والامتيازات على نفس ما كان في زمن المالكي. فكل ما يحتاجونه هو نقل ولائهم من رئيس الوزراء السابق الى رئيس الوزراء الجديد، وهي عملية سهلة بسيطة بعد أن امتهنوا الولاء الكاذب، لجني المكسب الذي تتصاغر امامه الكرامة والهموم والأهداف والتاريخ وكل شئ.
...
نقف هنا عند سؤال صريح، مفاده أن العبادي تكشّفت طريقته وشخصيته في إدارة الدولة عند القسمين ـ على فرض انهم لم يعرفوا ذلك مسبقاً ـ وأن الكارثة التي تنتظر العراق تزحف عليه مسرعة من جهة، والعبادي من جانبه يدفع بالعراق نحوها بسرعة. فما الذي يمنعهم من موقف مسؤول يُحسب لهم حاضراً ومستقبلاً عندما يطلبون منه الاستقالة؟.
سيأتي الجواب منهم سريعاً: ومن البديل؟.
وهذا الإعتراض يبدو موضوعياً للوهلة الأولى، لكنه في حقيقته يهدف الى التهرب وليس الى البحث عن حل. فمن الممكن أن يتخذوا قرارهم بإستقالة العبادي، لتأخذ عملية البحث عن البديل خطواتها العملية من الآن.
لن يفعلوا ذلك، لأن المصلحة الذاتية كبيرة ضاغطة تتحكم بالعقل والقلب، وهي بارعة في صناعة المبررات المخادعة، لكي تبقى هذه النزعة على قيد الحياة تكبر كل يوم تحت حكم العبادي الضعيف التائه، فيما يموت كل يوم في الشارع طفل ورجل وإمرأة يبحثون عن لقمة رديئة لوجبة طعام ناقصة.
أكرر مرة أخرى ما قلته مرات عديدة، الكارثة، هي المصير الذي سيواجه العراق تحت حكم العبادي.