الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ليبيا: الإعلام الدموي وسيلة للاستئثار بالسلطة..!!بقلم د. فرج دردور

تاريخ النشر : 2016-05-06
ليبيا: الإعلام الدموي وسيلة للاستئثار بالسلطة..!!بقلم د. فرج دردور
ليبيا: الإعلام الدموي وسيلة للاستئثار بالسلطة..............!!

بقلم/ د. فرج دردور

تحدثنا في مقال سابق عن موضوع بعنوان: "قنوات مسلحة وإعلاميون رماة"، وكنا نهدف للتنبيه عن أثر اللغة الإعلامية في انتشار سلوك العنف، وزيادة معدل الجريمة، بين شبابنا الذين تأثروا بمشاهد القتل والدمار التي تبثها بعض القنوات الإعلامية، دون مراعاة للضوابط العلمية المتعلقة بالتربية وعلم النفس.

اليوم صرنا نتحدث عن الجريمة المنظمة، التي يخطط لها إعلاميون بنوا شهرتهم في مستنقع الفوضى. هؤلاء شكلوا غرفة عمليات مشتركة سموها (السيادة الوطنية). هذه الغرفة وفق الخطة التي اعتمدها أعضاؤها والتي تم افتضاح أمرها، تهدف إلى تنفيذ أعمال إرهابية بطريقتين:

الأولى/ تشويه الإعلاميين وإظهارهم أمام الرأي العام بأنهم يسخرون من الجيش ويقفون ضده. هذه الصورة يقومون بإرسال إشاراتها للجنود في الميدان، كي يتعاملوا بالتصفيات الجسدية لبعض الأسماء التي وقع عليها اختيارهم، ويكون ذلك عندما يصل الجنود إلى أماكن سكناهم، بعد أن يقنعوهم بأن هؤلاء عملوا ضد الجيش.

ولا أريد الغوص في عالم الخيال وسأعطي مثالاً حياً لذلك: فقد أجرت معي قناة فضائية لقاء عبر الهاتف، جمعني بأحد هؤلاء الإعلاميتين، فبينما كنت انتقد أداء البرلمان دون التطرق للجيش، كان هو يتحدث بطريقة هستيرية عن انتصارات الجيش، رغم أننا نتحدث في السياسة ولم اعترض على ما كان يقول، وهو يهدف إلى جرى نحو موقف معادي للجيش من خلال اختلافي معه في وجهة النظر المتعلقة بالبرلمان. حيث يقول: (لا لا لا نحن نفتخر بانتصارات الجيش يجب أن تفتخر أنت مثلنا بالجيش ولا يجب السخرية من الجيش). وكاد أن ينطق بأن الجيش (ملائكة لا يأكلون ولا يشربون)، وينتظر مني رداً بأنهم عكس ذلك.

ولما فشل في جلب جملة تورطني وفق ما خططت له غرفته، كرر بطريقة مختلفة وهو يرسل إشارة للجنود في الميدان بأنني ضد الجيش واسخر منه، موظفاً قولي: (انتصارات الجيش هنا وهناك)، بأنها تقلل من انتصارات الجيش، والحقيقة أنه يجهل بأن هذين الظرفين هما من الاسماء المستعملة للمكان، التي تستخدم لاختلاف المواقع، وليس للتقليل أو التبعيض من الشيء. ولا ألومه على قصوره اللغوي، فهو تشرب العلم من ماضيه الإرهابي عندما كان يشرعن الاغتيالات كضرورة شرعية عند اختلاف المعتقد السياسي، وأن جحور (تورا بورا) هي المركب الجامعي الذي استلم منه شهادته العلمية... ورغم أنه دُمج في البيئة الإنسانية وتم ضمه عبر دولة أوروبية إلى الحياة المدنية، إلا أن بيئة العنف التي تسود ليبيا، أيقظت مكامنه السلوكية، واستجابت ذاكرته لمثيرات العنف الإرهابية.

الثانية/ من خلال (الهكر) الذين دفعوا لهم من أموال الشعب الليبي، ومن مقر يتبع الحكومة المؤقتة، يعملون على اختراق صفحات الفيس بوك للناشطين والإعلاميين، الذين ينتقدون أداء البرلمان ويقفون مع الوفاق الوطني، وقد حددوهم في نقاشتهم التي تم كشفها مؤخراً. (الهكر) سيقوم وفق الخطة التي بدؤوا تنفيذها فعلاً، باستخدام الدردشة في تسجيل محادثة فاضحة وترك الصفحة على حالها، ثم يقومون بنشرها في وقت لاحق عبر مواقع التواصل الإعلامي لإسقاط النشطاء والإعلاميين أخلاقياً. وقد أشاروا إلى تنفيذ هذه الخساسة صراحة في محادثاتهم، والتي صار بحوزتنا أغلبها.

ورغم أننا وضحنا مراراً وتكرراً موقفنا الداعم لمؤسستي الجيش والشرطة، والوقوف في جانب معاناة الشعب، وكله مسجل، فإن من يستخدمون الجيش مطية لتحقيق قفزة عجزوا في الوصول إليها بجدارتهم المهنية، يحاولون تفسير موقفنا بأنه معادي للجيش، فقط لأننا استحينا ركوب الموجة مثلما فعلوا. وهم بذلك يهدفون إلى الاستئثار بالسلطة لصالح البرلمان بمقابل.

هذه التلة من (الإعلاميين) الذين بنوا شهرتهم في مستنقع الفوضى، وبعضهم يضع دال (الدلو) أمام اسمه، بعد أن تحصل على شهادة من جامعات قارعة الطريق، وما إن سألته عن تخصصه الدقيق حتى تهرب من الإجابة، ولا إنتاج علمي في سيرتهم الذاتية يخرجهم من دائرة الشك.

هؤلاء جميعهم لم نسمع منهم ولو مرة واحدة يتحدثون عن معاناة الشعب الليبي، أو يدعون لرفعها، لا بل سمعناهم يسخرون من المواطن البسيط عندما يتهمونه بأنه يريد استبدال بطنه بكرامته، وينسون مرتباتهم المرتفعة وميزاتهم التي أخرجتهم من حالة المواطن البائسة، فلا يحسون بمعاناته.

المسؤولية هنا تقع على كل المثقفين والعسكريين الذين تعلموا في اكاديميات صناعة الرجال، بأن يتفطنوا لمثل هذه الأعمال الإجرامية. حيث أن ظروف المرحلة، تجعل من بعض الفيئات يركبون الموجات لتحقيق الذات والثأر لأنفسهم، باسم الجيش عن طريق ما يمررونه من رسائل للجنود، الذين يبالغون ـ نفاقاً ـ في حبهم، ويمارسون حق الوصاية عليهم من خلال امتلاك مفتاح الكلمة، الذي لا يمتلكه الجندي في الميدان.

د. فرج دردور
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف