حـلـب والـفـخ الإعــلامـي
بـقـلـم / حــســـن زايــــــد
لابد أن نتفق ابتداءًا علي تحرير المصطلحات ، حتي يمكننا فهم أبعاد الصورة المتكاملة للموقف في القطر السوري الشقيق . فسوريه هي القطر الشقيق الذي كان يتمتع بقوة عسكرية ـ بالمعني الإصطلاحي ـ بعد العراق ومصر . والجيش العراقي قد تم حله وتسريحه بعد الغزو الأمريكي للعراق . والعراق في طريقة إلي التفتيت والتقسيم علي أساس عرقي وديني ومذهبي ، ولم يبقي أمام الدولة اليهودية الصهيونية لمد حدودها إلي الفرات سوي سوريه وجيشها . ولم يبق أمامها لمد حدودها إلي النيل سوي الجيش المصري . ولذا فإن بقاء سوريه موحدة يعوق هذا المشروع ، ويمثل جبهة مفتوحة علي الكيان الصهيوني مهما بلغ ضعفها وتهافتها ، فهي علي أقل تقدير تشغل حيزاً من تفكيره ، وجزءًا من قواته ، وتمثل مسمار جحا في الجدار الصهيوني . وتقسيم الجيش السوري وحله وتسريحه ، وتقسيم سوريه وتفتيتها علي أساس عرقي وديني ومذهبي ، يعد هدفاً رئيساً ، يجري العمل عليه علي قدم وساق ، بغض النظر عن الشعارات المستخدمة ، والرايات المرفوعة ، التي تدور في إطارها المعارك الطاحنة لإسقاط النظام ، وتقسيم الدولة ، وتسريح الجيش ، لأنه لن يبقي أمام المشروع الصهيوني سوي الجبهة المصرية ، التي يسعون بكل قوة إلي إنهاكها حالياً . وحلب هي إحدي المحافظات التي كانت تقع تحت سيطرة الجيش السوري الشرعي ، جيش الدولة الســوريه .
والمنطق يقول بأن القوات التي تأتي من خارج حلب سعياً للإستيلاء عليها هي القوات المهاجمة , وهي قوات المعارضة علي إختلاف فصائلها ، التي تضرب وتقصف الأماكن الموجود فيها القوات المتمركزة المدافعة من داخل حلب ، وهي القوات السورية . والقوات المدافعة المتمركزة داخل حلب حين تضرب وتقصف فإنها تضرب وتقصف القوات المهاجمة الأتية من خارج حلب . ومن هنا يصبح التساؤل عن مكان وقوع قذائف الجانبين تساؤلاً مشروعاً ، والإجابة عنه تكشف الأكاذيب والأضاليل التي يروج لها الإعلام الأمريكي والغربي . فالدعية المغرضة المصاحبة للمعارك الدائرة في حلب بين الجيش السوري وحلفائه ـ روسيا وإيران وحزب الله ـ من جانب ، والجماعات الإرهابية ـ جبهة النصرة ، وجيس الإسلام ، وأحرار الشام ، وداعش ـ وحلفائها ـ حلف الناتو ، وأمريكا ، وتركيا ، وقطر ، والسعودية ـ من جانب آخر ، تستهدف الجيش السوري والرئيس بشار الأسد ، عن طريق تزييف الحقائق ، والتلاعب بالعقل الجمعي . حيث يجري تصوير الجيش السوري علي أنه لا يستهدف سوي المدنيين ، وخاصة الأطفال ، والمستشفيات دون غيرها من أهداف ، كأنه قد تفرغ تماماً لهذا الأمر ، وقد نفض يده من قتال قوات المعارصة المسلحة المناوئة له ، والمستهدفة لإسقاطه . أما قوات المعارضة التي تسقط آلاف القذائف ، وتصب جم غضبها في كمية نيران غير مسبوقة ، فلا تسقط إلا علي مواقع الجيش السوري ، الذي يبدو أنه موجود في منطقة غير آهلة بالسكان ، مع أنه موجود في القلب من حلب . تلك هي الصورة التي يصدرها لنا الإعلام الغربي وتوابعه وملحقاته ومنظماته المدنية العاملة علي جبهات القتال المفتوحة هناك في أضخم عملية تزييف للوعي يشهدها التاريخ . حتي عملية قصف المستشفي في حلب جري تصويرها باعتبارها إحدي مجازر النظام السوري ، ثم أشارت أصابع الإتهام إلي الطيران الروسي ، فنفت روسيا ورجحت قيام طائرات حلف الناتو بذلك ، ثم انحصر الإتهام في الطيران التركي ، ثم صرح كيري بأن قصف المستشفي قد جاء من مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية . وهكذا تاهت الحقيقة تحت ركام الزيف والتضليل . والطريف المبكي أن غارات النظام ضد فصائل المعارضة المسلحة دائماً مدانة من جانب الكافة ، وكأن المطلوب منه أن يضع يديه خلف ظهره في انتظار لطمات هذه الفصائل علي خديه ، أما ضربات الفصائل فهي مرحب بها دائماً . وقد نسي الجميع أن النظام السوري ، مهما اختلفنا معه ، لديه دائماً ما يدافع عنه ، ويكسبه شرعية لدي مؤيديه ومناصريه ، علي نحو أبقي عليه قائماً في مواجهة كل تلك العواصف لكل هذه السنوات . ونتكلم عن الفصائل المسلحة ـ رغم أنها مدعومة من جهات ودول وأجهزة مشبوهة ـ باعتبارها تقطر وطنية ، مع أنها مصنفة لدي بعض الدول والهيئات باعتبارها جماعات إرهابية . إذن فخلط الأوراق أمر مقصود ومستهدف ، والقصف الإعلامي للعقول يستهدف في النهاية تزييف الوعي ، وطمس الحقائق حتي تكون المواقف مضطربة ومشوشة ، فلا تنهض لها إرادة في مواجهة هذا الطوفان . أما محادثات السلام التي تجري هنا أو هناك ، فما هي إلا تضييع للوقت من ناحية ، وتبييض لكافة الإنتهاكات التي يرتكبها الجميع بلا استثناء من ناحية أخري . وهم لا يفعلون ذلك إبراءًا للذمة ، أو غسلاً للأيدي ، لأن الذمم خربة ، والأيدي مغموسة في دماء الشعب السوري . وستظل الأوضاع في سوريه علي حالها حتي يحقق أحد طرفي الصراع من أصحاب المصالح من غير السوريين بالضربة القاضية الفنية لأهدافه . إما أن تتفتت سوريه أو تبقي موحدة ، والجميع ستطارده لعنة الدماء المسفوكة بلا ذنب ولا جريرة .
حــســــن زايــــــــد
بـقـلـم / حــســـن زايــــــد
لابد أن نتفق ابتداءًا علي تحرير المصطلحات ، حتي يمكننا فهم أبعاد الصورة المتكاملة للموقف في القطر السوري الشقيق . فسوريه هي القطر الشقيق الذي كان يتمتع بقوة عسكرية ـ بالمعني الإصطلاحي ـ بعد العراق ومصر . والجيش العراقي قد تم حله وتسريحه بعد الغزو الأمريكي للعراق . والعراق في طريقة إلي التفتيت والتقسيم علي أساس عرقي وديني ومذهبي ، ولم يبقي أمام الدولة اليهودية الصهيونية لمد حدودها إلي الفرات سوي سوريه وجيشها . ولم يبق أمامها لمد حدودها إلي النيل سوي الجيش المصري . ولذا فإن بقاء سوريه موحدة يعوق هذا المشروع ، ويمثل جبهة مفتوحة علي الكيان الصهيوني مهما بلغ ضعفها وتهافتها ، فهي علي أقل تقدير تشغل حيزاً من تفكيره ، وجزءًا من قواته ، وتمثل مسمار جحا في الجدار الصهيوني . وتقسيم الجيش السوري وحله وتسريحه ، وتقسيم سوريه وتفتيتها علي أساس عرقي وديني ومذهبي ، يعد هدفاً رئيساً ، يجري العمل عليه علي قدم وساق ، بغض النظر عن الشعارات المستخدمة ، والرايات المرفوعة ، التي تدور في إطارها المعارك الطاحنة لإسقاط النظام ، وتقسيم الدولة ، وتسريح الجيش ، لأنه لن يبقي أمام المشروع الصهيوني سوي الجبهة المصرية ، التي يسعون بكل قوة إلي إنهاكها حالياً . وحلب هي إحدي المحافظات التي كانت تقع تحت سيطرة الجيش السوري الشرعي ، جيش الدولة الســوريه .
والمنطق يقول بأن القوات التي تأتي من خارج حلب سعياً للإستيلاء عليها هي القوات المهاجمة , وهي قوات المعارضة علي إختلاف فصائلها ، التي تضرب وتقصف الأماكن الموجود فيها القوات المتمركزة المدافعة من داخل حلب ، وهي القوات السورية . والقوات المدافعة المتمركزة داخل حلب حين تضرب وتقصف فإنها تضرب وتقصف القوات المهاجمة الأتية من خارج حلب . ومن هنا يصبح التساؤل عن مكان وقوع قذائف الجانبين تساؤلاً مشروعاً ، والإجابة عنه تكشف الأكاذيب والأضاليل التي يروج لها الإعلام الأمريكي والغربي . فالدعية المغرضة المصاحبة للمعارك الدائرة في حلب بين الجيش السوري وحلفائه ـ روسيا وإيران وحزب الله ـ من جانب ، والجماعات الإرهابية ـ جبهة النصرة ، وجيس الإسلام ، وأحرار الشام ، وداعش ـ وحلفائها ـ حلف الناتو ، وأمريكا ، وتركيا ، وقطر ، والسعودية ـ من جانب آخر ، تستهدف الجيش السوري والرئيس بشار الأسد ، عن طريق تزييف الحقائق ، والتلاعب بالعقل الجمعي . حيث يجري تصوير الجيش السوري علي أنه لا يستهدف سوي المدنيين ، وخاصة الأطفال ، والمستشفيات دون غيرها من أهداف ، كأنه قد تفرغ تماماً لهذا الأمر ، وقد نفض يده من قتال قوات المعارصة المسلحة المناوئة له ، والمستهدفة لإسقاطه . أما قوات المعارضة التي تسقط آلاف القذائف ، وتصب جم غضبها في كمية نيران غير مسبوقة ، فلا تسقط إلا علي مواقع الجيش السوري ، الذي يبدو أنه موجود في منطقة غير آهلة بالسكان ، مع أنه موجود في القلب من حلب . تلك هي الصورة التي يصدرها لنا الإعلام الغربي وتوابعه وملحقاته ومنظماته المدنية العاملة علي جبهات القتال المفتوحة هناك في أضخم عملية تزييف للوعي يشهدها التاريخ . حتي عملية قصف المستشفي في حلب جري تصويرها باعتبارها إحدي مجازر النظام السوري ، ثم أشارت أصابع الإتهام إلي الطيران الروسي ، فنفت روسيا ورجحت قيام طائرات حلف الناتو بذلك ، ثم انحصر الإتهام في الطيران التركي ، ثم صرح كيري بأن قصف المستشفي قد جاء من مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية . وهكذا تاهت الحقيقة تحت ركام الزيف والتضليل . والطريف المبكي أن غارات النظام ضد فصائل المعارضة المسلحة دائماً مدانة من جانب الكافة ، وكأن المطلوب منه أن يضع يديه خلف ظهره في انتظار لطمات هذه الفصائل علي خديه ، أما ضربات الفصائل فهي مرحب بها دائماً . وقد نسي الجميع أن النظام السوري ، مهما اختلفنا معه ، لديه دائماً ما يدافع عنه ، ويكسبه شرعية لدي مؤيديه ومناصريه ، علي نحو أبقي عليه قائماً في مواجهة كل تلك العواصف لكل هذه السنوات . ونتكلم عن الفصائل المسلحة ـ رغم أنها مدعومة من جهات ودول وأجهزة مشبوهة ـ باعتبارها تقطر وطنية ، مع أنها مصنفة لدي بعض الدول والهيئات باعتبارها جماعات إرهابية . إذن فخلط الأوراق أمر مقصود ومستهدف ، والقصف الإعلامي للعقول يستهدف في النهاية تزييف الوعي ، وطمس الحقائق حتي تكون المواقف مضطربة ومشوشة ، فلا تنهض لها إرادة في مواجهة هذا الطوفان . أما محادثات السلام التي تجري هنا أو هناك ، فما هي إلا تضييع للوقت من ناحية ، وتبييض لكافة الإنتهاكات التي يرتكبها الجميع بلا استثناء من ناحية أخري . وهم لا يفعلون ذلك إبراءًا للذمة ، أو غسلاً للأيدي ، لأن الذمم خربة ، والأيدي مغموسة في دماء الشعب السوري . وستظل الأوضاع في سوريه علي حالها حتي يحقق أحد طرفي الصراع من أصحاب المصالح من غير السوريين بالضربة القاضية الفنية لأهدافه . إما أن تتفتت سوريه أو تبقي موحدة ، والجميع ستطارده لعنة الدماء المسفوكة بلا ذنب ولا جريرة .
حــســــن زايــــــــد