الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محمد القصبجى مجدد الموسيقى العربيه بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-05-05
محمد القصبجى مجدد الموسيقى العربيه بقلم:وجيه ندى
محمد القصبجى مجدد الموسيقى العربيه
وجيـــه نــــدى بحث وتحرير فنى – ولد الفنان محمد القصبجي في القاهرة عام 1892 ونشأ في بيئة موسيقية فنية فقد كان والده يدرس آلة العود ويلحن للمطربين. أحب الموسيقى ومال إليها منذ الصغر وكبرت هوايته معه. ألحقه والده بالكتاب ليحفظ القرآن الكريم، ثم درس في الأزهر الشريف اللغة العربية والمنطق والفقه والتجويد. سار الشاب محمد حتى الآن على رغبة والده الذي أراد له احتراف النشاط الديني، لكن هوايته الموسيقية تملكت حواسه ومشاعره وملأت عليه خياله. لاحظ الوالد حب ولده للموسيقى فلم يحرمه تماما منها وقرر أن يعلمه بعض علومها وأن يدربه على عزف العود ليتمتع بذلك خلال أوقات فراغه، ظناً منه أن هذه الخطوة عامل مساعد وترضية لإكمال الدراسة والبحث. وهكذا مارس محمد القصبجي هوايته المفضلة جنبا إلى جنب مع دراسته.، التحق بعد الأزهر بدار المعلمين وتخرج منها معلما. ومارس هذه المهنة لسنوات قليلة، تمكن في أثناء ذلك من أصول العزف والتلحين، وساعدته ثقافته العامة في طرق هذا المجال باقتدار وبدأ يعمل للفن ما دفع به إلى ترك مهنة التدريس والتفرغ تماما للعمل الفني، وكانت أول أغنية له من نظمه وتلحينه ومطلعها " ما ليش مليك في القلب غيرك". وحينما طلبت إليه شركة أسطوانات تسجيل هذا اللحن للمطرب زكي مراد والد الفنانة ليلى مراد - وكان أحد مشاهير المطربين - بدأت رحلة المستقبل كما وصفها القصبجي المليء بالأماني الكثيرة والألحان الساحرة اقترن اسمه باسم أم كلثوم التي غنت له أروع أغانيه كما لحن لها أجمل أغانيها، ومعا حققا مجدا فنيا لا يضاهى. - جمع محمد القصبجي بين الحداثة والرومانسية في نسيج جديد على الموسيقى العربية وما أدخله من تطوير على فنون الموسيقى العربية جعله يقف بجدارة في مصاف الرواد. ومن أبرز إنجازاته الفنية ما حققه من تطوير لأشكال الغناء التقليدي كالدور والطقطوقة، واتخذت الأغنية بفضله شكلها المعروف اليوم، كما كان له دور في تطوير وموسم 1927 شكل تخته الموسيقي الذي حمل اسمه وضم أبرع العازفين مثل محمد العقاد للقانون، وأمير الكمان سامي الشوا، وكان هو عازف العود. ولم يتوقف عند الشكل التقليدي للتخت فأضاف إليه آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان. انتبهت إلى عبقريته شركات الأسطوانات فأقبلت على ألحانه لتسجيلها، كما طلبها كبار المطربين والمطربات، وعندما طلبت إليه منيرة المهدية التلحين، لحن لها بعض الأغاني والأوبريتات المسرحية، وشجع ذلك الكثيرين غيرها على الغناء له، فغنى له الشيخ سيد الصفتي وصالح عبد الحي. وأحس بأن صوت أم كلثوم يمكن أن يقدمه إلى الجمهور في أبهى صورة، وكان طموح محمد القصبجي الفني يجعله يبحث عن أفضل الأصوات التي يمكنها أداء ما يريده من تجديدات وإضافات إلى أساليب التلحين والغناء الشرقي، وقد بدأ تعارف محمد القصبجي وأم كلثوم عن طريق شركة أوديون التي كانت قد اشترت منه أغنية " قال حلف ما يكلمنيش" فطلبت إليه تسجيلها بصوت أم كلثوم، فبدأ محمد القصبجي تدريب أم كلثوم على اللحن. ولا شك أن أم كلثوم أيضا قد سعدت بشدة للقائه ، فقد أحست بأنها قد عثرت على كنز، وصرحت له بذلك. وبدأت بينهما صداقة فنية متميزة، إذ لم يكن بالنسبة لها ملحناً فقط بل أستاذا ومعلما. بعد ذلك غنت له "إن حالى في هواها عجب"، مقام عجم،وهو العمل رقم 2 لاحمد رامى ثم بدأت سلسلة من ألحان القصبجي لأم كلثوم بلغت حوالي 70 لحنا كان آخرها "رق الحبيب" من شعر أحمد رامي. ويعتبر محمد القصبجي من الملحنين ذوي الإنتاج الغزير، إذ تجاوزت ألحانه الألف لحن، نال معظمها الشهرة والانتشار ، وإلى جانب أم كلثوم، غنى له أساطين الغناء مثل منيرة المهدية وأسمهان وصالح عبد الحي . وفى حياته صاحب محمد القصبجي في رحلته الفنية الشاعر أحمد رامي ، وكون الاثنان معا ثنائيا فنيا نادر الوجود ، وقد امتزجت ألحان القصبجي الحالمة بكلمات رامي الرقيقة فأطلقا أعذب الأغاني التي طربت لها الأسماع والمشاعر، وأكمل صوت أم كلثوم الثالوث الفني الذي ترك رصيدا من الإبداعات أصبحت من كنوز الشرق. وقدم محمد القصبجي أعمالا سابقة لعصرها في الأسلوب والتقنية الموسيقية، وأضاف إلى الموسيقى العربية ألوانا من الإيقاعات الجديدة وألحاناً سريعة الحركة وجملاً لحنية منضبطة بعيدة عن الارتجال تتطلب عازفين مهرة على دراية بأسرار العلوم الموسيقية، كما أضاف بعض الآلات الغربية إلى التخت الشرقي. وكانت أصوات أم كلثوم وأسمهان بالنسبة له وسائط جيدة قدم من خلالها ما أراد للجمهور ، وقد ساهم هو في صنع تلك الأسماء بلا شك . ولمحمد القصبجي أسلوب فريد اتسم بالشاعرية، وقد اختار لألحانه أفضل الكلمات وأرقها، واجتذب على الأخص جمهور المثقفين والطبقة المتوسطة التي كانت آخذة في النمو في ذلك الوقت. وعلى طريق تطوير الأداء الموسيقي، آدخل القصبجي آلات غربية على مجموعة آلات التخت فأضاف كما أسلفنا صوت آلة التشيللو الرخيم والكونترباص المستعملتين في الأوركسترا الغربي، وهما من عائلة الآلات الوترية ذات الحجم الكبير، وهذه الآلات لا تصاحب المغني في أدائه على عكس بقية أعضاء التخت، وإنما تصدر نغمات مصاحبة في منطقة الأصوات المنخفضة ما يعطي خلفية غنية للحن الأساسي ويمنح عمقا لأداء لم يعهد من قبل في الموسيقى الشرقية التي طالما اعتمدت على مجموعة التخت الشرقي البسيط المكون عادة من العود والكمان والقانون والناي، بالإضافة إلى آلة إيقاع. وهذه الإضافة تدلنا على أن محمد القصبجي كانت له طموحات موسيقية جاوزت حد التلحين والغناء وأنه أراد تطوير الأداء وتقديم الجديد في الموسيقى. وكان محمد القصبجي صاحب مدرسة خاصة في التلحين والغناء. لم يقلد أحدا في ألحانه التي جعلها نسيجا متجانسا بين أصالة الشرق والأساليب الغربية المتطورة، فكان بذلك مجددا انتقل بالموسيقى العربية نحو عالم لم يكن مألوفاًمن قبل، واهتم كثيرا بالعنصر الموسيقي الآلي إلى جانب اهتمامه بالعنصر الغنائي في أعماله. وألحان محمد القصبجي ما زالت تردد إلى اليوم، وكثير من أغانيه شائعة ومحبوبة لخفة ألحانها ورشاقتها وسهولة أدائها، ومن أشهر ألحان القصبجي بصوت أم كلثوم "يا بهجة العيد السعيد" ، "ما دام تحب بتنكر ليه"، "رق الحبيب"، وبصوت أسمهان "ليت للبراق عينا" و"إمتى ح تعرف". وكان علم محمد القصبجي الموسيقي غزيرا، فهو أستاذ لجيل من موسيقيين وفنانين كبار أكملوا المسيرة الفنية في القرن العشرين. لقد تعلم منه محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وأم كلثوم وأسمهان وفريد الأطرش. وقدم القصبجي خدمة جليلة للفن الموسيقي العربي حين عمل أستاذاً للموسيقى الشرقية وآلة العود في معهد الموسيقى العربية في القاهرة، فهناك تعلم على يديه فنانون كثيرون. وأشد المتأثرين بفن محمد القصبجي من الملحنين اثنان هما رياض السنباطي وفريد الأطرش. وبدأ محمد القصبجي التلحين لأم كلثوم عام 1924 بأغنية من نوع الطقطوقة هي "قال إيه حلف ما يكلمنيش" من مقام الراست، لكن العلاقة بينهما لم تبدأ من فراغ، فقد كان معلمها ومرشدها، وتعلمت على يديه أصول المقامات والعود، وكان هو الذي أقنعها بالتحول من الإنشاد الديني إلى الغناء، وبذلك يكون هو المكتشف الحقيقي لأم كلثوم. وقدم محمد القصبجي لأم كلثوم 77 لحنا، وهو بذلك يحتفظ بأطول قائمة من ألحان أم كلثوم بين جميع من لحنوا لها بعد رياض السنباطي، ولولا توقفه عن التلحين لفترة طويلة لكنا استمعنا إلى روائع أخرى كثيرة، وتندرج معظم ألحانه تحت اللون العاطفي الرومانسي، وغالبيتها من كلمات الشاعر أحمد رامي فارس الرومانسية الغنائية. في عام 1944 لحن محمد القصبجي رائعته "رق الحبيب" لأم كلثوم، ونجحت نجاحا كبيرا ومازالت تلك الأغنية تتردد إلى اليوم كأحد أفضل ما قدمته أم كلثوم، ولا يزال المقطع الشهير من " كتر شوقى سبقت عمري" يوحي للسامع حتى بعد مرور عشرات السنين بما قصد الشاعر تصويره. وقد نجح القصبجي في التعبير عن الصورة الشعرية بأفضل أسلوب، وللأغنية مقدمة موسيقية متميزة هي من كلاسيكيات الموسيقى العربية. وعاش ضيف شرف في فرقة أم كلثوم الموسيقية كاسم كبير وعازف عود من الطراز الأول. وكان يكفي وجوده في الفرقة وظهوره باستمرار في الصف الأول لإضافة قيمة كبيرة للفرقة ولما تقدمه، بل وشرف كبير للملحنين الجدد الذين قاموا بالتلحين لأم كلثوم بعد ذلك، فقد قام بأداء ألحانهم مع فرقة أم كلثوم، وهذا في حد ذاته مكسب كبير لأي ملحن بما يوحي به من اعتراف ضمني بجودة اللحن وتمكن الملحن، وقد استمر كذلك طيلة 22 عاما حتى وفاته عام 1966. بدأ محمد القصبجي التلحين لأسمهان عام 1933 فلحن لها عدة أغنيات منها "كلمة يا نور العين"، "اسمع البلبل"، "كنت الأماني" ، وأشهرها "امتى ح تعرف". كان لأسمهان صوت صاف رقيق وذو إمكانيات عالية؛ ورأى محمد القصبجي في صوت أسمهان وأدائها فرصة لتطوير الأغنية العربية بتطبيق قواعد الأداء الغربي المتطور مع الاحتفاظ بأسس الموسيقى العربية ومذاقها، وقد لاقت تجربته نجاحا كبيرا تألق معه نجم أسمهان. وغير الحان الأغاني، لحن محمد القصبجي أربعة أعمال أوبريت هي "المظلومة" ، "حرم المفتش"، "كيد النساء" ، "حياة النفوس". وقدمت ألحانه في السينما المصرية في العديد من الأفلام منها أفلام أم كلثوم، و أسمهان، و ليلى مراد، وإبراهيم حمودة، وعبد الغني السيد، و نور الهدى، وصباح وهدى سلطان. وسعد هؤلاء بألحانه التي ساهمت في صنع أسمائهم، وقد ضمت هذه الأفلام المئات من ألحان محمد القصبجي المتميزة والمنتمية إلى مدرسته الحديثة الراقية ذات المستوى الرفيع. وإذا أردنا تلخيص أثر الموسيقار محمد القصبجي على غيره من الفنانين فربما تكفي الإشارة إلى أنه كان معلم الجيل اللاحق من الرواد، وأنه قدم للجمهور أم كلثوم وأسمهان، ثم اجتهاد الموسيقيين الجدد بعد ذلك في اتباع مدرسته في التلحين والموسيقى. ولا شك في أن آثار محمد القصبجي قد بقيت في موسيقاه كما استمرت في موسيقى تلاميذه محدثة موجات متتالية من التطور ومكملة لصورة النهضة الموسيقية التي شهدها القرن العشرون. ويبقى رصيد هذا الموسيقي الكبير شاهدا على نهضة حقيقية كان هو رأس حربتها، كما تبقى القيمة الحقيقية لموسيقاه مقدرة بمعيارين أساسيين أولهما أن الموسيقى أو اللحن يحتفظ بجماله وروعته حتى إذا نزعت منه الكلمات، ومع الكلمات تبدو الألحان معبرة تماما عن مكنونات السطور والشعور، وثانيهما أن موسيقاه حملت إضافات جديدة واستمرت تلك الإضافات كملامح أساسية في الموسيقى بعد ذلك، وبهذا يعتبر أحد المجددين في الموسيقى العربية وغادر عالمنا فى 24 مارس 1966 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحث وتحرير فنى وجيـــه نـــدى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف