الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصة شهيد الطَّوق المشؤوم بقلم: نصير أحمد الريماوي

تاريخ النشر : 2016-05-05
قصة شهيد الطَّوق المشؤوم  بقلم: نصير أحمد الريماوي
من صفحات بيت ريما المجيدة.... قصة شهيد الطَّوق المشؤوم
فائق زكي أحمد الحاج الريماوي

جنود المستعمر البريطاني عذّبوه تعذيبا همجيا ووحشيا حتى فتتوا كبده وكليتيه من الضرب بأعقاب البنادق، وبالهراوات، وببساطيرهم، وبرميه من مرتفع


بقلم الكاتب: نصير أحمد الريماوي

4/5/2016م

كان طويل ونحيف القامة .. قمحي الوجه .. و لون العينين عسلي .. شجاع ومخلص لوطنه وأمّته وثورته .. ومن أعز أصدقاء الشهيد "فايز حسن أحمد الريماوي" وملازما له طيلة حياته الثورية دفاعا عن الدين والوطن ومقدساته وحرماته وأعراضه .. وقليلا ما كان يزور أسرته منذ تفجر ثورة 1936ضد الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني ثم يعود إلى الثوار سريعا بسبب انشغاله بواجبه الوطني ..
كفاحه المستمر لم يثنهِ عن التفكير في إخوته: فايز، وجاسر، وحسين، وكان يَعِد والدته الحاجة "غفرة" -التي كانت داية (قابلة) بلدة بيت ريما في حياتها حتى مماتها تغمدها الله برحمته الواسعة- ويقول لها : إن شاء الله بعيش وبعلم أخي حسين !! لم تكن في تلك الفترة مدارس .. لكن جنود المستعمر البريطاني الغاصب عذّبوه تعذيبا قاسيا وهمجيا ووحشيا حتى استشهد عن عمر يناهز الـ (25) ربيعا أثناء الطّوق المشؤوم على بلدتنا وكان في ريعان شبابه وعطائه ..
شقيقه الأصغر "حسين" البالغ من العمر(82) سنة حاليا، والذي عاش الحدث شخصيا، زرته في منزله، واستمعت إليه بآذان صاغية ونحن نحتسي القهوة العربية مع حبات التمر اللذيذة، وطلبت منه أن يقص عليّ قصة شقيقه الشهيد "فائق" وما شاهده بأم عينيه وأن يروي لي ما حدث، فقال : أول تعليم تعلمته كان على أيدي ابن البلدة " عبد الجبار الريماوي" حيث كان يجمعنا تحت تينة خضارية كبيرة الحجم في حقله الواقع وسط البلدة مقابل دار "عبد الهادي" ويعلمنا تحتها القراءة والكتابة..وعندما كبرت ذهبت إلى غرفة الكتاتيب في "دير غسانه" .. هذا الحقل اشتروه فيما بعد "دار سليم" منه وبنوا فيه مساكن .
وأضاف حسين: قبل الطّوق على البلدة .. ذهب والدي إلى قرية "دير قديس" في قضاء رام الله لإحضار التَّبغ من عند مختار القرية يدعى "مصطفى" زوج خالتي "عائشة" ، ولم يحضر الطّوق وآلامه، ومكث هناك لما بعد انتهاء الطوق الذي استمر لمدة (12) يوما دون أن يعرف ما جرى بعده، حتى ولم يرَ الشهيد ولا وداعه.. عندما عاد بعد الطّوق وجد ابنه "فائق زكي أحمد الحاج الريماوي" مستشهدا .. حزن عليه حزنا لا تستطيع حمله الجبال .. يتردد على رمسه .. يترحم عليه ويبكيه بحرقة ولوعة .. لأن مشهد التعذيب الوحشي الذي تعرض له أخي يُدمي القلوب.. من الجدير ذكره أن والده "زكي الريماوي" كان يساند الثورة وموكلا بفض الخلافات والنزاعات التي تظهر في منطقة بني زيد والحكم فيها.
تابع حسين والحسرة تعتصره: أذكر في يوم الطّوق البريطاني سيئ الصيت على بلدتنا خلال شهر نيسان من عام 1939م الذي هدفت منه بريطانيا إلى كسر شوكة ثوار "بيت ريما" وإرهاب الأهالي وترويعهم، وتصفية كل من يحمل بندقية بالإعدام !!.. كان الوقت ما بين الضحى والظهيرة .. بدأت عربات جيش المستعمر البريطاني العسكرية تقتحم بلدتنا من ناحية مدخلها الرئيس الشرقي.. حاصروا البلدة بالجنود والدبابات والعربات المدججة بالسلاح .. وصار الجنود مع مترجميهم وعيونهم يدورون في الشوارع والطرقات، ويصيح المترجمون الذين رافقوهم بأصواتهم العالية: "على الجميع فتح بيوتهم ويمنع إغلاقها منعا باتا وعلى جميع الرجال أن يتجمعوا في ساحة المستوصف وسط البلدة فورا باستثناء مؤيديهم، وكل من يتخلف يعاقب !! .. رددوا هذه العبارة عدة مرَّات وفي جميع الأحياء.. لأنه لم تكن حينئذ مكبرات الصوت موجودة .. جمعوا الرجال في الساحة المذكورة تحت شجرات الخروب، أما النساء فجمعوهن في دار "العطعوط" على الشارع الرئيس حيث كانت الدار غير معقودة بعد وحجارتها ما زالت على الأرض .. وقد وضعت بعض النساء الحوامل على الحجارة في تلك الفترة لأن الطّوق استمر لمدة (12) يوما بلياليها تحت التعذيب، والحرمان، والجوع، والعطش.. ويمنعون الأكل عنهم .. وكان جنود المستعمر يُحضرون كوب لبن فقط في اليوم لكل واحد.. أما نحن الأطفال الصغار -حيث كان عمري في تلك الفترة خمس سنوات- كنَّا نذهب إلى دكان دار أبو عوده في وسط البلدة نأخذ الحلاوة والحلو ونعطيها للنساء الأسيرات، في نفس الوقت منعونا من إحضار الأكل للرجال، فكانوا إما يصادرونه أو يطردوننا .. بعدما انتهوا من جمع الرجال كما ذكرت ما هي إلا لحظات حتى شاهدت بأم عيني شاحنة تقترب ثم توقفت عند الجنود الإنجليز.. نزل منها شخصا يرتدي الدِّماية والكوفية(الحطة) الفلسطينية ومُلثِم وجهه بالكوفية .. هبَّ الهواء فأزاح الكوفية عن وجهه فبان وجهه لي ورأيته وتعرَّفت عليه(....) عن قرب لكنه سارع وغطى وجهه ثانية وتلثَّم.. صرت أصيح باسمه للموجودين .. طردونا من المكان .. ثم عدنا نتابع ما يجري من باب حب الاستطلاع ومعرفة ما يجري أولا ، وثانيا لأن أهل الأطفال مأسورين.. بقي هذا المُلثم ملازما لجيش المستعمر يتحدثون معا .. كتبوا قائمة أسماء بمعونته ونذالته، ثم صار الجنود ينادون باسم كل من لديه بندقية ويذكرون اسمه بناء على ما يقوله لهم المُلثم !! فنادوا على شقيقي "فائق زكي أحمد الحاج الريماوي " حيث كان من بين الموجودين المحاصرين...
طبعا خرج شقيقي الشهيد من بين الحضور بكل شجاعة وتحدٍ .. أمسك به الجنود وانهالوا عليه بالضرب المبرح، بأعقاب بنادقهم الصواري، وبالهراوات، وأحيانا بالدَّعس على صدره ورأسه وبطنه وجسده ببساطيرهم الثقيلة، وباللكمات، وبين الفترة والأخرى كان يحمله اثنان من قدميه، واثنان من يديه ثم يقومون بالعَدِّ بلغتهم الإنجليزية (ون ، تو ، ثري) يرفعونه عاليا ثم يلقونه ويسقطونه من ارتفاعات موجود بجانب الشارع العام قرب المستوصف على أرض الحقول اللوزية فوق الحجارة التابعة لـ" مصطفى البدوان " ، وهم يسألونه، والمترجم يترجم له: أين البندقية يا "فائق" ؟
- لا توجد عندي بندقية ..
- أين البندقية يا "فائق" ؟
لا توجد عندي بندقية.
- لا أنت بجيب بندقية يا فائق...
يخلعون عنه ملابسه بالقوة، يربطونه بحبل ثم يلقون به في بئر مليئة بالمياه أمام منزل "مصطفى البدوان"، وهذه البئر تقع قرب المستوصف والمحاصرين ويفصلهم عن بعض الشارع العام، حتى يكاد يختنق يرفعونه، ويسألونه:
- بجيب بندقية؟
- ما عندي بندقية.
- لا بجيب غصب عنك .. ثم يعيدونه إلى البئر المذكورة لعدة مرات وفي أيام مختلفة حتى يعترف، وهو صامد مثل الحديد في وجه الغاشم رغم الألم والجراح النَّازفة.. صابر ومحتسب وشامخ كالطود في وجه الغاصب، ولم ينبس ببنت شفة...
كلما أنكر وازداد صلابة أثناء التحقيق تزداد شدة التعذيب الوحشي بلا رحمة وبنفس الطرق كل يوم طيلة مدة الطّوق أمام الأسرى المحاصرين بالجوع، والنار، والحديد، وجيش القتلة المستعمر وعلى مرأى ومسمع العالم الذي ظلم شعبنا الفلسطيني.. كلما غاب عن الوعي يوقظونه بفظاظة.. ويستمر التعذيب كأن حياة الإنسان الفلسطيني رخيصة بين أيديهم ..
كان الشهيد يخبئ بندقيته في أرضهم "برأس البئر" شرقي البلدة، ولا يعرف مكانها سوى شخص واحد قريبه اسمه" هاشم الزغلول" ، وكان هذا الشخص خارج الطوق، حر طليق ويبدو أنه سارع إلى نقل وتغيير مكان مخبئها في أعقاب وقوع "فائق" في الأسر والتعذيب الفظيع ..
من كثرة التعذيب المتكرر يوميا .. والجراح الغائرة في جسده، شارف "فائق" على الرحيل عن الدنيا إلى الآخرة .. و نتيجة للضرب المتواصل المتكرر اعترف لهم بوجود بندقية عنده مخبأة في"رأس البئر".. أجبروه على أخذهم إلى مكانها، وعندما وصلوا هناك لم يعثروا عليها فأوسعوه ضربا وركلا، ومرة ثانية قال لهم: بأنه ألقى بها في بئر قرب منزل "أم أكرم" .. اقتادوه إلى هناك مغلول الأيدي والأرجل.. ألقوه في "بئر أم أكرم" التي كانت خَرِبة- حيث كان الثائر "ذيب سعيد الريماوي" يخبئ فيها السلاح حينها، وهذا الشخص كان قائد فصيل في الثورة وموجها للثوار ومحكوم عليه بالإعدام ومطاردا فتوارى عن الأنظار في شمال فلسطين ثم تهرَّب إلى سوريا - وكان يحدو "فائق" الأمل الكبير بالعثور على أية قطعة سلاح هناك ويسلمها لهم حتى يتحرر من عذابهم الذي نهش جسده وأضناه .. لكن للأسف الشديد لم يحالفه الحظ في العثور على أية بنادق هناك .. أخرجوه وأعادوه إلى ساحة المستوصف وعاد مسلسل التعذيب، وعاني من شتى صنوف العذاب .. حاول" أبو صبري" خال الشهيد تقديم فديه للإنجليز تقدر بـ(100) جنيه فلسطيني بدلا من البندقية للإفراج عنه .. لكنهم رفضوا رفضا قاطعا..كما أن شقيقته" صفية " باعت مصاغها الذهبي وابتاعت بندقية وسلّمتها لهم على أمل أن تخفف عنه العذاب .. صادروا البندقية، ورفضوا الانفكاك عنه - لأن شراهتهم لقتل البشر هي إحدى نزاعاتهم، والتاريخ خير دليل لنا ويقول لنا: في أية أرض دخلوها أدخلوا معهم فيها الخراب، والدمار، والبطش الوحشي البربري، واستعمار الشعوب ونهب خيرات بلادهم والعيش على آلامهم ..
نتابع القصة .. صارت أمي الحاجة "غفرة" طيَّب الله ثراها تبحث عن بعض الأشخاص الذين لهم علاقات طيبه مع الإنجليز في إحدى القرى المجاورة لنا(....) للتوسط لدى الإنجليز، والمساعدة في الإفراج عن فلذة كبدها الذي أصبحت أيامه معدودة .. فكانوا يطلبون منها كل ما تذهب إليهم(10) جنيهات فلسطينية حتى يفرجوا عنه !!! تعطيهم الجنيهات .. يأخذون الجنيهات تلو الجنيهات ولا يفرجون عنه، مع العلم أنها كانت تستدين الجنيهات من بعض القريبات من "أم طلال" زوجة شقيقها "الشهيد محمد محمود الريماوي" أي من زوجة خالي .. ظل جنود الاستعمار يتبدّلون عليه في الضرب والتعذيب حتى خارت قواه نهائيا .. قبل انسحابهم وفك الطَّوق وضعوا أخي "فائق" على ظهر دبابة في الشارع العام الواقع على كتف مرتفع عالٍ أمام الجميع ومن فوق ظهر الدبابة رفعوه عاليا ورموه من المرتفع إلى الأرض الواقعة أسفل الشارع على الصخور وشجرة الغرقد* الشَّوكية السامة الكبيرة الموجودة في أرض" مصطفى البدوان".. تركوه مثخن بجراحه وانسحبوا .. هرعنا إليه بسرعة أنا وأمي والنسوة والأقارب رفعناه عن الصخور مغشيا عليه.. حملناه على الأكف وهو يتلوى ويتألم إلى منزلنا قرب الجامع القديم وهو في حالة يرثى لها ، وتنزُّ الدّماء من فمه وأنفه وجروحه .. شاهدته في النزاع الأخير .. بعد ساعة تقريبا عاد إلى وعيه.. ثم جاء عمي" عبد الحميد" لوداعه ..
الشهيد قال له : سامحوني يا عمي ..
- الله يسامحك .. كيف حالك يا عمي؟
- تعبان..تعبان، وجع فظيع في بطني وجسدي!!
ثم قال: يا أمي ضعي رأسي في حضنك .. وضعت رأسه في حضنها وهي تذرف الدموع على حاله...
بدأ يتطلع ويحدق في سقف المنزل، ويجول بعينيه ونظره كأنه يودعه، وهو يردد: من هو الذي وَشَى بي للقتلة الإنجليز يا أماه من هو ؟؟ ينطق بصعوبة و يتحشرج ، ويتألم .. كأنه ينتزع الكلام انتزاعا من جوفه .. كرر السؤال عدة مرات .. ويتقيأ دما .. ظلّ على هذا الحال ما بين الحياة والموت لمدة ساعتين بعد فك الطَّوق عن البلدة ثم لفظ أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة .. لم تكن توجد مشافي ولا مراكز صحية في المنطقة ولا مركبات، وكنا نتنقل بالدّواب للوصول إلى مدينة رام الله، والمسافة إلى هناك(28) كيلو مترا.. لقد فجعت أمي والأهل والبلدة والثوار على فراقه المؤلم .. وضعنا جثمانه الطاهر في ساحة المنزل .. كان جسمه مُزرقَّا من الضرب، وآثار الرضوض و الانتفاخات والجروح، والتقرُّحات بادية على جميع أنحاء جسده .. غسّلناه تحضيرا لتشييع جنازته، وقبل تكفينه حضرت قوة عسكرية بريطانية ومعها طبيب، وقالوا لنا: نريد معرفة أسباب الوفاة !!...
لما شقّ الطبيب بطن شقيقي بالمبضع وجد أن كبده مع كليتيه متفتتة وممزقة من شدة الضرب عليها وكان هذا هو سبب استشهاده .. ثم أخاط الطبيب بطنه وخرجوا .. غسّلناه ثانية وكفَّناه .. ثم خرجت جنازة مهيبة له شارك فيها جمع غفير، ثم وارينا جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة البلدة العامة بجانب قبر خاله الشهيد"محمد محمود الريماوي" أبو طلال" الذي استشهد في عام 1936.
هذه هي قصة بطل أخر من قصص أبطال بيت ريما المجيدة قصة" فائق زكي أحمد الحاج الريماوي"25سنة شهيد الطّوق الذي استمر لمدة(30) يوما متواصلا عانى الأهل خلاله من الجوع، والعطش، والتعذيب، وتخريب وحرق منازل ، والحصار المطبق من كل الجهات لدرجة أن المحاصرين كان بعضهم يجرح نفسه عمدا لتنزل الدماء ويشربها لتخفيف شدة الظمأ.
لقد احتفظت والدته الحاجة "غفرة" بصورته الوحيدة في شنطتها اليدوية .. في يوم من ذات الأيام فتح حفيدها " سامي الشعيبي" هذه الشنطة، وتفقدها فعثر على الصورة مطويَّة وقديمة .. سألها: لمن هذه الصورة يا جدتي؟
- هذه صورة الشهيد خالك "فائق"..
أخذها وصوَّرها ثانية، ورمَّمها في أحد الاستوديوهات برام الله بعدما كاد التلف أن يُغيِّب ملامحها، ثم وضع لها بروازا ليحفظها ويجمِّلها، وعلّقها على صدر حائط المنزل لتزينه ولتبقى ذكراه خالدة .
يجب على شعبنا ألا ينسى هذه الجرائم التي ارتكبها الاستعمار البريطاني بحق شعبنا ووطننا، وأن يتذكر على الدوام هذا الأساليب البشعة التي مورست ضد شعبنا الأعزل لإحلال الغرباء مكانه وعلى أرضه.


________
[email protected]
ملاحظة:
- مصدر المعلومات: الحاج حسين زكي الريماوي البالغ من العمر82 عاما، وهو شقيق الشهيد عاش الحدث شخصيا، وأ. سامي الشعيبي ابن شقيقة الشهيد، وصورة عن مخطوطة كتبت بيد الثاثر أحمد ذيب شاور الريماوي حصلت عليها من أ. سميح عبد الكريم الريماوي الذي شارك والده طيب الله ثراه في عدة معارك منها: باب الواد، ورأس العين، والقسطل، والقدس، وموجزة وغيرها..
* شجرة الغرقد: شجرة شوكية ذات أشواك صلبة لها تأثير سام، يصل ارتفاعها في الغالب من متر إلى مترين، وبعضها يصل طوله إلى 5 أمتار، ساقها خشبي تخرج منه الأشواك والزغب خصوصا في الأطراف , الأوراق ملعقية ضيقة كاملة خضراء ، وهي شجيرة جاثية على الأرض متشابكة العروق والأطراف ولها رائحة نتنة بعض الشيء وثمارها لا تؤكل. من أسمائها المتداولة: العوسج – الغرقد – سحنون – شجرة اليهود ، سميت بهذا الاسم لأنه كما جاء في حديث شريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم : أن اليهودي إذا اختبأ وراء أي شجرة ستفضحه وتقول ورائي يهودي إلا الغرقد فإنه لن يخبر بذلك والله أعلم.
- لقد تعرضت بلدة بيت ريما للتطويق والحصار عدة مرات من قبل الغاصب البريطاني.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف