الأخبار
أبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحرب
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دكتاتورية المال السياسي وتخبط اليسار في فلسطين بقلم رائف حسين

تاريخ النشر : 2016-05-05
دكتاتورية المال السياسي وتخبط اليسار في فلسطين

رائف حسين

لم تكن الخطوة التي قام بها الرئيس محمود عباس بتجميد مخصصات الجبهتين الشعبيه والديمقراطيه لتحرير فلسطين من الصندوق القومي الفلسطيني، بخطوة جديدة. سوط المال السياسي عمره كعمر العمل الوطني الفلسطيني. مراراً وتكراراً استعمل هذا السلاح من قبل الفصيل المتنفذ في الحالة الفلسطينيه

الجبهتان كانتا وما زالتا، ولو بتفاوت، على رأس المعسكر الفلسطيني المناهض لاتفاقات اوسلو وكل إرهاصاتها من تنسيق أمني وارتباط اقتصادي كامل بالدوله الصهيونيه. الجبهتان كانتا وما زالتا العمود الفقري للمعارضة داخل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيه. مواقف الحزبان بخطوطهم العريضه لتطوير الأداء السياسي الفلسطيني وتطوير المقاومة ضد الاحتلال لم تتغير بالعقدين الاخيرين. اذا الدافع لهذه الخطوه اللاوطنيه من قبل الرئيس محمود عباس منبعه في موقع اخر والجواب على هذا العمل المشين لا بد ان يكون رد اخر غير التنديد الخجول بالخطوه والمطالبه "برفع العقوبات" عن الجبهتين، وان كان هذا الطلب محق الا انه لم يعد كاف ولم يعد يشفي غل أنصار الحزبين والأكثرية الساحقة من ابناء شعبنا ومن ضمنهم ابناء حركة فتح اللذون سأموا هذا الأداء السياسي الرديء لمطبخ الرئيس والتفرد بالقرار بعيد عن مؤسسات الشعب واطره المعتمدة.

الحالة الفلسطينيه أصبحت بعد ثمانية سنوات ونيف من الانقسام وارتماء كل من فتح الرئاسة وحركة حماس في حضن قوى خارجية تعمل جاهدة وبكل وسائلها وإمكانياتها المادية والدبلوماسية للإجهاض على القضيه الفلسطينيه ، في وضع حرج جداً. هذا الوضع الذي يتبلور في الكواليس الدبلوماسية الاقليميه والعالميه بهدوء يتطلب استراتيجيه نضاليه جديدة من اليسار الديمقراطي الفلسطيني. استراتيجية مبنيه على إنهاء التشرذم في جسم اليسار الفلسطيني والبدء بصياغة جبهة ديمقراطيه وطنيه عريضة ضد التفرد من قبل طرفي الانقسام وتقديم اليسار نفسه كبديل وطني حقيقي لقيادة مسيرة التحرير والتأكيد على الثوابت الفلسطينيه الوطنيه وعلى الهويه الجامعه لعموم الشعب الفلسطيني الممثلة في م ت ف.

القضية الفلسطينيه والصراع الفلسطيني الصهيوني كانا وما زالا الحلقة المركزية في الإقليم وهذا يظهر جلياً في الحركة الدبلوماسية الكثيفة التي تقوم بها أطراف مهمه في الإقليم لترويض الطرفيين المتنفذين في الساحة الفلسطينيه لقبول حل " معقول" مع الكيان الصهيوني يحفظ لطرفي الانقسام مصالحهم الفؤويه والشخصية الضيقة ويتيح لهذه الأطراف العودة الى مركز الحدث الإقليمي بعد ان خسروا مراهناتهم التي بدأت مع ما يسمى بالربيع العربي.

في ظل ظهور بداية نهاية مرتقبة للوضع السوري والحرب السعوديه على اليمن اصبح إيجاد حل للقضيه الفلسطينيه من أولويات القوى التي تراهن لنفسها على مكانة في الإقليم بعد ان خسرت وانتكست بمشروعها الاخواني التدميري للشرق من السيطرة الكامله على الإقليم وباتت القضيه الفلسطينيه هي الجسر الوحيد الذي يضمن لهذه القوى الدخول في معادلة ترتيب الشرق الأوسط الجديد. هذا الشرق الاوسطي الجديد التي بدأت ترسم معالمه واضحه ضمن النظام العالمي الجديد ونهاية التفرد الامريكي الغربي بالسياسة الدولية التي ظهرت للعيان بالحرب الاوكرانية وانتهت بالتدخل الروسي المباشر بسوريا والتسليم الغربي بروسيا كقوة عالمية لا يمكن تجاهلها في حل نزاعات عالميه مركزية واستمرت بلورة الشرق الجديد بالتوقيع على الملف النووي الإيراني واقتناع الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب وفي الإقليم ان ايران اللاعب الإقليمي الاول الذي لا يمكن تجاوزها في أية تسوية إقليمية بعد اليوم.

اليسار الفلسطيني عليه ان يحسم إمرة بموقفين أساسيين لا بد منهما ان أراد فعلا ان يخرج من قوقعة الذوبان البطيء:

أولاً عليه ان يقوم بعملية "تنظيف" داخل صفوفه من الشخصيات التي تخندقت في سلطة رام الله . وكذلك علية التخلص من التبعية التي بنتها بعض شخصيات اليسار لسلطة غزة والتي شنجت كل إمكانيات العمل الوطني المعارض في القطاع. وأصبح اليسار بغزه مجرد مجموعة من الجمعيات الخيرية التي تنتظر الفتات القادم من قوى خارجيه.

ثانيا على اليسار الفلسطيني ان يحسم أمره ويبين موقعه في البنية الجديدة للشرق الأوسط. كما هو الحال فالطبيعة لا تتحمل الفراغ وكذلك في السياسة لا يوجد فراغ... اما ان تكون في حلف الاستبداد وتتبع للسعودية وتركيا كما فعلت كل من سلطة رام الله وسلطة غزة او ان تصطف مع هؤلاء الذين ما زالو يرفعوا علم فلسطين وراية التحرير ويرفضوا الهيمنه الاخوانية على الارض وشعوبها. الحياد يعني الفناء...

ما يحاك في الكواليس الدبلوماسية الان ومن المتوقع ظهوره في الأشهر القادمة هو برنامج للإجهاض الكامل على الحلم الفلسطيني في إقامة دولته في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وللحد من نفوذ حلف المقاومة.

في المحادثات التي ستدوم سنوات سيتم البحث في أمرين هامين أولاً طريقة تعويض اللاجئين وثانية آلية تبادل الاراضي بين فلسطين وإسرائيل وهنا سيأتي مجدداً مشروع سيناء. هذا المشروع الذي يرى ان تستأجر دولة فلسطين من مصر مساحة من أراضي سيناء لمدة ٩٩ عاماً. المساحة المتداولة تقرب ضعف مساحة قطاع غزة تقام عليها بعض المدن الكبيرة التي ستستوعب مئات الآلاف من اللاجئين القادمين من الخارج والذين تلقوا تعويضات خسية عن ممتلكاتهم في فلسطين.

جواب اطراف اليسار الفلسطيني على هذه الاستراتيجية وعلى هذه المستجدات الاقليميه سوف يحدد بشكل أساسي مصير قسم كبير من هذه الحركات.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف