الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعصب بقلم:هناء مسعود

تاريخ النشر : 2016-05-23
التعصب
هناء مسعود - فلسطين
ماجستير علم نفس اجتماعي
طالبة دكتوراة
توطئة
يعتبر التعصب من أحد أخطر الإشكاليات الاجتماعية سواء القديمة أم المعاصرة التي شهدها العالم، وهناك إهتمام كبير حول دراسة أسبابه، وطرق الحد منه. بدأ الباحثون تكثيف جهودهم العلمية لمعالجة موضوع التعصب خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك نسبة للأفعال الوحشية التي ارتكبها بعض من الجماعات لصالح جماعتهم/حكومتهم ضد مجموعة أخرى. ومن أهم حوادث التعصب التي شهدها القرن العشرين، العنصرية بأشكالها المختلفة ومنها: التمييز ضد السود في الولايات المتحدة وجنوب افريقيا على خلفية اللون، الإعتداءات على الأقليات في أوروبا على خلفية الأعراق، والمذابح المتبادلة بين المسلمين والهندوس في الهند على خلفية الدين، والحروب القبلية في تشاد والصومال، وصولاً إلى عمليات التطهير العرقي في البوسنة والهرسك، والجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني. سوف أقوم بتقديم بعض من التحليلات والاجتهادات العلمية المفسرة للمفهوم من وجه نظر المفكرين والباحثين وبعدها نستعرض أبعاد التعصب وتطبيقاته في العصر الحديث خصوصاً في البلاد المستعمرة وتأثير ذلك على سيكولوجية المضهدين في الأرض.

الاتجاهات التعصبية
يشتق مفهوم التعصب من الكلمة اللاتينية Praejudicium والتي تعني الحكم المسبق، وقد تعددت التعريفات لهذا المصطلح ومر بعدة تغيرات في معناه اذا وفقا لـ "ألبورت Allport " مر المفهوم في ثلاث مراحل:
• المعنى القديم، يقصد به الحكم المسبق الذي يقوم على أساس الخبرات والقرارات السابقة.
• أما في المفهوم باللغة الإنجليزية، فإنه الحكم الذي يصدر على موضوع معين مسبقا قبل القيام بإختبار وفحص الحقائق المتاحة عن الموضوع.
• اكتسب المفهوم خاصية إنفعالية، سواء بالتفضيل أو عدم التفضيل التي تصطحب الحكم المسبق.
ان معظم التعريفات التي تناولت التعصب، وصفته بأنه إتجاه سلبي ضد أشخاص بعينهم لا شيء إلا انهم ينتمون لجماعة معينة، والمتعصب يغفل عن رؤية الصفات الفردية للأعضاء المنتمين للجماعة، ويحكم عليهم مسبقاً، وغالباً هذا الاتجاه يقود إلى السلوك الذي يعتبر في كثير من الأحيان نزعة سلبية إزاء جماعة اخرى.
نستنج من التعريف السابق عدد من العناصر التي تضمن التعصب:
- بناء الاتجاه وتشكليه، وقد يكون إيجابي ولكنه بما أنه تعصب فأنه بالأغلب معروف بالسلبية.
- يتشكل على أساس حكم مسبق ليس شرطاً أن يكون معالجة معرفية صحيحة، ولكن يصعب تغييره ويحتاج إلى الكثير من الاستراتيجيات لتعديله أو الحد منه.
- يترتب على التعصب النزعة للسلوك بشكل تمييزي للاتجاه المتبنى سواء ضد أو في صالح الموضوع (الجزار،2005).
هناك اتفاق واسعيقضي بان الاتجاه يتشكل من ثلاثة مكونات (المعرفية، الوجدانية، السلوكية)، المكون المعرفي العقلي: وهو يتضمن الحقائق الموضوعية المتوفرة لدى الفرد عن موضوع الاتجاه حتى يمكنه من اتخاذ القرار المناسب. المكون الوجداني: وهو المكون الذي يشير إلى مشاعر الحب والكراهية التي يوجهها الفرد نحو موضوع الاتجاه ويرتبط ذلك بتكوينه العاطفي حسب ما يستجيب له بشكل أسرع ويندفع نحوه أو ينفر منه. وأخيرا المكون الثالث السلوكي: الذي يعتبر الأداء أو النزعة للفعل وفق أنماط محددة في أوضاع معينة، والاتجاه بشكل عام يوجه السلوك (جابر،2004). ويجب التنويه أن الاتجاه النفسي نحو موضوع ما يكون مزيج بين هذه العناصر النفسية الثلاثة، ولكن الإشكالية التي يتم النقاش حولها ترتبط بأي مدى تتسق هذه المكونات وتتفاعل مع بعضها البعض لتكوين اتجاه تعصبي؟ وما قوة الارتباط بينهما بحيث ينظر اليها كوحدة واحدة؟
لقد تطرق الباحثون في دراسة كل مكون بصورة منفردة ، ولكن النموذج الاكثر شهرة ومثلاً هو النموذج الثلاثي الذي يأخذ كل المكونات بعين الاعتبار بإتساقها والتي يفترض إنها تؤلف ما يعرف بالاتجاه التعصبي ( الجزار، 2005).
الاتجاهات التعصبية والمفاهيم المتداخلة
النمطية: stereotypes
لابد من التطرق الى النمطية قبل التعمق بالتعصب، لأنه غالباً ما يتداخل هذا المفهوم عند دراسة الاتجاهات التعصبية، وتعرف النمطية أنها المعتقدات التي تعزز مجموعة من الصفات لأعضاء جماعة اجتماعية ما حسب تعريف (Anderson,2010)، وتكتسب هذه الصور النمطية من خلال التعلم الاجتماعي، أو خلال خبرة مباشرة وعوامل أخرى، وتتسم بالتعميم الزائد كما إنها تعمل على تبسيط الأمور بطريقة مفرطة، والإدراك فيها يكون انتقائيا وليس مبنيا على برهان منطقي علمي سليم، حيث أنها تتجاهل براهين مضادة وتعمل على إنكارها إذا اختلف مع الفكرة المسبقة وتعتبر هي الأساس اللازم للاتجاه التعصبي.
التمييز Discrimination
التمييز والتعصب مفهومان مرتبطان بشدة ببعضهما البعض، وكثيرا ما يستخدمان للدلالة على المعنى نفسه، ولكن الأمر ليس كذلك وسوف أقوم بالتوضيح، حيث أن التعصب هو الفكرة أو المفهوم الأوسع الذي يضم داخله التمييز على النحو السلوكي للاتجاه التعصبي، باعتباره المكون السلوكي حسب النموذج الثلاثي.
التمييز عبارة عن تعصب مترجم ( بكسر الجيم ) لسلوك فعلي تجاه أعضاء جماعة ما بسبب عضويتهم في هذه الجماعة. وفرق الجزار 2005 بين التمييز الفردي الذي يظهر نفسه بسلوكيات تمييزية تنشأ عن الكراهية وقد يظهر بتجنب أعضاء جماعة اخرى، ويتطرق ليكون اكثر حدة وتطرف كأن يجمع على إنكار حقوق أعضاء جماعة مستهدفة. أما التمييز الآخر هو على المستوى المؤسساتي حيث نراه غالباً في مجال العلاقات الاجتماعية، الاقتصادية، والقانونية وتعتبر الولايات المتحدة نموذجا في التمييز المؤسساتي الذي مارسته ضد السود وما تزال.
العنصرية Racism
على الرغم من تداخل الكثير من المفاهيم مع التعصب إلا أن العنصرية مرتبطة ارتباطا وثيقا ومتداخلا جداً بمفهوم التعصب. وإلى حد واسع ومنتشر الإعتقاد أن التعصب هو نفسه العنصرية، ويرجع ذلك إلى سبب وجيه وهو كثرة الكتابات التي تناولت العنصرية بما إنها تمثل أكثر ما عانت منه البشرية. وهي تعني الإعتقاد بأن الإرث الثقافي لجماعة الفرد يتفوق فطرياً على الإرث الثقافي أو العنصري للجماعات الأخرى، إيديولوجيا العنصرية تؤكد على سيادة عنصر و/أو استغلاله لعناصر أخرى.
النظريات المفسرة للاتجاهات التعصبية
ظهرت عدة تصورات وفرضيات تسعى الى تفسير وفهم أسباب الاتجاهات التعصبية وقد ركزت كل نظرية على عامل واحد دون الأخذ بالإعتبار العوامل الأخرى التي تساهم في فهم التعصب بصورة أعمق. أهم النظريات السيكولوجية التي تناولت التعصب منها: نظرية الإحباط/ العدوان، نظرية الإسقاط، نظرية الهوية الاجتماعية، وأخيرا نظرية التصنيف المعرفي. ولضيق المساحة المتاحة للنشر سوف أتناول اثنتين منها.
النظريتان الأولى والثانية متأثرتان بمدرسة التحليل النفسي، وهي من أكثر النظريات التي حددت خصائص سيكولوجية التعصب، كونها تؤكد أن اتجاه الفرد يلعب دوراً فعالاً في تشكيل "أناه" والأنا تمر بمراحل مهمة، مختلفة، متغيرة خلال مراحل النمو، متأثرة بمحصلة الإتجاهات التي يكونها الفرد لخفض توتره الناشئ عن الصراعات الداخلية بين متطلبات الـ "هو" والـ " أنا ". أما نظرية الاحباط والإسقاط فهي تصورات فرويدية للحضارة والسياق العام الذي على أساسه يفهم خلفية التعصب.
أستطيع القول أن النظريات السابقة كلها هي نظريات أحادية، ركزت على الفرد وهي في وضع صعب لمواجهه هذه المسألة، ولكنها أظهرت الحاجة الى الإنتماء للجماعات والتكتلات سواء كانت دينية أو علمانية (التي هي أحيانا تجمعات تعصبية). تجدر الاشارة الى أن التعصب يمنح الأمان المعرفي والحضارة بينما تساعد اللحظة الثقافية على إزدهار التعصب (هانيبال وآخرون،1990). لقد صعب حصر مفهوم فرويد للتعصب لأنه تفسير فلسفي، ملفت للإنتباه، جدير بالفحص، ولكنه فكر عام صعب تحليليه ودراسته بدقة. اذ يحمل التحليل النفسي إحتراما عميقا وقداسة للفرد وأيضاً يحمل شكا تجاه الحلول الشاملة الجماعية، تؤمن بالتقرير الذاتي وبولاء الشخص تجاه الآخر وبنفس الوقت هذه القيم مهددة من جانب المتعصب المقيم في كل منا...!!
لذا أرى أن ألافكار التي تحملها نظرية التحليل النفسي والتي تأثرت بها الكثير من النظريات اللاحقة سوف تدوم وتظل مرجعا مهما في الأدبيات حتى لو إنها غير قائمة على أسس المنهج العلمي، ولكن تبقى ضرورية لفهم ظواهر عديدة، وعلى الرغم من نقدي الشديد لها إلا انها ما زالت تبهر قارئها لنباغة وأسبقية التحليل المعروض.
دراسات وابحث علمية في التعصب
التعصب ظاهرة اجتماعية موجودة في كل مجتمع وكل زمان ومكان، ولكن السياق الثقافي يلعب دورا في تنوع وتعدد أشكاله، وتطبيقه يعتمد على الحالة والجماعة، حيث ان كل بناء اجتماعي يمارسه بما تستدعي الحاجة. لقد تباين الإختلاف في الأدبيات حول التعصب في الكتابات العربية، والكتابات الغربية وذلك لاختلاف دينامية الصراع بين الجماعات. نجد – على سبيل المثال - أن أغلبية الدراسات الصادرة باللغة العربية تتمحور حول العصبية الدينية، العصبية القبلية العشائرية، التعصب ( السلبي ) ضد المرأة- التعصب ضد الجنس، بينما في معظم الدراسات الصادرة في الغرب فقد جرى التركيز على العرق، والطبقة، والمكانة. ولكن تفرد الباحثون في دراسة الملامح النفسية والسيكولوجية، اي الواقعة ضمن المشروع الممكن البحث فيه دون السوسيولوجية منها نظراً لأن التعصب موضوع حساس ولا أحد يرغب في فضح عيوب مجتمعه وتقديم صورة غير حضارية عن المجتمع الذي يمثله، والخوف من كشف المخاطر الاجتماعية وما ينطوي من فحص الأمراض والنقائض التي في إمكانها أن توظف في خدمة المجتمع، ولأن الكشف عن مخاطر الفكر تشكل تحدي لقلب الحياة الاجتماعية، فان الأغلبية يتفادوها، كما أن مؤسسات المجتمع في بعض الاحيان تعزز التعصب وتحدد طرق التعبير عنه. لذا هناك حالة من الاستهجان والمنع المبطن للباحثين للخوض في الأبحاث العلمية حول التعصب، لأن المؤسسات ليست فقط تعزز التعصب بل توظفه من أجل أن تبني رصيداً سياسياً يخدم مصالحها.

من وجهة نظري ، ثمة علاقة أو فرضية تستدعي الدراسة العلمية في المستقبل، سوف أطرحها قبل ذكر محتوى الدراسات التي استخدمتها في هذه المقالة وذلك على ضوء الجدل والنقاش القائم بينهما، والاختلاف والتشابه.
الفرضية تتساءل حول " مدى قوة أو ارتباط النظام وعلاقته بالتعصب؟" وكيف يسمح التعبير عنه؟ أرى أنه في المجتمعات الغربية ذات النظام الرأسمالي القوي قامت المؤسسات بضبط وحصر التعصب بما يخدم مصالحها، قامت الولايات المتحدة مثلا ببناء مشاريع سكنية للسود، بعيدة عن أحياء البيض وسمحت بوجود العصابات على الجانبين لتعمل على تغييب الوعي حول اللامساواة الاجتماعية، لتمنع أي حركات تغيير اجتماعي. وانني اقترح وبشدة ضرورة دراسة العلاقة بين النظام السياسي وحصره لممارسة التعصب. وما ايجابيات ذلك وسلبياته؟؟، هذه من التساؤلات المستخلصة من قراءة الادبيات. وثمة فكرة تستحق التمعن أيضا تقضي أنه في حين إذا ضعف النظام في السيطرة على شعبه كما هو الحال في مصر والأخوان، كيف يبرز ويوظف التعصب؟
وفقا لـ (Browm, and Lopez,2001)، وفي دراسة تحليل دور التشابه في نظريات التعصب، لأكثر من 50 عاماً تناول علم النفس الاجتماعي موضوع التعصب على أنه صراع بين الأفراد أو الجماعات وإن تحسين هذه العلاقات من إمكانها التخفيف من التعصب، يبين الباحثون أن السياسية المهيمنة في ذلك الوقت وما زالت لها دورا كبيرا في هذا التشابه النظري في الماضي والحاضر، ولفحص هذا التشابه تم مراجعة الأبحاث في مجال علم النفس الاجتماعي عبر مراجعة نقدية تحليلية وعملوا على تطوير اقتراحات من شأنها أن تتحدى التعصب كقضية مجتمعية جوهرها عدم المساواة الأساسي بين الجماعات بناء على الاختلاف وليس صراع. وعلى الرغم أن هذه الدراسة تعتبر نقدية ولكنها – من وجهة نظري المتواضعة – مجرد نقد سطحي لأنها لم تطرح بديل منهجي من شأنه أن يقدم نظريات جذرية تعالج الموضوع.

في دراسة لرياض عباس حول التعصب لدى الاوروبين من وجهة نظر العراقيين المقيمين في اوروبا، باستخدام وبناء قياس للتعصب معتمدا على مجال التعصب القومي والتعصب الديني، فقد ورد ان طبيعة الاحداث والتوتر الذي يشهده العصر ترك اثر على المواطن الغربي والأوروبي ودفعه نحو مشاعر الكره والتعصب وفق المفهوم النفسي، ولقد اختار عينة عشوائية 210 عراقيا مقيما في اوروبا، وقد توصل بحثه الى أن الاوروبيين بالإستناد إلى آراء العراقيين يظهرون مستويات تعصب تفوق المتوسط الفرضي، وأن الذكور أشروا مستويات أعلى من الاناث في تشخيص وقياس التعصب.
أما في دراسة (علاء محمد، 2011) حيث قام بدراسة بعنوان الحوار المجتمعي وعلاقته بتخفيف حدة التعصب الديني، توصل الى أن الجمعيات الأهلية والمؤسسات يمكن أن تسهم في تشخيص المشكلات التي يعاني منها المجتمع المحلي والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والظواهر السلبية كالتعصب الديني الذي يعيق التطور والتفاعل الاجتماعي، بغية التوصل لمقترح تنظيم المجتمع من خلال التعرف على الصعوبات التي تواجه الاخصائي الاجتماعي، المسح الاجتماعي كمنهج بطريقة العينة، وتوصل الى وجود علاقة بين التعصب الديني ومستوى التعليم ووجود مشاكل مجتمعية مرتبطة بالتعصب.
ومن ثم أشارت دراسة (عبد الستار محمد،2011)، التي سعت الى إعداد مقياس للتعصب القبلي لدى الشباب الجامعي يتناسب مع طبيعة وبناء المجتمع القبلي من حيث الأسباب المؤدية والمظاهر المترتبة على التعصب والتي تكون في مجملها ملامح الشخصية المتعصبة. تم تطبيقها على عينة 320 طالباً، متوسط عمر (20 عاما ) وتوصلت الى بناء مقياس يتناسب مع البيئة المصرية والعربية.
أما في دراسة وطفة، والاحمد بعنوان " التعصب ماهية وانتشاراً في الوطن العربي في سنة 2002" ، ووفقاً لمنهجية العينة بالحصة حيث روعي شمل أغلب الكليات الجامعية، مستندة إلى إشكالية ندرة الدراسات السوسيولوجية التي بحثت في الموضوع، وطورت أسئلة طرحت ما آراء الطلبة في مدى حضور التعصب بأشكاله المختلفة في المجتمع الكويتي، حيث توصلت الى نتائج عدة من اهمها أن ابرز اشكال التعصب في الوطن العربي هو التعصب الطائفي، ومن ثم التعصب الديني في المرتية الثانية والتعصب القبلي والعائلي في المرتبة الثالثة.

ان المراجعة العلمية السريعة للأبحاث والكتابات التي تناولت موضوع التعصب لم تنجح ( لشديد الأسف) في الحد منه بل أخذ التعصب بالتطور ولكن تطور بأشكال أخرى ليشمل مجالات متعددة، ويتم التغاضي عنها في معظم الأحيان في الثقافات تحت ذريعة عدم تغذيتها وتشجيعها. ولكن عدم الحديث عن الشيء لا يعني انعدامه، فما زال التعصب يعتمر في عقول الاجيال ويتوارث من جيل لآخر. وإذا أردنا علاج عطب ما لابد لنا من البحث في السبب، فكيف نفعل ذلك وفي صلاوتنا الخمسة لله وفي المساجد نخطب بالشيبان قبل الصبيان بأننا أفضل أمة أخرجت للناس، تأمرهم بالمعروف وتناهم عن المنكر..!
المراجع:
• وطفة، علي و الاحمد عبدالرحمن(2002)، التعصب ماهيه وانتشارا في الوطن العربي. عالم الفكر، عدد3، مجلد 30.الكويت
• محمد،علاء صادق رفاعي (2011)، الحوار المجتمعي وعلاقته بتخفيف حدة التعصب الديني. المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، سوهاج.
• محمد، عبد الستار محمد(2011). مقياس اتجاهات التعصب القبلي للشباب الجامعي،مجلة الارشاد النفسي، عدد 28، مصر.
• الجزار، هاني(2005)، في اسباب التعصب نحو رؤية تكاملية، ، عين للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية.
• هانيال، اندرية، وميكلوس مولنار،وميرار دي بومينج(1990)، بحوث سيكولوجية التعصب، دار الساقي.
• جابر، جودت(2004)، علم النفس الاجتماعي،مكتبة دار الثقافة ، عمان.

• SAnderson,Catherine (2010). Social psychology,by John Wily &sons. illustrated edition.
• Lisa M. Brown and Cretchen E.Lopez (2011) Analyzing the role of similarity in theories of prejudice. Political psychology vol.22, No.2. pp 279-292.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف