يا صاحب الإسراء معذرة ... قصيدة لـ رفعت المرصفى
--------------------------
سـبحانَ من بالنـــور قد أســرى
فــى رحلـةٍ صـــارت لــه نصــــرا
أســـرى بـــه الرحمـنُ ترضيــــةً
وأراهُ مــن آيـــــاتــه الكُبـــــــرى
فهـــو الذى أحـزانــهُ اشـتعلـــتْ
وبــدتْ عليــه هموُمـــهُ الحــرى
"فخديجــةُ" السلوى قد ارتحلت
وهــى التى كانــت لــهُ ذُخــــرا
والعــمُّ مـــاتَ وكــــان نــــاصــره ُ
ضــــــدَّ العِـــدا ويهـــونُ الأمْــــرا
"وثقيـــفُ" قد رفضــتْ شريعتــه ُ
لمـّـا أتـــاهـــــا بالُهـُـدى نهـــــرا
فى عمتــةِالليـــل البهيـم مضى
فــوق "البُراق" يُحقـــقُ البشرى
فى "القدس" حط الركبُ مبتهجا
و الأنبيــــاءُ تجمّعـــــت فخـــــــرا
وائتمّـــت الرٌّســـلُ الكــرامُ بــــهِ
فــى حضــــــرةٍ زادت به طُهــــرا
ومضى ببحــــرِ النــــور منفــــردا
من ذا يساوى المصطفى قــدرا؟
وهناك فى ســـاح الرضا سكنت
منـهُ الشـجونُ وأشــرقت بِشــرا
حيُـــــاهُ ربُّ العـرشِ مكرمــــــــةً
سـبحــــانَ مـــن بحبيبــــهِ أدرى
صـلّى عليــــكَ اللــهُ ياقمــــــــرا
غمــرَ الوجــود وأسعد الـدهـــــرا
يـا صــاحبَ إلاســــراءِ معــــــذرةً
فلقــد أضعنـــا الُقدسَ والمسرى
ظفـــرتْ بــهِ أطمـاُع شـــرذمـــةٍ
وبغــتْ بــهِ و اسـتزرعَت شـــــرا
حشـَـدتْ لنـــا من كــلّ زاويـــــةٍ
لكنّنـــــَـــا لخـــلافِنــــا أســـــرى
والقدسُ - ما عـادت مُصيبتنــــا
فمصائبٌ – حلّت بنْــــا - أُخـــرى
ونعـــودُ نقسمُ – أن سـنرجُعهــا
مــن يا تُــرى بالوعــدِ قــد بـــرّا ؟
القدسُ تبكــى – من سينصرهـا
ودموعُهـــا شقْت لهـــا مجـرى ؟
و المســجدُ الأقصــى يعــاتبـنـــا
فمتى نُقيــمُ بساحِــهِ الذكــرى؟
والعــابــرون لبعضهــم وقفـــــــوا
و ســلاحهمْ لدمــائــهم أجْـــرى
طالتْ سنــونُ الحـُـزن واحتدمـت
بِتـنــا كمَــن يســتعــذبُ المُــــرّا
لكـــنّ نصـــــرَ اللهِ ألمُحــــــــــــهُ
يزهـــو على وجـــهِ المدى تبِـْــرا
وغـدا بيــــومِ الفتـــحِ موعــــــدُنا
فى القدسِ سـوف نصحـّحُ الأمرا
سنذيقهمْ طعــمَ الجــراحِ لظــى
و نقيــمُ فــوقَ عظامهم جِســـرا
فهنـــــاك أطفــــالٌ لنـــا عبــــَروا
فــوق الجــراحِ وحطّمـــوا القَهــرا
قالـــــوا بأنّ الأرضَ مـــا عَمُقـــتْ
أَنعِـــمْ بتلك الشّتــلةِ الصُغــْـــرى
حملــــوا تــُراب الأرض أسـلحـــةً
صبــّتْ علــى أعدائهـــم جَمـْـــرا
للنصُـــر همُ بشـرى قد انطلقـت ْ
نحـــوَ السمــاءِ وأينعــتْ زهـْــــرا
آنَ الأوانُ لكـــــى نعــانقَهــــــــم ْ
وأظُـُّن تلك الجـــوْلَــةُ الكُبــــــرى
--------------------------
سـبحانَ من بالنـــور قد أســرى
فــى رحلـةٍ صـــارت لــه نصــــرا
أســـرى بـــه الرحمـنُ ترضيــــةً
وأراهُ مــن آيـــــاتــه الكُبـــــــرى
فهـــو الذى أحـزانــهُ اشـتعلـــتْ
وبــدتْ عليــه هموُمـــهُ الحــرى
"فخديجــةُ" السلوى قد ارتحلت
وهــى التى كانــت لــهُ ذُخــــرا
والعــمُّ مـــاتَ وكــــان نــــاصــره ُ
ضــــــدَّ العِـــدا ويهـــونُ الأمْــــرا
"وثقيـــفُ" قد رفضــتْ شريعتــه ُ
لمـّـا أتـــاهـــــا بالُهـُـدى نهـــــرا
فى عمتــةِالليـــل البهيـم مضى
فــوق "البُراق" يُحقـــقُ البشرى
فى "القدس" حط الركبُ مبتهجا
و الأنبيــــاءُ تجمّعـــــت فخـــــــرا
وائتمّـــت الرٌّســـلُ الكــرامُ بــــهِ
فــى حضــــــرةٍ زادت به طُهــــرا
ومضى ببحــــرِ النــــور منفــــردا
من ذا يساوى المصطفى قــدرا؟
وهناك فى ســـاح الرضا سكنت
منـهُ الشـجونُ وأشــرقت بِشــرا
حيُـــــاهُ ربُّ العـرشِ مكرمــــــــةً
سـبحــــانَ مـــن بحبيبــــهِ أدرى
صـلّى عليــــكَ اللــهُ ياقمــــــــرا
غمــرَ الوجــود وأسعد الـدهـــــرا
يـا صــاحبَ إلاســــراءِ معــــــذرةً
فلقــد أضعنـــا الُقدسَ والمسرى
ظفـــرتْ بــهِ أطمـاُع شـــرذمـــةٍ
وبغــتْ بــهِ و اسـتزرعَت شـــــرا
حشـَـدتْ لنـــا من كــلّ زاويـــــةٍ
لكنّنـــــَـــا لخـــلافِنــــا أســـــرى
والقدسُ - ما عـادت مُصيبتنــــا
فمصائبٌ – حلّت بنْــــا - أُخـــرى
ونعـــودُ نقسمُ – أن سـنرجُعهــا
مــن يا تُــرى بالوعــدِ قــد بـــرّا ؟
القدسُ تبكــى – من سينصرهـا
ودموعُهـــا شقْت لهـــا مجـرى ؟
و المســجدُ الأقصــى يعــاتبـنـــا
فمتى نُقيــمُ بساحِــهِ الذكــرى؟
والعــابــرون لبعضهــم وقفـــــــوا
و ســلاحهمْ لدمــائــهم أجْـــرى
طالتْ سنــونُ الحـُـزن واحتدمـت
بِتـنــا كمَــن يســتعــذبُ المُــــرّا
لكـــنّ نصـــــرَ اللهِ ألمُحــــــــــــهُ
يزهـــو على وجـــهِ المدى تبِـْــرا
وغـدا بيــــومِ الفتـــحِ موعــــــدُنا
فى القدسِ سـوف نصحـّحُ الأمرا
سنذيقهمْ طعــمَ الجــراحِ لظــى
و نقيــمُ فــوقَ عظامهم جِســـرا
فهنـــــاك أطفــــالٌ لنـــا عبــــَروا
فــوق الجــراحِ وحطّمـــوا القَهــرا
قالـــــوا بأنّ الأرضَ مـــا عَمُقـــتْ
أَنعِـــمْ بتلك الشّتــلةِ الصُغــْـــرى
حملــــوا تــُراب الأرض أسـلحـــةً
صبــّتْ علــى أعدائهـــم جَمـْـــرا
للنصُـــر همُ بشـرى قد انطلقـت ْ
نحـــوَ السمــاءِ وأينعــتْ زهـْــــرا
آنَ الأوانُ لكـــــى نعــانقَهــــــــم ْ
وأظُـُّن تلك الجـــوْلَــةُ الكُبــــــرى