الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دلالات رفض نتنياهو بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2016-05-03
دلالات رفض نتنياهو بقلم:عمر حلمي الغول
نبض الحياة

دلالات رفض نتنياهو

عمر حلمي الغول

الافكار الفرنسية لتحريك عملية السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، التي لم تتبلور حتى الان في صيغة مبادرة محددة المعالم، اعلن ينيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل رسميا رفضها بشكل شديد الوضوح نهاية الاسبوع الماضي. يأت هذا الرفض بعد الاعلان عن عقد اجتماع دعت اليه الخارجية الفرنسية  لثمانية عشر وزير خارجية من دول العالم المختلفة بالاضافة للامم المتحدة وبعض المنظمات الاممية في الثلاثين من ايار الحالي. وكأن لسان حال زعيم الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في تل ابيب، يقول لفرنسا والعالم اجمع: إسرائيل، التي احكم ليست معنية، ولا جاهزة لخيار السلام. لان خيارها الوحيد، هو الاستيطان الاستعماري. لذا لا ترهقوا انفسكم، ولا تزعجونا بافكاركم، لان آذاننا مغلقة، ولن نسمع سوى خطابنا وخيارنا المعادي لحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.

وللاسف فرنسا أفقدت نفسها العصا غير الغليضة، التي كان تعهد بحملها وزير الخارجية السابق، لوران فابيوس، ومضمونها الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين في حال فشلت الجهود السلمية في عقد مؤتمر دولي، تنبثق عنه قوة اقليمية ودولية داعمة لعملية السلام. الامر الذي حرر نتنياهو وحكومته من اي قيد، وسمح له التعامل بلا مبالاة تجاه الافكار الفرنسية من حيث المبدأ، ومنذ اللحظة الاولى، التي طرحت فيها القيادة الفرنسية افكارها في حزيران 2015.

ولمن لا يعرف، كان الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين، سيتبعه إعتراف حوالي خمسة عشر دولة اوروبية. وهو ثقل سياسي وديبلوماسي اوروبي هام، بالضرورة لو بقي سيكون له كبير الأثر في قرار وتوجهات القيادة الاسرائيلية. مع ذلك، ورغم التراجع المعلن من الوزير الفرنسي الحالي، إيرو، إلآ ان إمكانية العودة لخيار الاعتراف، هي إمكانية مشروعة ومنطقية، وتستجيب لتوجهات الرئيس اولاند واركان القيادة الفرنسية. واذا كانت فرنسا متحمسة لحماية خيار حل الدولتين، فإنها مطالبة باعادة النظر بالاليات القائمة، وفتح الافق لاستخدام سلاح الضغط المقرون بفرض عقوبات على حكومة نتنياهو لإعادتها إلى جادة الصواب والسلام. لان ترك الباب على الغارب لحكومة اليمين المتطرف لمواصلة خيار الاستيطان الاستعماري، يعني طمس وتبديد الحقوق الوطنية الفلسطينية، والتمهيد لتنفيذ مخطط الترانسفير بشكل غير معلن او حتى معلن، خاصة وان القيادات الاسرائيلية بمشاربها المختلفة في الموالاة والمعارضة على حد سواء لم تعد تأبه بمواقف الدول، لانها تعتبر نفسها دولة فوق القانون، ولم تعد تخشى ردود الفعل الشكلية.

كون الافكار الفرنسية المطروحة مازالت عائمة الملامح، فانه الحراك الفرنسي يحمل معالم طريق اممي جديد بعيدا عن السطوة الاميركية.  مع ذلك بعض القوى إعتبرتها، شكلا من الملهاة للقيادة والشعب الفلسطيني. والبعض الآخر، إعتبر تمسك القيادة الفلسطينية بها، بمثابة "الشماعة"، التي علقت عليها "مراوحتها" و"هروبها" من التوجه لمجلس الامن وغيرها من المنابر الاممية. واي كانت الخلفية، التي حكمت فرنسا في طرح افكارها القابلة للتبلور باسرع مما يريد او لا يريد البعض، فإن طرحها، يشير لرغبة القيادة الفرنسية في فتح قوس الامل لخيار التسوية السياسية، وتجاوز التعثر الناجم عن الاستعصاء الاسرائيلي في اعقاب عدم إلتزامها نهاية آذار 2014 بالافراج عن الدفعة الرابعة من اسرى الحرية، الذين اعتقلوا قبل التوقيع على اتفاقية اوسلو. كما ان القيادة الفلسطينية لم تعلن عن تخليها او تراجعها عن التوجه لمجلس الامن او اي منبر اممي، وهي تنتظر الموقف والتوقيت العربي، ولم تغلق باب الانضمام للمنظمات والمعاهدات الاممية، التي تعزز مكانة الحقوق الوطنية. وبالتالي التمسك بالافكار الفرنسية، يأت لتأكيد القيادة الفلسطينية بخيار السلام، ومعنية بتسهيل مهمة الاقطاب الدولية في خلق حوافز للتسوية السياسية.

إنطلاقا مما تقدم، فإن القيادة الفلسطينية معنية بالبحث عن بدائل لحماية الحقوق الوطنية، لقطع الطريق على رفض نتنياهو للافكار الفرنسية، ولتحفيز فرنسا بالعودة لسلاح الاعتراف بدولة فلسطين، بالاضافة لبدائل داخلية وعربية واقليمية ودولية.

[email protected]

[email protected]            
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف