الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإسراء والمعراج بالروح والجسد وفي حالة اليقظة بقلم:الشيخ الدكتور تيسير التميمي

تاريخ النشر : 2016-05-06
الإسراء والمعراج بالروح والجسد وفي حالة اليقظة بقلم:الشيخ الدكتور تيسير التميمي
هذا هو الإسلام
الإسراء والمعراج بالروح والجسد وفي حالة اليقظة
الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين/رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس
قال صلى الله عليه وسلم ‏ ‏{ ‏... ‏أُتِيتُ بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال فركبته حتى أتيتُ ‏بيتَ المقدس ‏، ‏قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت ، فجاءني‏ ‏جبريل‏ ‏عليه السلام ‏بإناء من خمر وإناء من لبن ، فاخترت اللبن فقال ‏جبريل ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ‏اخترت الفطرة ، ثم‏ ‏عرج ‏بنا إلى السماء فاستفتح ‏جبريل ، ‏فقيل من أنت : قال‏ ‏جبريل ‏، ‏قيل ومن معك ؟ قال ‏ ‏محمد ‏، ‏قيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا‏ ‏بآدم ‏‏فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح ‏جبريل ‏عليه السلام ‏فقيل من أنت ؟ قال ‏جبريل ‏، ‏قيل ومن معك ؟ قال ‏محمد ،‏ ‏قيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة ‏‏عيسى ابن مريم ‏ ‏ويحيى بن زكرياء‏ ‏صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏‏فقيل من أنت ؟ قال ‏جبريل ‏، ‏قيل ومن معك ؟ قال محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ،‏ ‏قيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا ‏بيوسف‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏إذا هو قد أعطي ‏ ‏شطر ‏الحسن فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح ‏جبريل عليه السلام‏ ‏قيل من هذا ؟ قال ‏جبريل ‏، ‏قيل ومن معك ؟ قال‏ ‏محمد ، ‏قال وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا ‏‏بإدريس‏ ‏فرحب ودعا لي بخير ، قال الله عز وجل ‏{ ورفعناه مكاناً علياً } ‏‏ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح ‏جبريل ‏، ‏قيل من هذا ؟ قال ‏جبريل ،‏ ‏قيل ومن معك ؟ قال‏ ‏محمد ،‏ ‏قيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا ‏بهارون ‏صلى الله عليه وسلم ‏فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح ‏جبريل ‏عليه السلام ‏، ‏قيل من هذا ؟ قال‏ ‏جبريل ،‏ ‏قيل ومن معك ؟ قال ‏ ‏محمد ،‏ ‏قيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا‏ ‏بموسى‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح ‏ ‏جبريل ‏، ‏فقيل من هذا ؟ قال ‏جبريل ‏، ‏قيل ومن معك ؟ قال ‏محمد ‏صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه ، ففتح لنا فإذا أنا ‏ ‏بإبراهيم ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏مسنداً ظهره إلى ‏البيت المعمور ‏، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ، ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى ، وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال ، قال فلما ‏غشيها‏ ‏من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ‏ينعتها‏ ‏من حسنها ، فأوحى الله إليَّ ما أوحى ، ففرض عليَّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلتُ إلى‏ ‏موسى‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت خمسين صلاة ، قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك ؛ فإني قد ‏ ‏بلوتُ ‏ ‏بني إسرائيل ‏وخبرتهم ، قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي ، فحطَّ عني خمساً ، فرجعتُ إلى ‏ ‏موسى ‏فقلتُ حطَّ عني خمساً ، قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين ‏موسى ‏عليه السلام‏ ‏حتى قال يا‏ ‏محمد :‏ ‏إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ، ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً فإن عملها كتبت سيئة واحدة ، قال فنزلتُ حتى انتهيت إلى ‏موسى ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فأخبرته ، فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فقال‏ ‏صلى الله عليه وسلم : ‏فقلتُ قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييْتُ منه } رواه مسلم ، وجاء في نهاية رواية البخاري { فلما جاوزتُ ناداني منادٍ : أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي } .
ومن أبرز أحداث ليلة الإسراء صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماماً ، ففي رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم { ... وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلى ... وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي ... وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلى ... فحانت الصلاة فأممتهم } رواه مسلم ، وفي رواية ابن عباس رضي الله عنه { فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي فالتفت ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه } رواه أحمد .
هذه رحلة الإسراء والمعراج المباركة ، الرحلة المعجزة التي ما كانت رؤيا أو مناماً ، بل كانت بالجسد والروح معاً وفي حال اليقظة ، وهذا هو الحق الذي نوقن به يقيناً راسخاً ، ومن الأدلة الكثيرة التي تؤكد ذلك :
* قوله تعالى { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } الإسراء 1 ، فلفظة "عبد" تعني مجموع الروح والجسد ، ولا تُطلق على الروح فقط .
* قوله الله تعالى في ذات الآية { سُبْحَانَ } ، فتسبيح الله إنما يكون عند عظائم الأمور ، فلو كانت هذه الرحلة بالروح لما كانت عظيمة ولما تجلت فيها قدرة الله عز وجل .
* قوله تعالى في سورة النجم { مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى } وقوله فيها أيضاً { وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى } ، فالبصر والإبصار من أدوات الذات وليستا من أدوات الروح .
* قوله تعالى { ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ } الإسراء 60 ، قال ابن عباس [ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ } رواه البخاري . والرؤية هي من لوازم الجسد وأدواته .
* قوله تعالى في الآية السابقة { فِتْنَةً لِلنَّاسِ } ، وهو دليل على كون هذه الرحلة بالجسد والروح معاً ، وإلاَّ فإن رؤيا المنام لا فتنة فيها للناس وما كان لأحد أن ينكرها ، وما كانت قريش لتسخر من محمد صلى الله عليه وسلم وتشتد في تكذيبه استعظاماً واستغراباً لمنام رآه .
* ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وجود البراق الذي انتقل به إلى المسجد الأقصى المبارك ونعته بصفاته يدل على أنه كان بروحه وجسده ، وإلا فما حاجة الروح إلى البراق الذي هو مخلوق مادي يحتاج جسداً مادياً يركبه !
* وقوله صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث عن البراق { فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ } يدل على أنها رحلة بالروح والجسد ، فربط البراق أيضاً من أعمال جوارح الجسد لا الروح .
* وثبت أن قريشاً بادرت إلى تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بهذه الرحلة ؛ حتى أن بعض المسلمين ارتدوا كُفاراً ، فما الذي يحمل قريشاً على تكذيب هذا الحديث إلا كونه يقظة ؟ { ... لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بأمر الإسراء والمعراج وقام أهل مكة يصفقون ويصفِّرون وذهبوا سراعاً إلى أبي بكر وقالوا : اسمع ماذا يقول صاحبك ! قال ما يقول ؟ قالوا يقول إنه ذهب البارحة وأتى إلى بيت المقدس وأسري به إلى السماوات ثم نزل إلى الأرض وجاء في ليلة ؛ ونحن نضرب أكباد الإبل شهراً ذهاباً وشهراً إياباً ... } فتح الباري 10/461 .
ومما روي عن موقف أبي بكر رضي الله عنه من الإسراء والمعراج وسبب تسميته بالصديق أنه { لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى المبارك أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه ، وسعَوْا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال أَوَ قال ذلك ؟ قالوا نعم . قال لئن كان قال ذلك لقد صدق ، قالوا أَوَ تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ قال نعم ؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ؛ أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة } رواه البيهقي وصححه الألباني . ولو كانت الرحلة مناماً لما كان لتصديق أبي بكر بها أيّ امتياز .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف