الأخبار
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟ بقلم:عماد علي

تاريخ النشر : 2016-05-03
هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟ بقلم:عماد علي
هل تستغل تنظيمات البعث التيار الصدري ؟

عماد علي

يبدو من التظاهرات الشعبية المحقة المطالبة بالحقوق البسيطة لا غبار عليها من حيث المطلب اولا و التحركات الجماهيرية الضاغطة ثانيا ومن ضمن الصراع القائم من اجل اخضاع السلطة لتلبية المطالب ثالثا و حتى الدخول الى المؤسسات الرسمية و محاولات فرض ما يستحقه الشعب بالطرق التي يمكن ان تؤدي الى نهايات غير مفيدة كاحتمال ممكن رابعا . كل هذا الجميع معه، لا يمكن لاي مواطن عراقي ان يعارض شلع المفسدين و قلع اللصوص المستاثرين بالسلطة و من ينهب على حساب الفرد العراقي . كل وسائل الاعتراض يجب ان تكون متوفرة و لا احد لديه اي عتب على ما جرى و حتى دخول المحتجين البرلمان و منطقة الخضراء، على الرغم من ما شابت التحركات خطوات لا يمكن ان تكون محسوبة على من يريد خدمة الشعب و الطبقة الكادحة قبل اي احد . الا اننا نسال هل جميع المتظاهرين جاءوا للغرض ذاته و من اجل الاهداف نفسها، و يريدون تصحيح مسار السلطة و اعادة الانحراف الى سكته الحقيقية المطلوبة بعدما انحرفت بعد سقوط الدكتاتورية، ام هناك من انتهزها فرصة سانحة متوفرة و كانها جاءت على طبق من ذهب و اعتبرها خطوة بدائية لوضع الاساس لفرض الفوضى ليستفاد منها و من اجل اعادة امجاد الدكتاتورية بالطريقة المتاحة سواء داخل المتظاهرين ام اعلاميا و بالطرق التي غطوا التظاهرات بها او حثوا المتظاهرين العفويين على اتخاذ خطوات خاطئة ( اننا على الرغم من ما حدث من هفوات نقول انها كانت تظاهرات نظيفة بكل المقاييس لو قارنا ما جرى بالمستوى الثقافي العام و الفئات العمرية المختلفة التي شاركت فيها  )، و لا يمكن للتيار الصدري ان يرضى بما حدث من خروقات سياسية فكرية لا تمت بمنهنج هذا التيار بصلة من قريب و بعيد كما يدعون بل شاهدت الساحة تحركات بعثية الملامح و السمات، يمكن ان نقول ان هذه الجماهير الغفيرة باختلاف اطيافها و توجهاتها التي دخلت الخضراء من جهة و نشدت و اطلقت من الشعارات المختلفة لم تكن تدلنا على ان التظاهرة منضبطة و منتظمة و شابتها فوضى في كثير منها، و هذا ما يحسب على التيار الصدري لانه بيّن بانه يقود ما يحصل على الرغم من مشاركة الاخرين غير البارزين اعلاميا بشكل كثيف، و دخلت نتاج جهودهم في جيوب التيارفي نهاية الامر، و هذه سلبية اخرى على المدى البعيد رغم التعاون التكتيكي الاني المطلوب لاسباب عديدة، لسنا هنا بمكان نبين هذا .

اننا في الوقت الذي نحتاج الى مثل هكذا تظاهرات، و حتى تدخلات اطار الديموقراطية الحقيقية( لان السلطة لا تحس بالمطلوب ديموقراطيا ) من اجل الضغوطات التي لا يشعر المسؤول بها الا ان تصل الى عتبة بابه، الا ان الخطوة المؤدية الى تراجع الخطوات الديموقراطية القليلة نسبيا التي رسخت خلال هذه السنين مرفوضة من قبل الجميع . عفوية الكثيرين غطت على التحركات الجماهيرية، الا ان المندسين المتربصين قد بانوا من بعيد و هم ليسوا بقليلين لحد اليوم، فهل من المعقول ان نسمع شعارات بعثية في مثل هذه التظاهرة و انت تدخل بالالاف الى موقع راس السلطة و لم تلاق اي رد فعل مسيء اليك لا بل تساعدك القوات الحكومية، و لم تتذكر ما كان يفعله الدكتاتور لو تحرك الشعب ولو بنسبة صغيرة جدا من ما فعلته الجماهير بالامس و تاتي و تغرد و ترفع صوتك بشعارات بعثية لدكتاتور فعل ما فعله بجميع اطياف شعبه، او تعتز بما اقترفت يداه و تحن لما بدر منه  في مثل هذا الوقت .

الاجهار بمثل هذه النوايا المبيتة في مثل هذه الفرص تبين بشكل واضح و جلي ان هناك من يريد العودة و يخطط لها و يستغل اي ثغرة يمكن ان تحدث بشكل ما جراء عدم الدقة في امور السلطة و المعارضة، و الخطوة الاولى تحدث ما هو الاخطر و تفسح المجال بشكل سهل لمن يمكن ان يفتح بها الطريق السيء من قبل هؤلاء المتضررين من الديموقراطية و الحرية، و في مقدمتهم البعثيين سواء داخل العملية السياسية ام لازالوا خارجها . و عند متابعتنا لبعض التحركات و الشعارات توضح لدى الجميع ان هناك نوايا مختلفة و المشاركين بالوان متعددة و جاءوا لاغراض متنوعة . و من هنا لابد العمل على ابعاد اي احتمال يمكن ان يستغل به هؤلاء الفرصة السانحة لهم و يمكن ان يصيدوا في الماء العكر و يستغلوا التيار الصدري في تحقيق مرامهم، و هو الان واجهة هذه الاعتراضات، و يريدون النيل من الحرية المتاحة التي لم يشهدها العراق في اية مرحلة من تاريخه منذ تاسيسه، لذا يستوجب الحذر و الابتعاد عن العاطفة والتزام الدقة و عدم فسح المجال امام المخربين الحقيقيين المتربصين لمثل هذه التحركات، و هذا لا يعني الابتعاد عن الاحتجاج و ابداء الراي و الاعتراض بالطرق الديموقراطية السليمة ، و لكن المطلوب هو عدم السماح للمسيئين و اصجاب النوايا القذرة من البعثيين و غيرهم مهما ادعوا سلميتهم من التدخل في مثل هكذا افعال ديموقراطية، و لا يمكن ان تنجح و تحقق اهدافها الا في اجواء و اوساط  توفر الحرية الكاملة، و هم  اي البعثيون من امنعوها و قفلوا الباب عليها امام الفرد العراقي لمدة اكثر من خمس و ثلاثين سنة، مع ما اقترفوا من ابشع التعديات على الحقوق و الحرياتالعامة و الخاصة للفرد العراقي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف