يا صيف !
على أبواب الصيف تنتابني عادة مشاعر صيفيّة ، يأتي الصيف وتأتي معه " صيفيات " متناثرة في مدن وبلاد وشعوب ، حاول صيف ما ان يتركها تتصبب من عرق الذاكرة ، لتصحو في هذا الصيف السويدي الذي لا صيف فيه ، ليجعلك ببلاهة حبيب فيروز الذي " اجا الصيف وانت ماجيت " ، او كما قالت العرب قديما : " في الصيف ضيعت اللبن " فانك في السويد " في الصيف ضيعت الصيف " ولبن الصيف المنتظر اشبه ما يكون بلبن العصفور بعيد المنال !
الصيف السويدي يقدم لك صيفا غير مكتمل تماما ، حين تشرق الشمس مترددة خائفة من مطر مباغت قد يحدث في أي لحظة ، تجعل السويدي دوما يحمل معطفه على يديه وهو يحتفل بشمس صيف مخادع !
لا صيف في الصيف في السويد ، الصيف السويدي مثل الاطفال الخدج يحتاج الى حضانة ليكتمل نموه ، ولذا يهرع السويديون في أرض الله الواسعة للبحث عن صيف حقيقي في بلاد غير بلادهم ، وايار هو شهر النفير العام لمشاريع السفر ولا حديث هذه الايام سوى اين ستمضي الاجازة الصيفية ؟
ومع بداية حزيران تطير الأجساد الشقراء نحو بلاد الشمس لصيف يحزم حقائبه ايار ، ويرتب مواعيده المنتظرة !
ولأن الصيف لا يأتي الى السويد ، تسافر السويد اليه لتمضي صيفها في صيف الاخرين ، وتستغل الاجساد الشقراء المكبلة بأغلفة الصوف شمس غيرها ، لتحمص اجسادها كخبز التوست على شواطئ الاخرين ، وتعود لتعرض ما تيسر من عريها بلون " البر ونزاج " المستورد !
في هذا الصباح .. وانا امارس موهبة جمل عربي في اجترار طعامه في قحط الصحراء الذي سمي سفينتها ، اجتر ذكريات صيفيات قديمة يوم كان الصيف صيفا ، ربما هي اشياء قد تبدو صغيرة وتافهة ، هي التي تجعل من الصيف كائناً حيّاً يتصبب عرقا تحت التيشرت القطني ، ويشم رائحة الظل تحت شجرة توت في يوم قائظ ، او تلك الرطوبة التي تدغدغ الابطين حين تتحول جريدة الى مروحة يدوية ، تفتعل هواء صناعيا لنسمة مقطوعة الانفاس ، او رائحة البطيخ حين تغري قطعة جبنة حموية فوق سطح منزل دمشقي تحت سفح قاسيون ، او قمر ليموني يتسلى بفلسطيني " ينط " من فوق سور عكا الى البحر ، او ليلة صيف بيروتية يحاول ان ينتحر ضجرها من فوق صخرة الروشة ، وهي تشرب النرجيلة في مقهى على صداع رأس بيروت ، او عبير شاي بالياسمين والبندق يمارس صيفه في " القهوة العالية " بسيدي ابو سعيد في ضواحي تونس ، او جبنة حلومي مشوية في مطعم قبرصي يرقص زوربا بين عرق ليماسول وعرق الاوزو ، في جزيرة احتكرت الشمس اسما حصريا لها ،
الصيف صيف بدون قيد او شرط ، الصيف هو " الشورت " يكشف سيقانه الملوحة بالشمس بدون قيد او " شورت " الصيف هو الانعتاق ، انعتاق الجسد من عبودية الصوف في طلاقة القميص المفتوح الازرار ، هو الجسد البشري حين يعلن عن تمرده على ما اضيف عليه من ثياب حين يولد عاريا في غرفة الولادة ويموت عاريا في غرفة الانعاش !
الصيف هو الحرية حين تدق شمسه الحارقة عبودية الجسد البشري وتعيده الى طلاقتة كما ولدته امه عاريا من عورته التي تصنع عاره !
على أبواب الصيف تنتابني عادة مشاعر صيفيّة ، يأتي الصيف وتأتي معه " صيفيات " متناثرة في مدن وبلاد وشعوب ، حاول صيف ما ان يتركها تتصبب من عرق الذاكرة ، لتصحو في هذا الصيف السويدي الذي لا صيف فيه ، ليجعلك ببلاهة حبيب فيروز الذي " اجا الصيف وانت ماجيت " ، او كما قالت العرب قديما : " في الصيف ضيعت اللبن " فانك في السويد " في الصيف ضيعت الصيف " ولبن الصيف المنتظر اشبه ما يكون بلبن العصفور بعيد المنال !
الصيف السويدي يقدم لك صيفا غير مكتمل تماما ، حين تشرق الشمس مترددة خائفة من مطر مباغت قد يحدث في أي لحظة ، تجعل السويدي دوما يحمل معطفه على يديه وهو يحتفل بشمس صيف مخادع !
لا صيف في الصيف في السويد ، الصيف السويدي مثل الاطفال الخدج يحتاج الى حضانة ليكتمل نموه ، ولذا يهرع السويديون في أرض الله الواسعة للبحث عن صيف حقيقي في بلاد غير بلادهم ، وايار هو شهر النفير العام لمشاريع السفر ولا حديث هذه الايام سوى اين ستمضي الاجازة الصيفية ؟
ومع بداية حزيران تطير الأجساد الشقراء نحو بلاد الشمس لصيف يحزم حقائبه ايار ، ويرتب مواعيده المنتظرة !
ولأن الصيف لا يأتي الى السويد ، تسافر السويد اليه لتمضي صيفها في صيف الاخرين ، وتستغل الاجساد الشقراء المكبلة بأغلفة الصوف شمس غيرها ، لتحمص اجسادها كخبز التوست على شواطئ الاخرين ، وتعود لتعرض ما تيسر من عريها بلون " البر ونزاج " المستورد !
في هذا الصباح .. وانا امارس موهبة جمل عربي في اجترار طعامه في قحط الصحراء الذي سمي سفينتها ، اجتر ذكريات صيفيات قديمة يوم كان الصيف صيفا ، ربما هي اشياء قد تبدو صغيرة وتافهة ، هي التي تجعل من الصيف كائناً حيّاً يتصبب عرقا تحت التيشرت القطني ، ويشم رائحة الظل تحت شجرة توت في يوم قائظ ، او تلك الرطوبة التي تدغدغ الابطين حين تتحول جريدة الى مروحة يدوية ، تفتعل هواء صناعيا لنسمة مقطوعة الانفاس ، او رائحة البطيخ حين تغري قطعة جبنة حموية فوق سطح منزل دمشقي تحت سفح قاسيون ، او قمر ليموني يتسلى بفلسطيني " ينط " من فوق سور عكا الى البحر ، او ليلة صيف بيروتية يحاول ان ينتحر ضجرها من فوق صخرة الروشة ، وهي تشرب النرجيلة في مقهى على صداع رأس بيروت ، او عبير شاي بالياسمين والبندق يمارس صيفه في " القهوة العالية " بسيدي ابو سعيد في ضواحي تونس ، او جبنة حلومي مشوية في مطعم قبرصي يرقص زوربا بين عرق ليماسول وعرق الاوزو ، في جزيرة احتكرت الشمس اسما حصريا لها ،
الصيف صيف بدون قيد او شرط ، الصيف هو " الشورت " يكشف سيقانه الملوحة بالشمس بدون قيد او " شورت " الصيف هو الانعتاق ، انعتاق الجسد من عبودية الصوف في طلاقة القميص المفتوح الازرار ، هو الجسد البشري حين يعلن عن تمرده على ما اضيف عليه من ثياب حين يولد عاريا في غرفة الولادة ويموت عاريا في غرفة الانعاش !
الصيف هو الحرية حين تدق شمسه الحارقة عبودية الجسد البشري وتعيده الى طلاقتة كما ولدته امه عاريا من عورته التي تصنع عاره !