الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2016-05-23
ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!بقلم:حميد طولست
ما كل الطرق تؤدي إلى ثواب الله !!

تسييس الجماعات المحلية لفريضة الحج والعمرة !!

غريب أمر قوافل المعتمرين من أهل الثقة ومحظيي موظفي الجماعات المحلية ، الحضرية منها والقروية، والموالين من المنتخبين ، الذين يتوجهون إلى بيت الله الحرام ، على نفقة ميزانيات الجماعات المقتطعة من جيوب فقرائها والمحتاجين بدوائرها.

والأغرب منه تردد الكثيرين منهم مرات ومرات على الديار المقدسة ، حتّى غدى ذلك أسهل لدى بعضهم من زيارة تفقدية للإطلاع على أحوال ومشاكل الأحياء التي يمثلون ساكنتها ، والتي هي أقرب إليهم من مكّة المكرمة ، والوصول إليها أقلّ تكلفة بكثير مما يكلّفه الحج أو العمرة ، وأكثر أجرًا وثوابًا منهما ، لما فيه من ثواب تحمل أمانة المسؤولية وأجر القيام بالواجب ، اللذان أمر الله سبحانه وتعالى بأدائهما حتى يشمل خيرهما الأرض والبشر.. أمّا غيرهما من العبادات كالصلاة والصوم والعمرة والحج على أهميتها ، فلا تقدم إلا نفعا فرديا يعود على من يمارسها -إذا خلصت نيته وصدق إيمانه وسلم دينه- دون أن يشمل غيره .

لا شك أن ظاهرة كثرة المعتمرين والحجاج على نفقة الجماعات المحلية ، هي ظاهرة غير طبيعية ومقلقة بكل المقاييس ، وخاصة  حين تصل لدى بعض رؤسائها ، إلى درجة التسيب في التعامل مع منح الحج وإكراميات العمرة ، التي سقطت في هوة إرضاء نزعات الطمع وحب الإستحواذ والسيطرة النرجسية ، ونحت نحو العاطفية والفئوية والتحزبية ، وتحولت إلى العبث بمقدرات البلاد وأموالها العامة، وكأنها إرث شخصي ، يـُنعمون به على من يـُريدون لتمثين الولاءات ، وينفقون منه على المتنفذين لتوفير الحماية والاستمرارية في المنصب ، ويمنعونه عن المعارضين لإرغامهم على الخضوع والتبعية ؛ والأكثر إزعاجا في الظاهرة ، هو صمت المجتمع المدني حيالها ، وغفلة الصحافة عنها ، وتراجع الدولة ، أو على اقل تقدير،"إسترخاؤها" في تطبيق القانون في نوازلها ، وسكوت الأحزاب السياسية عنها ، وهم يعرفون جميعهم بأنها مؤامرة سياسية ممنهجة ، متخفية تحت عباءة الدين ، تستحوذ عليها نزعات الطمع وحب السيطرة والنرجسية ، وتخوض في المال العام ، بالتبذير فيما لا يرضي الخالق والمخلوق ، وأنه من الخطأ تركها تتمدد في أوصال الجماعات المحلية بلا رقيب ودون تصدلمضارها في وقت تعيش تلك الجماعات أوضاعا كارتية ، تستلزم حسن تدبير الموارد لمواجهة البؤس والفقر الذي يضرب كل مرافقها ، وحتى تبقى الأموال العامة سليمة ، يمكن الانتفاع بها إلى أقصى حد في إنشاء وتحسين وترميم المرافق العامة التي تمتلكها الأمة كلها ، من طرقات ، وحدائق ، ومدارس ، وجامعات ، ومستشفيات ، ويشعر المواطن  بملكيته لها ؛ لأنها أقيمت بأموال الأمة ، التي هو جزء منها .

ما يجعلني أعتقد أنه لا حاجة بنا لهذا السخاء الحاتمي ، المتمثل في منح الحج واكراميات العمرة التي توزعها الجماعات ، والذي هو في حقيقته –كما سبق أن ذكرت- صرف للأموال العامة فيما لا فائدة فيه ، وتذبير سيء لأوضاع المواطنين .

أتمنى ألا يُفهم من مقالتي هذه ، أنني ضد شريعة الحج أو العمرة  ، وأتهمبتأييد بتسييس فريضة حج بيت الله الحرام كما فعلت إيران، بدعوى أن الحج یصبح غیر واجب ، إذا لم يصن للحجاج الإيرانيين العزة والكرامة ، حسب تصريح المرجع الديني الإيراني، "آية الله ناصر مكارم شيرازي" ، والمرجع الدیني "آیة الله حسین نوري همداني ، فيجب أن يعلم القارء الكريم أن مشاعري نحو الحج والعمرة ، تهتز كباقي المسلمين ، وتتحرك نحوهما عواطفي ، وأرغب كأغلبية المؤمنين الصادقين ، في أن أجد نفسي يوما في رحاب ذاك المقام المقدس "بيت الله الحرام" - محرما مع المحرمين ، طائفا ساعيا بين الصفا والمروة مع الطائفين الساعين ، واقفا بجبل عرفات مع الواقفين الملبين الطائعين -على نفقتي الخاصة ، لأن الحج واجب على كل مسلم مستطيع* مرة واحدة في العمر، لقوله تعالى : "ولله على الناس حج البيت من استطاع* إليه سبيلا ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا..

هوامش ــــ*الاستطاعة : هي أن يكون المسلم صحيح البدن ، يملك من المواصلات ما يصل به إلى مكة حسب حاله ، ويملك زاداً يكفيه ذهاباً وإياباً زائداً على نفقات من تلزمه نفقته .

حميد طولست [email protected]ذ
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف