حلب ... و حثالة الحثالة !
د.عمر عطية
منذ أن كتب بضعة أطفال في مدينة درعا السورية " أجاك الدور يا دكتور " على سور مدرستهم ، أطلق الإعلام السوري عليهم وعلى غيرهم من المتظاهرين فيما بعد اسم " المجموعات المسلحة " ومن ثم " المجموعات الإرهابية " . ولما لم يستطع النظام بيع الفكرة كما هي ، والعالم كله يشاهد المتظاهرين العزل ، قرر أن يثبت نظريته فأتى فعلا بإرهابيين حقيقيين ، ليستحق وجودهم تحالفا دوليا ضد هذا الإرهاب ، لا بل أن تكون الأولوية هي محاربة هذا الإرهاب ! ، وكأن الأسد يقول : تعالوا ساعدوني على " عدونا المشترك " وفيما بعد نتفاهم !!! .
تُفتح الحدود لداعش وأخواتها ويسمح لها باحتلال أجزاء من البلاد و تسيطر داعش على نفط سوريا ثم يشتري صاحب النفط نفطه منها " مضطرا " ! .
وهكذا أصبح الرجل "صادقا " فيما يقول ... فهناك إرهاب في البلاد وهناك أجزاء محتلة منها وهو ما يستوجب القتال والدفاع عن " الحمى " وهذا يتطلب " دعما دوليا " لضرب الإرهاب الذي " يهدد الجميع " ، وفي سبيل محاربة الإرهاب لا بأس إن سقط أبرياء وهؤلاء يمكن تسميتهم " شهداء " ، لأنهم سقطوا في سبيل " تحرير البلاد من الأشرار " .
ثم يدخل حزب الله " ليحمي قبر السيدة زينب " وتدخل إيران " لحماية سوريا ضد المؤامرة الكونية " وتدخل روسيا " لمحاربة الإرهاب " ، وتلعب أمريكا دور العاهرة الخجولة ، فهي أكدت أكثر من مرة ضرورة رحيل الأسد حفاظا على " مصداقيتها " ولكنها لم تقل متى ، بينما تتفق سرا مع إسرائيل وروسيا وإيران على بقائه !!! .
اليوم وفي هذا الإطار، تدك الطائرات السورية والروسية حلب وتعلن أمريكا " احتجاجها " بينما تؤكد روسيا أن هناك تنسيقا مسبقا معها !!! .
يحاول المحللون الإجابة على سؤال مهم : لماذا حلب ؟ ! . الجواب قد يكون التالي ببساطة ! ، إذ يستهدف النظام وحلفاؤه قطع الصلة بين المعارضة وتركيا وضم حلب - المدينة الأهم اقتصاديا - إلى ما يقول النظام إنها "الدولة المفيدة " .
ويبقى الخاسر الأكبر في هذه المعركة حتى الآن هو الشعب السوري الذي اعتقدنا يوما أنه آخر من سينتفض من الشعوب على حكامه لا من قلة شجاعة ولكن بسبب ما نعرفه من قبضة أمنية امتدت عشرات السنين ، لكنه فاجأ العالم بقدرته على الانتفاض والتمرد على الظلم وأنه قادر على تحمل كل ما يمكن أن يتبع ذلك من مصائب ليس أكبرها الموت وليس أصغرها اللجوء والنزوح ، وما لم يكن مفاجئا هو وجود من يقف ضد شعبه من بين الشعب السوري نفسه ويبررون قتل أهلهم ويقولون : " طائرات النظام والطائرات الروسية تقصف الإرهابيين " !!! .
في كل مجتمع حثالة ، و الحثالة هم أيضا مجتمع وفيه حثالة ، والذين يبررون قصف حلب الآن هم ... حثالة الحثالة ؟ !!! .
د.عمر عطية
منذ أن كتب بضعة أطفال في مدينة درعا السورية " أجاك الدور يا دكتور " على سور مدرستهم ، أطلق الإعلام السوري عليهم وعلى غيرهم من المتظاهرين فيما بعد اسم " المجموعات المسلحة " ومن ثم " المجموعات الإرهابية " . ولما لم يستطع النظام بيع الفكرة كما هي ، والعالم كله يشاهد المتظاهرين العزل ، قرر أن يثبت نظريته فأتى فعلا بإرهابيين حقيقيين ، ليستحق وجودهم تحالفا دوليا ضد هذا الإرهاب ، لا بل أن تكون الأولوية هي محاربة هذا الإرهاب ! ، وكأن الأسد يقول : تعالوا ساعدوني على " عدونا المشترك " وفيما بعد نتفاهم !!! .
تُفتح الحدود لداعش وأخواتها ويسمح لها باحتلال أجزاء من البلاد و تسيطر داعش على نفط سوريا ثم يشتري صاحب النفط نفطه منها " مضطرا " ! .
وهكذا أصبح الرجل "صادقا " فيما يقول ... فهناك إرهاب في البلاد وهناك أجزاء محتلة منها وهو ما يستوجب القتال والدفاع عن " الحمى " وهذا يتطلب " دعما دوليا " لضرب الإرهاب الذي " يهدد الجميع " ، وفي سبيل محاربة الإرهاب لا بأس إن سقط أبرياء وهؤلاء يمكن تسميتهم " شهداء " ، لأنهم سقطوا في سبيل " تحرير البلاد من الأشرار " .
ثم يدخل حزب الله " ليحمي قبر السيدة زينب " وتدخل إيران " لحماية سوريا ضد المؤامرة الكونية " وتدخل روسيا " لمحاربة الإرهاب " ، وتلعب أمريكا دور العاهرة الخجولة ، فهي أكدت أكثر من مرة ضرورة رحيل الأسد حفاظا على " مصداقيتها " ولكنها لم تقل متى ، بينما تتفق سرا مع إسرائيل وروسيا وإيران على بقائه !!! .
اليوم وفي هذا الإطار، تدك الطائرات السورية والروسية حلب وتعلن أمريكا " احتجاجها " بينما تؤكد روسيا أن هناك تنسيقا مسبقا معها !!! .
يحاول المحللون الإجابة على سؤال مهم : لماذا حلب ؟ ! . الجواب قد يكون التالي ببساطة ! ، إذ يستهدف النظام وحلفاؤه قطع الصلة بين المعارضة وتركيا وضم حلب - المدينة الأهم اقتصاديا - إلى ما يقول النظام إنها "الدولة المفيدة " .
ويبقى الخاسر الأكبر في هذه المعركة حتى الآن هو الشعب السوري الذي اعتقدنا يوما أنه آخر من سينتفض من الشعوب على حكامه لا من قلة شجاعة ولكن بسبب ما نعرفه من قبضة أمنية امتدت عشرات السنين ، لكنه فاجأ العالم بقدرته على الانتفاض والتمرد على الظلم وأنه قادر على تحمل كل ما يمكن أن يتبع ذلك من مصائب ليس أكبرها الموت وليس أصغرها اللجوء والنزوح ، وما لم يكن مفاجئا هو وجود من يقف ضد شعبه من بين الشعب السوري نفسه ويبررون قتل أهلهم ويقولون : " طائرات النظام والطائرات الروسية تقصف الإرهابيين " !!! .
في كل مجتمع حثالة ، و الحثالة هم أيضا مجتمع وفيه حثالة ، والذين يبررون قصف حلب الآن هم ... حثالة الحثالة ؟ !!! .