الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حيرة بقلم:أميمة أبو الخير

تاريخ النشر : 2016-05-20
حيرة بقلم:أميمة أبو الخير
 لم  تدق الساعة التاسعة صباحا بعد عندما خطوت داخل القاعة الفخمة بأحد الفنادق على شاطئ بحر غزة، اختلط نسيم البحر العليل مع طراوة جو القاعة المكيفة. لوحات و يافطات ضخمة و شاشات كبيرة و العاملون يضعون قهوة و ضيافة في الركن البعيد. تجاوز عقرب الساعة الموعد المحدد للبدء و اخذ يلتهم الدقائق خمسة تلو الاخرى.  دلفت فتاة شابة من الباب مترددة، يوحي شكلها بما يجول في خاطرها، هل أخطأت المكان و الموعد.  أربعون دقيقة كاملة انقضت قبل وصول الاخت المسئولة عن ورشة العمل.  عدد الحضور لا يتجاوز عدد اصابع اليد  و ماذا بعد.  اخيرا ابتدأت الهمهمات ترتفع و التساؤلات تندفع، هل سنبدأ  لا ليس بعد، اذن يوجد مساحة كافية من الوقت لاحتساء فنجانا من القهوة تركته ييرد وحيدا في البيت، و يا لفرحتي مذاق القهوة مر و رائع.    حركة سريعة لاشخاص كثيرون حولي، يتحدث المدرب بكلمات سريعة، يعرف بنفسه و موضوعه. يحمل قلما احمرا و يلقي بسؤال مركزي، يتلقى اجابات مبعثرة، يكتبها بسرعة ثم ينبري ليعطي الاجابة فاذا به يستعين بشاشة كبيرة يقرأ منها المعلومات بطريقة متلعثمة، أكاد أجزم انه لم يقرأ المادة قبل الأن. ما هذا؟ هل أخطأت بالانضمام لهذه الورشة،  ام أنني فقط مستاءة جدا من التأخير؟  تمهلي عزيزتي و استمعي جيدا و لتصغي السمع بكل كيانك.   لا استطيع مقاومة إستطلاع تعابير الوجوه و نظرات العيون، تجلس الفتيات في جهة و يجلس الشباب في الجهة المقابلة. الغالبية إن لم يكن الحميع مطأطأي الرؤوس يتابعون شاشات هواتفهم المحمولة و يتبادلون الملاحظات و التعليقات عبر الفيس بوك و الواتس اب. ترتسم ابتسامات على بعض الوجوه و تخفي الايدي ضحكات مكتومة للبعض الاخر.  و رغم ذلك بدأت المواد الدسمة لموضوع الورشة تجذب انتباهي و تشدني نحو المتابعة و التركيز في المادة المعروضة على الشاشة الضخمة رغم ان نظارتي تعاكسني فهي مخصصة للشاشات القريبة و ليس البعيدة. احاول الاستعاضة بالاستماع لصوت المدرب لكنه يتلو بسرعة كمن يقرأ عنوانا طويلا لسائق سيارة أجرة من مدينة أخرى.   تغير الصوت، انها سيدة جميلة حيوية توزع اسئلتها القصيرة على الحضور و تتحرك بسرعة من جانب لاخر تسترعي إنتباه الجميع ثم أيضا تقرأ من الشاشة و لعجبي تفسر الماء بالماء مثلا تقول مستقلة شو يعني مستقلة يعني استقلال عن أي شيء اخر، فهمنا و الله، شكرا.  مرة اخرى يا لفرحتي بدأ الشباب و الصبايا بمناقشتها في النقاط التي ذكرتها. للأمانة لم تحر جوابا، و لحسن حظها دخل القاعة رجل كبير يبدو انه اكاديمي متخصص في الموضوع و انبرى للإجابة على تساؤلات المتدربين.  و كمن نجا بجلده لمعت عيناها و تهلهلت اساريرها و هي تقسم الموجودين لمجموعات و كان نصيبي مع المجموعة الأولى،  مجموعة جميلة من ست فتيات مفعمات بالحيوية و النشاط و اثنان من الشباب، احدهما كثير الأسئلة قليل المعرفة و الاخر صامت.  لتاء التانيث غلبة واضحة  تغلف ملامحها النتائح و حضور طاغ يلغي ما عداه، يبدو أن اهتمام الفتيات بمن ستتلو النتيجة أمام الكاميرا أكبر بكثير من النتيجة نفسها.  يمسك مدرب آخر زمام الأمور و مازلنا حول ما يعرض على الشاشة ندور.  تطرق الموضوع لمنطقة شائكة تعاني كما الكل و الجزء من الانقسام و هنا اشتعلت المناقشة حماسة و للاسف يطل الاستقطاب و الفئوية البشعان لإلقاء المسئولية و اللوم و الاتهام على هنا و هناك و ما بينهما. يا لحسرة قلبي على شبابنا و مستقبلنا.   استراحة قصيرة، يهرع الجميع للركن البعيد حيث مائدة الضيافة و يعودون بالكثير من الكعكات و المشروبات الباردة و الساخنة،  يتبادلون أحاديث سريعة حول وجبة الغداء لاحقا هل ستكون فاخرة و دسمة تستحق الاستمرار و البقاء أم يتم الانسحاب حالا في وسط الزحام دون أن يلاحظ احد؟. سؤال سنعرف إجابته بعد عشر دقائق و الآن فقط هل انتظر أم أكون أول المنسحبين؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف