الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيد درويش ومنافسة العمالقه بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-05-06
سيد درويش ومنافسة العمالقه بقلم:وجيه ندى
سيد درويش ومنافسة العمالقه

وجيــه نــدى بحث وتحرير فنى – عاش سيد درويش طيلة عمره القصير فى منافسه فنيه مع اهل الموسيقا – و شاء القدر له ان تبلورت نخبة جديدة من المبدعين المتميزين في التجديد، ووقف على رأسها الفنان سيد درويش 1892 - 1923 الذي لقب بفنان الشعب، لكونه أنزل الفن من عليائه إلى الناس ليتحدث به معبرا عن مشاعرهم ومطالبهم ووطنيتهم وبأوركسترالية عالية، كان يؤدى سيد درويش أعماله الجميلة، ويكفيه فخرا أنه صاحب النشيد الوطني الخالد « بلادي بلادى » ولكن القدر لم يمهله طويلا ليغنى الحياة إبداعا فرحل مبكرا ! كان سيد درويش الذي اشتهر بكونه فنان الشعب قد تأثر بموسيقار العراق الشهير الملا عثمان الموصلي الذي التقاه في بلاد الشام ، وعاش الموسيقار الموصلي الضرير في مصر حينا ، ووهب بعض ألحانه الرائعة للمصريين . وظهر أيضا داوود حسنى 1870 - 1937 وكان له أثره أيضا بالاشتراك مع محمد كامل الخلعي 1881 – 1931 ، وكان هذا الأخير أستاذا للقصبجي ، وواصلت المرأة طريقها بظهور الفنانة بديعة مصابنى التي أثرت الحياة الفنية إثراء كبيرا وتخرج في مدرستها العديد من الفنانين والفنانات .
في هذه المرحلة، أصبح فن عبده الحامولي قديما منسيا، ببروز عظماء الملحنين الشيوخ، وهم: صالح عبد الحى وزكريا أحمد ومحمد القصبجى، الذين نقلوا الموسيقى وحركاتها إلى فضاءات جديدة، فإن كان عبد الحى قد حافظ على أساليب المدرسة القديمة في غناء الأدوار بمذاهبها وأغصانها، فقد مزج زكريا أحمد الروح القديمة بأنفاس جديدة ضمن مدرسة خاصة به تمّيز بها بجدارة ، ولكن القصبجى بزّ الاثنين بانتقالات بارعة منتقلا بالموسيقى العربية إلى حركات أوبرالية جديدة ضمن الفضاء الشرقي وقد استفاد جدا من موسيقى العالم لإثراء الظاهرة المصرية والعربية بجملة رائعة من الألحان الخالدة .. وتنطلق الأغنية من عقال الطقطوقة وأصول الأدوار التقليدية نهائيا بظهور كل من الفنانين اللامعين المجدديّن : محمد عبد الوهاب ( الذي سيحمل لقب موسيقار الأجيال ) وأم كلثوم، التي حملت لقب كوكب الشرق منذ زمن بعيد، وبرز أيضا بعض المتميزين من المطربين والمطربات ، أمثال : فتحية أحمد ونجاة علي ومحمد عبد المطلب. وبالرغم من بقاء الأخير في إطار الموروث في حالة جديدة، غدت التجديدات في كل من الموسيقى والغناء عظيمة المحتوى إبان الثلاثينيات من القرن الماضي. وينتهي التخت تماما بزيادة عدد العازفين وتموج النغمات الأوكسترالية ضمن المقاطع الغنائية المتعددة (المذاهب) إذ يصبح لكل مذهب موسيقاه.. وتدخل الأغنية زمنا جديدا سواء القصيرة أم الطويلة ، والتدرج فيها حسب الأدوار (الكوبليهات) التي أجاد في صناعتها الموسيقار عبد الوهاب بشكل خاص.
ويلحق بهذا التطور كل من الفنان منير مراد وشقيقته الفنانة ليلى مراد بالحان الأب وصوت وأداء الابنة ، ثم انطلقت شهرة الفنان فريد الأطرش الذي تميّز بمدرسته الخاصة واشتهر بألحانه الجميلة، ويكفيه أن لحنه الخالد " دقوا المزاهر " يدق في الآف الأعراس يوميا. وذاع صيت أخته الفنانة أسمهان (التي تميزت بأوبراليتها وطربها الرائعين معا)، وأيضا الفنان المتميّز بألحانه الرائعة رياض السنباطى لتعلو مكانة كل من الموسيقى والغناء العربيين إبان الأربعينيات وتغدوا في الذروة، إذ يختص كل فنان بأسلوبه ومريديه وعشاقه وعالمه وفضائه وحفلاته. ومع تطور كل أعمال هؤلاء العمالقة إبان عهد الملك فاروق الأول، كانت الألحان قد تطورت ودخلت العديد من الإيقاعات الغربية مثل التانجو والسامبا وكذلك الآلات الغربية مثل الكونترباص والتشيلو والبيانو. ويظهر مجدد آخر في التلحين والغناء ممثلا بالفنان محمد فوزي الذي اتخذ له أسلوبا مبدعا جديدا، وشاركته كل من أختيه الفنانتين هدى سلطان وهند علام. لقد أصبحت مصر إبان ذلك الزمن الجميل قبلة للفن العربي مع انتشار الراديو والسينما معا ، فكان أن وصل من لبنان كل من الفنانتين القديرتين نور الهدى وسعاد محمد إلى القاهرة في ماراثون رائع من التطور. والحقيقة، أن استقطاب القاهرة للفنانين والفنانات من بيئات عربية معينة كان بسبب نضوج السينما المصرية، وسرعة انتشار الأفلام المصرية في العالم العربي، إذ ما لبثت الساحة المصرية أن استقطبت كلا من الفنانتين المبدعتين صباح وفايزة أحمد فالفنانات سعاد مكاوي وشادية وشهرزاد ونجاح سلام ونازك ورجاء عبده وثريا حلمي وكروان وعائشة حسن وحورية حسن وشافية أحمد وسلوى فهمي وأحلام. ولقد ازدحمت الساحة بعد ذلك بعدد من الفنانين الموهوبين الرائعين الذين تسابقوا فيما بينهم لتقديم الأحسن والأجمل في الحفلات الإذاعية وفى السينما والحفلات العامة والمناسبات والتي كانت تلقى تجاوبا واسع النطاق من كل صنوف الناس، وامتدت إلى بيئات اجتماعية عدة من العالم العربي، فكان الفنانون الذين تميّزوا واشتهروا كلّ واحد بأسلوبه وصوته وطريقته، ومن أشهرهم: كارم محمود وعبد العزيز محمود ومحمد الكحلاوى (صاحب المسحة الشعبية) وعبد الغنى السيد وإسماعيل شبانة، ثم التحق بالركب كل من الفنانين عبد الحليم حافظ (الذي نال شهرة جماهيرية الواسعة بين الشباب) ومحرم فؤاد ونجاة الصغيرة وفايدة كامل ووردة الجزائرية، ثم شريفة فاضل ومها صبري وعبد اللطيف التلبانى وماهر العطار ومحمد قنديل وعادل مأمون ومحمد رشدي وإبراهيم حمودة وعباس البليدى وشكوكو وأحمد غانم وشفيق جلال وشريفة ماهر ومحمد العزبى ومحمد طه وعصمت عبدالعليم واسماعيل شبانه وغيرهم.
ولقد حظي الفنانون بشعراء رائعين من الزجالين والشعراء والقوالين الذين نبغوا في كتابة نصوص رائعة، بدءا بأحمد شوقي وبديع خيرى وعلى الجارم وأحمد رامي وبيرم التونسى، وانتهاءا بقائمة طويلة من أصحاب الكلمات الجميلة الرشيقة والتي طافت في كل المحيط العربي بالتعابير الغزلية والقصائد الدينية ومنتلك العمالقه مامون الشناوى و يوسف بدروس و حسين السيد و مصطفى عبد الرحمن ومحمد على احمد و عبد الفتاح مصطفى و صالح جودت و احمد السمره و محمد حلاوه وفتحى قوره و عبد العزيز سلام ومرسى جميل عزيز واسماعيل الحبروك والأغنيات العاطفية والمقولات الاجتماعية وآهات الحب وضرام المشاعر والعذاب والأمل والغرام. كما حظي المطربون بعدد من الملحنين الموهوبين الذين قدموا أروع الأعمال، ومنهم محمود الشريف ومدحت عاصم و احمد صدقى و عبد العظيم عبد الحق و محمد قاسم ومحمد غنيم و منير المليجى و عبد العظيم عبد الحق و يوسف شوقى واحمد على و عبد الرحمن الخطيب وشريف الابيض و حسين فوزى وفؤاد حلمى ومحمد الموجى وكمال الطويل وبليغ حمدي وسيد مكاوي وفؤاد حلمي وعلى فراج و وتطول قائمة الأسماء.
وبعد رحيل امثر من مائة سنة من حياة النهضة الفنية المصرية التي أثرت الثقافة العربية الحديثة ثراء رائعا ووصلت إلى أوج ذروتها في كل من الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي ورحلت مع العام 1967 ولم تعد بكل شخوصها من عمالقة وموهوبين، وكان أن تركت من ورائها تأثيرات واسعة جدا.
لم يواصل النهج نفسه إلا قلة من المبدعين الذين لم يسعفهم الزمن بسبب هجمة التراجع وفوضى القيم وانحسار الأذواق، وهي مرحلة صعبة لم نزل نعاني منها. إن ابرز الأسماء هم من الفنانين اللامعين الذين تأثروا بتلك الظاهرة الحضارية التجديدية الموسيقية والغنائية المصرية التي دامت مائة سنة. وقد جاء من بعدها كل من الفنانين المصريين: هاني شاكر ولبلبة وعمر إبراهيم خيرت وهانى مهنى وصلاح عرام وعمار الشريعي ومحمد ثروت وياسمين الخيام. ومن الفنانين العرب المتميزين: عوض دوخي وعبد الهادي بلخياط وميادة الحناوي وجورج وسوف ولطفي بوشناق ولطيفة وذكرى وأصالة نصري وصابر الرباعي وكاظم الساهر وغيرهم. وتفوق الفنان صباح فخري في إعادة أداء الأدوار المصرية والموشحات القديمة بشكل لا يضاهيه أحد. والفنانة المعاصرة الوحيدة التي تجيد العمل اليوم بإحياء كل موروث ألطرب الغنائي المصري بكل فواصله ونماذج مراحله هي الفنانة المغربية المقتدرة كريمة الصقلي التي أجادت بأعمالها المعاصرة المتميزة أداء أنواع عدة من أصناف ذلك الغناء المتنوع بدءا بالأدوار والموشحات والقصائد الطويلة والأغنيات الخفيفة والأوبرالية. الأمل أن تكون حافزا لأجيال قادمة كي يتعلموا من تلك الظاهرة التاريخية الفريدة في تاريخنا الحضاري.والى مقاله اخرى لكم كل الحب والتقدير بحث وتحرير فنى وجيــه نــدى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف