الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حوارٌ ديموقراطيْ ، هادئٌ وعقلانيْ بقلم: د٠محمد طرزان العيق

تاريخ النشر : 2016-05-03
حوارٌ ديموقراطيْ ، هادئٌ وعقلانيْ بقلم: د٠محمد طرزان العيق
حوارٌ ديموقراطيْ ، هادئٌ وعقلانيْ
****************************************

زارَنا قبلَ أيامٍ قريبٌ عزيزٌ علينا ، وبعد كلماتِ التّرحيبِ المعهودة و تبادُل المجاملاتِ الروتينيَّة ، إنتقلنا إلى فقرَةِ العتاب المتبادَلة على قلَّةِ الإتصالاتِ ونُدرَةِ الزياراتْ وبدا وكأنَّنا في حَلَبة مُبارَزة من العتابِ الرقيقِ وبعضِ اللوْمِ والتَّقريعْ!٠٠٠
قامت زوجتي ، بعد أن جلسنا في الصالون على أريكَتينِ متقابلتيْنِ ، بتقديم القهوة وبعضِ الحلوى لكِلَينْا ومن ثمَّ دارَ بيننَا حديث أو بالأحرى حوارٌ شيِّقٌ وممتِعْ!٠٠٠وكان أحدُنا(والمقصودُ هنا بأحدنا الضيف الكريم) يتكلَّم بحماسٍ وبطلاقة وكانت له قدرة عجيبة ومهارة غريبة في الإسترسالِ والإنتقالِ بيُسرٍ وسَلاسَة من موضوعٍ إلى آخر دونَ تردٍّدٍ أو تفكيرٍ أو عناء ٠٠٠ ولابدَّ هنا أن أشيرَ إلى خيالِه الواسع ، والذي لا يقفُ عندَ حَدٍّ أبداً وكان حلو الكلام ويتكلَّم بلهجة الواثقِ العارفِ والملمِّ بكلِّ شيئ٠٠٠
هكذا إذاً ، كان أحدُنا يتكلَّمُ بينما الثاني(أي حضرتي ، بلا فخر) يستمعُ بإنتباهٍ إلى محدِّثِه ، بينما كانت تهاجمُهُ موجاتٌ قويَّةٌ وعنيدة من النُّعاسِ الشديد ، ولذا كانت رأسُه تتدلَّى - من فَيْنةٍ إلى أُخرى(وهنا أشدِّدُ دوماً على الضَّمة فوق همزة كلمة ''أخرى'' وذلك لمنع أي غموضٍ أو إلتباسْ) أقولُ ، كانتْ رأسهُ تتدلَّى فوق كرشِه عندما تثقلُ ، نتيجةَ إنعدام السيطرةِ عليها من قبلِ دماغِه النَّائم!٠٠٠
ومن المفارقات العجيبة ، بل وربَّما هي من مَحاسنِ الصُّدَفِ أن أحدَنا(والمقصود بأحدنا هذه المرَّة شخصيَ الكريمْ) ,لا يسمعُ جيِّداً ، بينما الثاني(أي ضيفنَا العزيز) بالكاد يبصرُ ويرى الأشياء بوُضوحٍ وجَلاءْ ، وهذا ممَّا أضفَى على حوارِنا الهدوء والوقارِ فكان محدِّثي يستمرُ بالكلام بما تجودُ عليهِ قريحتُهُ وخيالُه الفسيح وكانَ يظنُّ أو يوهم نفسه بأنَّ طأطأةِ رأسي وتدلِّيها إلى الأسفلِ بسببِ موجات النعاس هي من علاماتِ القبولِ والرِّضى والإستحسانْ وكان هذا ممَّا يفتحُ شهيَّةَ خيالِهِ الجامِحْ ويزيد من إبداعِه فيسترسلُ فرحاً في حديثه وهو راضٍ تمامَ الرِّضى عن قوَّةِ إقناعِهِ ورجَاحَةِ أفكاره!٠٠٠٠ ونظراً لحديثهِ مُتَطامنِ النبرات وإستمراره في وتيرة واحد وكذلك لهجةِ المتأكِّدِ و العارفِ الواثقِ من نفسه ، فكان ذلك من العوامل المساعدة للمتلقي أن يستسلمَ لسلطانِ النَّوم ، بل وأحياناً كان يدخلُ في مرحلةِ السُّباتِ العميقْ بما يرافقه من شخيرٍ هادئ لذيذ ، فيتلقَّفه الضيفُ وكأنَّه عبارات إستحسانٍ وطلب المزيدِ منَ الحديث!٠٠٠
ولابدَّ هنا للموضوعيَّة وللأمانة أن أشيرَ إلى أن حوارَنا الديمقراطيَ أحاديَ الجانب والرَّاقي في أسلوبه كانت تتخلَّلُهُ مقاطعاتٌ مؤدَّبةٍ من طرفي وذلك حينما أكون في أحدِ فتراتِ الصَّحوْة النَّادرة ، كأنْ أقاطِعُه بأدبٍ وأذكِّره بقهوتِه ،التي بردَتْ منذُ أمَدٍ بعيد ، ثمَّ أغطٍّ - من جديدٍ ، بعدما قمتٍ بواجب الضيافة - مطمئناً في غفوةٍ لذيذة ٠٠٠ وكنت أحياناً وأنا في فتراتِ الصَّحوْة أستأذنه بالذهابِ إلى الحمٌّام ، فيوافقُ ضيفنا المبجَّل دون إعتراض ويرافقني حديثُه ، الذي لا ينقطع ، حتى باب الحمَّامِ ، لا بل ويكمل حوارَه معي ، بعد أن يرفعَ من صوتِه قليلاً ، حرصاً منْه لأن أسمعَ الحوار الرائع بيننا وكأنَّني ما زلتُ في حضرَتِهْ٠٠٠٠ كما عليٌّ أن أعترف بأنِّي كنتُ أختلقُ الأسبابَ للذهاب إلى الحمَّامِ تارَةً أو المطبخِ تارةً ُخرى وكانتْ براعتي في إختلاق الحجج لا تقلُّ عن براعتِه في إختلاق مواضيع الحديث!٠٠٠٠
لم أستفِقْ وأصحو من نومي / وأنا أستمع بكلِّ إحترامٍ وإنتباه إلى هذا الحوار الديموقراطي المثمر والهادف/ إلَّا عندما كانت يدُ ضيفِيَ الكريمْ وهي تَهزُّ كتفي بلطفٍ كي يوقِظنَي ويستأذن بالمغادَرة بعدما إستنْفذنا حوارنا وأحطنَا بكلِّ المواضيع٠٠٠٠بينما أنا كنت متفاجئاً ومندهشاً وكنت أطالبهُ بأن يبقى ; فما زالَ هناكَ متسعٌ من الوقت ومازالت هناك مواضيعَ لم تنل حظَّها من الحوارِ والنقاش٠٠٠٠لكنَّه أصرَّ مشكوراً على المغادرة لإرتباطه بموعدٍ مع مستمعٍ آخر!٠٠٠٠
لقد كان حوارُنا بالفعل رائعاً وديموقراطياً ، غير أن عبارةً أزعجتني ، قد قالتها زوجتي للملأ في وَصْفِ حوارِنا الشيِّق، حيثُ إعتَمدتْ فيها على شهادةٍ من حَفيدنا ، الذي طلبتْ منه أن يذهب إلى الصالون ، كي يستطلع أمرَنا ، وإن كنَّا نريدُ شيئاً ٠٠٠ عاد حفيدي المطبخ وهو يغالبُ الضَّحِك وقال : ''هناك في الصالون جَدَّانْ ; جدٌّ يهذي وجدٌّ ينام'' !٠٠٠ والسلامْ ٠

د٠محمد طرزان العيق
03.05.2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف