الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يا صيف !بقلم:خالد عيسى

تاريخ النشر : 2016-05-03
يا صيف !بقلم:خالد عيسى
يا صيف !

على أبواب الصيف تنتابني عادة مشاعر صيفيّة ، يأتي الصيف وتأتي معه " صيفيات " متناثرة في مدن وبلاد وشعوب ، حاول صيف ما ان يتركها تتصبب من عرق الذاكرة ، لتصحو في هذا الصيف السويدي الذي لا صيف فيه ، ليجعلك ببلاهة حبيب فيروز الذي " اجا الصيف وانت ماجيت " ، او كما قالت العرب قديما : " في الصيف ضيعت اللبن " فانك في السويد " في الصيف ضيعت الصيف " ولبن الصيف المنتظر اشبه ما يكون بلبن العصفور بعيد المنال !

الصيف السويدي يقدم لك صيفا غير مكتمل تماما ، حين تشرق الشمس مترددة خائفة من مطر مباغت قد يحدث في أي لحظة ، تجعل السويدي دوما يحمل معطفه على يديه وهو يحتفل بشمس صيف مخادع !

لا صيف في الصيف في السويد ، الصيف السويدي مثل الاطفال الخدج يحتاج الى حضانة ليكتمل نموه ، ولذا يهرع السويديون في أرض الله الواسعة للبحث عن صيف حقيقي في بلاد غير بلادهم ، وايار هو شهر النفير العام لمشاريع السفر ولا حديث هذه الايام سوى اين ستمضي الاجازة الصيفية ؟

ومع بداية حزيران تطير الأجساد الشقراء نحو بلاد الشمس لصيف يحزم حقائبه ايار ، ويرتب مواعيده المنتظرة !

ولأن الصيف لا يأتي الى السويد ، تسافر السويد اليه لتمضي صيفها في صيف الاخرين ، وتستغل الاجساد الشقراء المكبلة بأغلفة الصوف شمس غيرها ، لتحمص اجسادها كخبز التوست على شواطئ الاخرين ، وتعود لتعرض ما تيسر من عريها بلون " البر ونزاج " المستورد !

في هذا الصباح .. وانا امارس موهبة جمل عربي في اجترار طعامه في قحط الصحراء الذي سمي سفينتها ، اجتر ذكريات صيفيات قديمة يوم كان الصيف صيفا ، ربما هي اشياء قد تبدو صغيرة وتافهة ، هي التي تجعل من الصيف كائناً حيّاً يتصبب عرقا تحت التيشرت القطني ، ويشم رائحة الظل تحت شجرة توت في يوم قائظ ، او تلك الرطوبة التي تدغدغ الابطين حين تتحول جريدة الى مروحة يدوية ، تفتعل هواء صناعيا لنسمة مقطوعة الانفاس ، او رائحة البطيخ حين تغري قطعة جبنة حموية فوق سطح منزل دمشقي تحت سفح قاسيون ، او قمر ليموني يتسلى بفلسطيني " ينط " من فوق سور عكا الى البحر ، او ليلة صيف بيروتية يحاول ان ينتحر ضجرها من فوق صخرة الروشة ، وهي تشرب النرجيلة في مقهى على صداع رأس بيروت ، او عبير شاي بالياسمين والبندق يمارس صيفه في " القهوة العالية " بسيدي ابو سعيد في ضواحي تونس ، او جبنة حلومي مشوية في مطعم قبرصي يرقص زوربا بين عرق ليماسول وعرق الاوزو ، في جزيرة احتكرت الشمس اسما حصريا لها ، 

الصيف صيف بدون قيد او شرط ، الصيف هو " الشورت " يكشف سيقانه الملوحة بالشمس بدون قيد او " شورت " الصيف هو الانعتاق ، انعتاق الجسد من عبودية الصوف في طلاقة القميص المفتوح الازرار ، هو الجسد البشري حين يعلن عن تمرده على ما اضيف عليه من ثياب حين يولد عاريا في غرفة الولادة ويموت عاريا في غرفة الانعاش !

الصيف هو الحرية حين تدق شمسه الحارقة عبودية الجسد البشري وتعيده الى طلاقتة كما ولدته امه عاريا من عورته التي تصنع عاره !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف