كلنا في العنف همُ
تميم منصور
لا تكاد تغرب شمس نهار وينبلج فجر ليل تقريباً ، الا وتقع جريمة أو أكثر في وسطنا العربي ، وإذا لم تكن جريمة قتل الا أنها ترتدي زياً من أزياء مظاهر العنف التي أصبحت مألوفة بسبب هذا الكم العدواني من العنف ، أصبحت أجسامنا ونفوسنا ومعنوياتنا متخمة من الجراح الملموسة وغير الملموسة ، جراج نازفة بالدماء ، وأخرى تنزف الألم والقلق والحزن والخوف واليأس . أصبح المواطن العربي يشعر بأن العنف جزءاً من حياته ، وقرباناً من القرابين الأسطورية التي تلاحقه في ليله ونهاره ، أنه ضريبة جديدة ، ندفعها من رصيد انسانيتنا واستقرارنا ، لأنه أصبح يهدد أمننا اليومي ، إن عجزنا أمام هذا الوبأ الاجتماعي زاد من غربتنا داخل حاراتنا وبيوتنا ، لقد شوه نمط حياتنا ، وجعل خصومنا الذين يتربصون بنا يشمتون من جبال القلق التي تجثم فوق صدورنا .
رحى القتل والاغتيالات واطلاق النار لا تتوقف عن الدوران ، تطحن في دورانها الصالح والطالح ، الأمن والأمان فخلال أسبوع واحد سقط أربعة ضحايا ، هذا باستثناء من أصيبوا بجراح ، وباستثناء ضحايا حوادث الطرق من المواطنين العرب ، وحوادث العمل ، العنف أصبح هماً على الجميع ، في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ، ففي الوقت الذي كان فيه عشرات الألوف من المواطنين العرب يشاركون بتشييع آخر ضحايا طواحين العنف ، ارتاد الشواطيء والأحراش والباركات والمنتزهات ما يقارب المليوني يهودي من مواطني الدولة ، الملفت للنظر أنه بعد وقوع كل جريمة ، ترفع المؤسسة الحاكمة في الدولة رأسها كي تخبرنا بانها موجودة ،فتتكرر التصريحات والاقتراحات والاتهامات للمواطنين العرب ، بأنهم لا يتعاونوا مع الشرطة ، لا تكتف بعشرات الألوف من اعوانها ، تريد تدجين غالبية المواطنين العرب ، لكن أجهزة الشرطة تخجل من الاعتراف بأن مدننا وقرانا تعيش في حالة الفوضى والفلتان ، وأن قانون الغاب يتواجد بين ايادي عصابات المافيا ، وعصابات الابتزاز التي أصبحت تتدخل في الشؤون الحياتية للكثير من البيوت ، الى درجة التدخل في الطلاق والزواج وتقسيم الأرث بين أبناء العائلة الواحدة .
بعد وقوع كل جريمة تعود الاجتهادات والاقتراحات من قبل أوساط الشرطة ووزارة الداخلية بهدف امتصاص غضب المواطنين العرب ، يرافق ذلك نصب حلقات الردح والتجريح ضد المواطنين العرب من قبل وسائل الاعلام المختلفة ، وكل من يتابع هذا الحوار الفج يعتقد بأن الحديث لا يدور عن مواطنين في الدولة ، لقد شبهت بعض الصحف العبرية أن ما حدث في كفر مندا لا يختلف عن المواجهات التي كانت تحدث بين القبائل العربية في الجاهلية .
جميع الاقتراحات التي قدمت حتى الآن غير ملموسة ، وغير واقعية ، ظاهرها يعتمد على طابع القوة دون طرح حلول جذرية ، حلول لها علاقة بتغيير وتحسين سلوكيات الكثير من المسؤولين عن هذا العنف ، بعد انتهاء مهمة قائد الشرطة السابق ، سارع نتنياهو الى تعيين قائد جديد للشرطة من أصل يمني ، الشق الأخير من أسمه عربي " روني الشيخ " رغم أن أياديه ملطخة بدماء أحد قادة حماس المبحوح ، فقد كان هذا القائد الجديد المسؤول المباشر عن اغتيال المبحوح ( أشكره ) في دبي ، قبل فترة وجيزة .
كل من عرف هذا القائد من المواطنين العرب ، لم يسبشر خيراً عن تعينه لأنه ينضح بالعنصرية ، وقد عرف نفسه بسرعة عندما أعلن في مدينة ايلات امام جمع من اليهود ، بأن العرب لا يحترمون ولا يقدسون الأحياء ، بل يقدسون الموتى ، عكس رؤية اليهود للحياة ، كيف يمكن لمثل هذا القائد ان يأخذ جانب المصداقية والحد في معالجة حالة العنف في الوسط العربي ، لقد سارع الى تقديم اقتراح بتجنيد أكبر عدد من المسلمين في سلك الشرطة ، هدف هذا الاقتراح هو اثارة النعرات الطائفية بين المواطنين ، لأنه طالب بتجنيد المسلمين بشكل خاص ، كما اقترح بفتح مراكز جديدة للشرطة في القرى والمدن العربية ، مع العلم ان المدن والقرى العربية التي يتواجد بها مراكز للشرطة تعاني من ظاهرة العنف أكثر من غيرها ، لأن الشرطة فيها لا تكافح العنف ، ولا تتعاون مع المواطنين ، بل تتعامل معهم بفوقية وصلف وبأساليب عنيفة .
قبل أسبوع تقريباً ، قرر روني الشيخ إقامة وحدة خاصة من رجال الشرطة العرب ، على ان يكون قائدها عربي ، هذا يذكرنا بالفصيل الذي أنشأته بريطانيا أثناء الثورة الفلسطينية عام 1936- 1939 ، وكان جميع افراده من المواطنين العرب لضرب العرب ببعضهم البعض، هذا الأسلوب هو عودة للأسلوب الذي استعملته حكومات حزب العمل الصهيوني ، اقامة دوائر عربية في العديد من المؤسسات ، مثل نقابة المعلمين ، والهستدروت وغيرها .
أن هذا الاقتراح ما هو الا هروب من مسؤولية مكافحة العنف في الوسط العربي لأن رجال الشرطة العرب لن يكونوا أفضل من زملائهم اليهود في مكافحة العنف ، الهدف من إقامة هذه الوحدة ، أولاً كي تكون بوابة للتجنيد والخدمة المدنية ، وثانياً لتحميلها مسؤولية فشل مكافحة العنف في الوسط العربي .
ان تقصير الشرطة لا يعفي المواطنين العرب من مسؤولية تفشي ظاهرة العنف ، لأننا نعرف بأن الشرطة جزء من سياسة التمييز القومي في تعاملها مع العرب ، نحن من وجهة نظر المؤسسة الحاكمة ، المدعومة من قطاع كبير من اليهود ، لا نختلف عن أية فئة واقعة تحت الاحتلال ، لكنه احتلال مغطى بعباءة مدنية وليست عسكرية .
العنف لا يقاوم بمضاعفة عدد دوريات الشرطة داخل مدننا وقرانا ، مقاومة العنف بحاجة الى تخطيط علمي تربوي ، ثقافي ، اقتصادي ، لا يمكن التخفيف من العنف في ظل هذا التراكم السكاني في مدننا وقرانا ، كل اسرة تحولت الى حمولة ، وكل حمولة قسمت الى حمائل ، لها قادتها ودورها في اثبات وجودها داخل مجتمع مأزوم من الفقر والبطالة والجهل والفراغ الفكري والفني والسياسي .
كيف لا تتولد مظاهر العنف داخل اسرة يقطع ولي أمرها كل يوم عشرات الكيلو مترات للوصول الى عمله ، هناك عمال من الجليل الأعلى يعملون في اشدود وريشون لتسيون وحتى ايلات ، يعودون الى بيوتهم يومياً ، هذا القهر العمالي يعتبر عاملاً ضاغطاً على الأعصاب والأسرة.
في نفس الوقت علينا الاعتراف بأن الكثيرين من بيننا لديهم مخزوناً من الجينات النائمة من العنف ، وهذه الجينات قابلة للتكاثر وتتجدد ، بسبب الطروف الاقتصادية الصعبة وعدم وجود أطر شبابية تحمي شبابنا وتفجر طاقاتهم ، ونتساءل عن الوسائل والبرامج والنشاطات والفعاليات والملاعب والنوادي والمؤسسات التي وفرتها البلديات والسلطات المحلية .
علينا أن لا ننكر بأن مجتمعنا مجتمعاً عشائرياً ، رغم البيوت والفيلات العصرية والسيارات الفارهة ، أن مجتمعنا بنيته عشائرية قابلة للإنفجار في أي لحظة ، وما زال شعار( أن على أبن عمي ، وأنا وأبن عمي على الغريب ) يحيا بيننا والمصيبة أن الغريب لا يكون غريباً بل يكون جاره ، أو ساكناً في بلده ويعيشون في ذات الهم وذات الجرح وذات التمييز .
المؤسف أصبحنا نعيش في ظروف هشة ، يابسة ، قابلة للحريق في كل لحظة ، فقط ننتظر عود ثقاب صغير .. ثم تشتغل غابات العلاقات والتآخي والجيرة .
يقال أن أحد السحرة وضع مسحوق الجنون في بئر ..فشربوا أهل القرية ..و اصيبوا جميعهم بالجنون ، وبقي الساحر يسخر منهم .. ونحن اصبنا بجنون العنف والمجتمع اليهودي يسخر منا ويسهر الليالي يحكي حكاية عنفنا .. اليست كفر مندا حالة تستحق السخرية .
تميم منصور
لا تكاد تغرب شمس نهار وينبلج فجر ليل تقريباً ، الا وتقع جريمة أو أكثر في وسطنا العربي ، وإذا لم تكن جريمة قتل الا أنها ترتدي زياً من أزياء مظاهر العنف التي أصبحت مألوفة بسبب هذا الكم العدواني من العنف ، أصبحت أجسامنا ونفوسنا ومعنوياتنا متخمة من الجراح الملموسة وغير الملموسة ، جراج نازفة بالدماء ، وأخرى تنزف الألم والقلق والحزن والخوف واليأس . أصبح المواطن العربي يشعر بأن العنف جزءاً من حياته ، وقرباناً من القرابين الأسطورية التي تلاحقه في ليله ونهاره ، أنه ضريبة جديدة ، ندفعها من رصيد انسانيتنا واستقرارنا ، لأنه أصبح يهدد أمننا اليومي ، إن عجزنا أمام هذا الوبأ الاجتماعي زاد من غربتنا داخل حاراتنا وبيوتنا ، لقد شوه نمط حياتنا ، وجعل خصومنا الذين يتربصون بنا يشمتون من جبال القلق التي تجثم فوق صدورنا .
رحى القتل والاغتيالات واطلاق النار لا تتوقف عن الدوران ، تطحن في دورانها الصالح والطالح ، الأمن والأمان فخلال أسبوع واحد سقط أربعة ضحايا ، هذا باستثناء من أصيبوا بجراح ، وباستثناء ضحايا حوادث الطرق من المواطنين العرب ، وحوادث العمل ، العنف أصبح هماً على الجميع ، في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة ، ففي الوقت الذي كان فيه عشرات الألوف من المواطنين العرب يشاركون بتشييع آخر ضحايا طواحين العنف ، ارتاد الشواطيء والأحراش والباركات والمنتزهات ما يقارب المليوني يهودي من مواطني الدولة ، الملفت للنظر أنه بعد وقوع كل جريمة ، ترفع المؤسسة الحاكمة في الدولة رأسها كي تخبرنا بانها موجودة ،فتتكرر التصريحات والاقتراحات والاتهامات للمواطنين العرب ، بأنهم لا يتعاونوا مع الشرطة ، لا تكتف بعشرات الألوف من اعوانها ، تريد تدجين غالبية المواطنين العرب ، لكن أجهزة الشرطة تخجل من الاعتراف بأن مدننا وقرانا تعيش في حالة الفوضى والفلتان ، وأن قانون الغاب يتواجد بين ايادي عصابات المافيا ، وعصابات الابتزاز التي أصبحت تتدخل في الشؤون الحياتية للكثير من البيوت ، الى درجة التدخل في الطلاق والزواج وتقسيم الأرث بين أبناء العائلة الواحدة .
بعد وقوع كل جريمة تعود الاجتهادات والاقتراحات من قبل أوساط الشرطة ووزارة الداخلية بهدف امتصاص غضب المواطنين العرب ، يرافق ذلك نصب حلقات الردح والتجريح ضد المواطنين العرب من قبل وسائل الاعلام المختلفة ، وكل من يتابع هذا الحوار الفج يعتقد بأن الحديث لا يدور عن مواطنين في الدولة ، لقد شبهت بعض الصحف العبرية أن ما حدث في كفر مندا لا يختلف عن المواجهات التي كانت تحدث بين القبائل العربية في الجاهلية .
جميع الاقتراحات التي قدمت حتى الآن غير ملموسة ، وغير واقعية ، ظاهرها يعتمد على طابع القوة دون طرح حلول جذرية ، حلول لها علاقة بتغيير وتحسين سلوكيات الكثير من المسؤولين عن هذا العنف ، بعد انتهاء مهمة قائد الشرطة السابق ، سارع نتنياهو الى تعيين قائد جديد للشرطة من أصل يمني ، الشق الأخير من أسمه عربي " روني الشيخ " رغم أن أياديه ملطخة بدماء أحد قادة حماس المبحوح ، فقد كان هذا القائد الجديد المسؤول المباشر عن اغتيال المبحوح ( أشكره ) في دبي ، قبل فترة وجيزة .
كل من عرف هذا القائد من المواطنين العرب ، لم يسبشر خيراً عن تعينه لأنه ينضح بالعنصرية ، وقد عرف نفسه بسرعة عندما أعلن في مدينة ايلات امام جمع من اليهود ، بأن العرب لا يحترمون ولا يقدسون الأحياء ، بل يقدسون الموتى ، عكس رؤية اليهود للحياة ، كيف يمكن لمثل هذا القائد ان يأخذ جانب المصداقية والحد في معالجة حالة العنف في الوسط العربي ، لقد سارع الى تقديم اقتراح بتجنيد أكبر عدد من المسلمين في سلك الشرطة ، هدف هذا الاقتراح هو اثارة النعرات الطائفية بين المواطنين ، لأنه طالب بتجنيد المسلمين بشكل خاص ، كما اقترح بفتح مراكز جديدة للشرطة في القرى والمدن العربية ، مع العلم ان المدن والقرى العربية التي يتواجد بها مراكز للشرطة تعاني من ظاهرة العنف أكثر من غيرها ، لأن الشرطة فيها لا تكافح العنف ، ولا تتعاون مع المواطنين ، بل تتعامل معهم بفوقية وصلف وبأساليب عنيفة .
قبل أسبوع تقريباً ، قرر روني الشيخ إقامة وحدة خاصة من رجال الشرطة العرب ، على ان يكون قائدها عربي ، هذا يذكرنا بالفصيل الذي أنشأته بريطانيا أثناء الثورة الفلسطينية عام 1936- 1939 ، وكان جميع افراده من المواطنين العرب لضرب العرب ببعضهم البعض، هذا الأسلوب هو عودة للأسلوب الذي استعملته حكومات حزب العمل الصهيوني ، اقامة دوائر عربية في العديد من المؤسسات ، مثل نقابة المعلمين ، والهستدروت وغيرها .
أن هذا الاقتراح ما هو الا هروب من مسؤولية مكافحة العنف في الوسط العربي لأن رجال الشرطة العرب لن يكونوا أفضل من زملائهم اليهود في مكافحة العنف ، الهدف من إقامة هذه الوحدة ، أولاً كي تكون بوابة للتجنيد والخدمة المدنية ، وثانياً لتحميلها مسؤولية فشل مكافحة العنف في الوسط العربي .
ان تقصير الشرطة لا يعفي المواطنين العرب من مسؤولية تفشي ظاهرة العنف ، لأننا نعرف بأن الشرطة جزء من سياسة التمييز القومي في تعاملها مع العرب ، نحن من وجهة نظر المؤسسة الحاكمة ، المدعومة من قطاع كبير من اليهود ، لا نختلف عن أية فئة واقعة تحت الاحتلال ، لكنه احتلال مغطى بعباءة مدنية وليست عسكرية .
العنف لا يقاوم بمضاعفة عدد دوريات الشرطة داخل مدننا وقرانا ، مقاومة العنف بحاجة الى تخطيط علمي تربوي ، ثقافي ، اقتصادي ، لا يمكن التخفيف من العنف في ظل هذا التراكم السكاني في مدننا وقرانا ، كل اسرة تحولت الى حمولة ، وكل حمولة قسمت الى حمائل ، لها قادتها ودورها في اثبات وجودها داخل مجتمع مأزوم من الفقر والبطالة والجهل والفراغ الفكري والفني والسياسي .
كيف لا تتولد مظاهر العنف داخل اسرة يقطع ولي أمرها كل يوم عشرات الكيلو مترات للوصول الى عمله ، هناك عمال من الجليل الأعلى يعملون في اشدود وريشون لتسيون وحتى ايلات ، يعودون الى بيوتهم يومياً ، هذا القهر العمالي يعتبر عاملاً ضاغطاً على الأعصاب والأسرة.
في نفس الوقت علينا الاعتراف بأن الكثيرين من بيننا لديهم مخزوناً من الجينات النائمة من العنف ، وهذه الجينات قابلة للتكاثر وتتجدد ، بسبب الطروف الاقتصادية الصعبة وعدم وجود أطر شبابية تحمي شبابنا وتفجر طاقاتهم ، ونتساءل عن الوسائل والبرامج والنشاطات والفعاليات والملاعب والنوادي والمؤسسات التي وفرتها البلديات والسلطات المحلية .
علينا أن لا ننكر بأن مجتمعنا مجتمعاً عشائرياً ، رغم البيوت والفيلات العصرية والسيارات الفارهة ، أن مجتمعنا بنيته عشائرية قابلة للإنفجار في أي لحظة ، وما زال شعار( أن على أبن عمي ، وأنا وأبن عمي على الغريب ) يحيا بيننا والمصيبة أن الغريب لا يكون غريباً بل يكون جاره ، أو ساكناً في بلده ويعيشون في ذات الهم وذات الجرح وذات التمييز .
المؤسف أصبحنا نعيش في ظروف هشة ، يابسة ، قابلة للحريق في كل لحظة ، فقط ننتظر عود ثقاب صغير .. ثم تشتغل غابات العلاقات والتآخي والجيرة .
يقال أن أحد السحرة وضع مسحوق الجنون في بئر ..فشربوا أهل القرية ..و اصيبوا جميعهم بالجنون ، وبقي الساحر يسخر منهم .. ونحن اصبنا بجنون العنف والمجتمع اليهودي يسخر منا ويسهر الليالي يحكي حكاية عنفنا .. اليست كفر مندا حالة تستحق السخرية .