طلال قديح *
لم يكن العالم العربي في يوم، أكثر عرضة للأخطار منه في هذه الأيام، فقد استفحلت حتى إنها عصفت بكل العرب من كل الاتجاهات إلى أن وصل الأمر أن يكون كل بلد عربي مشغولا بنفسه، ولا مجال لديه أن يهرع لنجدة وإغاثة أشقائه.
حال لا تكاد تصدّق، فهي غير مسبوقة على الإطلاق، وما كانت تدور في خيال أكثر الناس تشاؤماً..؟؟ لم يعد العرب قادرين على البناء والإعمار أو الالتفات إلى مواكبة ما يشهده العالم من تطورات تخدم الحاضر والمستقبل.
وهذا لم يكن مصادفة، بل هو بالتأكيد نتاج تخطيط مسبق ومؤامرة خبيثة، وتدبيرمحكم، أجمع عليه الأعداء الذين لا يهدأ لهم بال ولا يسعد لهم حال، إلا برؤية العرب متنافرين متخاصمين متدابرين.
ولا نغالي بالقول: إن أعداءنا أسعد ما يكونون اليوم، فقد خلا لهم الجو، وأمنوا حتى ردة الفعل، ليصبوا جام غضبهم أينما ومتى يريدون من باب: خلا لك الجو فبيضي واصفري..
لقد أحاط الأعداء بالعالم العربي من كل الاتجاهات، بل وتمكنوا من التسرب إلى أعماقه عن طريق الجماعات الإرهابية ، لتعيث في الأرض فسادا وإفسادا، وتقلب الأمور رأسا على عقب، خدمة لمصالحها، وفق أجنداتها ومخططاتها المعادية للعرب .
ومع مرور الأيام ، يشتد الإعصار، وتتضاعف الأخطار، بلا أمل أن يهب العرب ، فتتحد كلمتهم، ويجندوا كل إمكاناتهم فيصدوا الأعداء، ويقفوا في وجه أطماعهم ويبطلوا مكائدهم التي لا تقع تحت حصر. ظل وطننا العربي مسرحاً للغزاة الذين لا يطيب لهم عيش إذا ظل متماسكا وناشطا في كل مجالات النهضة والتطور والنماء.
وهكذا، فإننا بصدد هجمة شرسة، تعاونت معها كل قوى الشر من الشرق والغرب، وأنهم وجدوا ضالتهم فيما يعانيه العرب من آلام تجاوزت المألوف وتخطت الحدود والسدود، وحطمت الآمال التي كانت تحلم بها الأجيال في حاضر حافل بحياة سعيدة هانئة، وغد مشرق واعد زاخر بالأمن والمسرات.
لكن يبدو أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فالأعداء لا يهدأ لهم بال ولا يقر لهم قرار، إلا بعد أن يروا العرب شذر مذر، متدابرين مختلفين، لكل منهم وجهة هو موليها، ولسان الحال يقول : أنا أنا ومن بعدي الطوفان.
وا أسفاه.. وا عروبتاه..وا منقذاه.. أأيقاظ العرب أم نيام؟؟.أين خالد بن الوليد؟ أين أبو عبيدة بن الجراح؟، أين عمرو بن العاص؟،أين صلاح الدين الأيوبي؟..وأين؟..أين؟
ولكن، ومع كل هذا الواقع المعاش، المليء بالقلاقل والفتن، والتخريب والتدمير، فإن إيماننا بالله لم ولن يتزعزع، بل يتمكن ويتضاعف، وثقتنا بأمتنا العربية منجبة الأبطال راسخة في قلوبنا رسوخ شم الجبال، لا تلين ولا تستكين، وحتى تحقيق النصر المبين الذي وعدنا به رب العالمين: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
ياعرب..توحدوا..تآخوا..تحابوا..توادوا..تعاونوا.. تضافروا، تغلبوا..وتسودوا..وتحققوا الأمال..وتنتصروا على الأعداء ، وتعيشوا أحراراً سعداء، بشموخ وإباء كما كان الأجداد والآباء.
*كاتب ومفكر عربي
22/5/2016م
لم يكن العالم العربي في يوم، أكثر عرضة للأخطار منه في هذه الأيام، فقد استفحلت حتى إنها عصفت بكل العرب من كل الاتجاهات إلى أن وصل الأمر أن يكون كل بلد عربي مشغولا بنفسه، ولا مجال لديه أن يهرع لنجدة وإغاثة أشقائه.
حال لا تكاد تصدّق، فهي غير مسبوقة على الإطلاق، وما كانت تدور في خيال أكثر الناس تشاؤماً..؟؟ لم يعد العرب قادرين على البناء والإعمار أو الالتفات إلى مواكبة ما يشهده العالم من تطورات تخدم الحاضر والمستقبل.
وهذا لم يكن مصادفة، بل هو بالتأكيد نتاج تخطيط مسبق ومؤامرة خبيثة، وتدبيرمحكم، أجمع عليه الأعداء الذين لا يهدأ لهم بال ولا يسعد لهم حال، إلا برؤية العرب متنافرين متخاصمين متدابرين.
ولا نغالي بالقول: إن أعداءنا أسعد ما يكونون اليوم، فقد خلا لهم الجو، وأمنوا حتى ردة الفعل، ليصبوا جام غضبهم أينما ومتى يريدون من باب: خلا لك الجو فبيضي واصفري..
لقد أحاط الأعداء بالعالم العربي من كل الاتجاهات، بل وتمكنوا من التسرب إلى أعماقه عن طريق الجماعات الإرهابية ، لتعيث في الأرض فسادا وإفسادا، وتقلب الأمور رأسا على عقب، خدمة لمصالحها، وفق أجنداتها ومخططاتها المعادية للعرب .
ومع مرور الأيام ، يشتد الإعصار، وتتضاعف الأخطار، بلا أمل أن يهب العرب ، فتتحد كلمتهم، ويجندوا كل إمكاناتهم فيصدوا الأعداء، ويقفوا في وجه أطماعهم ويبطلوا مكائدهم التي لا تقع تحت حصر. ظل وطننا العربي مسرحاً للغزاة الذين لا يطيب لهم عيش إذا ظل متماسكا وناشطا في كل مجالات النهضة والتطور والنماء.
وهكذا، فإننا بصدد هجمة شرسة، تعاونت معها كل قوى الشر من الشرق والغرب، وأنهم وجدوا ضالتهم فيما يعانيه العرب من آلام تجاوزت المألوف وتخطت الحدود والسدود، وحطمت الآمال التي كانت تحلم بها الأجيال في حاضر حافل بحياة سعيدة هانئة، وغد مشرق واعد زاخر بالأمن والمسرات.
لكن يبدو أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فالأعداء لا يهدأ لهم بال ولا يقر لهم قرار، إلا بعد أن يروا العرب شذر مذر، متدابرين مختلفين، لكل منهم وجهة هو موليها، ولسان الحال يقول : أنا أنا ومن بعدي الطوفان.
وا أسفاه.. وا عروبتاه..وا منقذاه.. أأيقاظ العرب أم نيام؟؟.أين خالد بن الوليد؟ أين أبو عبيدة بن الجراح؟، أين عمرو بن العاص؟،أين صلاح الدين الأيوبي؟..وأين؟..أين؟
ولكن، ومع كل هذا الواقع المعاش، المليء بالقلاقل والفتن، والتخريب والتدمير، فإن إيماننا بالله لم ولن يتزعزع، بل يتمكن ويتضاعف، وثقتنا بأمتنا العربية منجبة الأبطال راسخة في قلوبنا رسوخ شم الجبال، لا تلين ولا تستكين، وحتى تحقيق النصر المبين الذي وعدنا به رب العالمين: "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".
ياعرب..توحدوا..تآخوا..تحابوا..توادوا..تعاونوا.. تضافروا، تغلبوا..وتسودوا..وتحققوا الأمال..وتنتصروا على الأعداء ، وتعيشوا أحراراً سعداء، بشموخ وإباء كما كان الأجداد والآباء.
*كاتب ومفكر عربي
22/5/2016م