الأخبار
إعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حرب
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

واحةُ الخالصين بقلم: عمر حمَّش

تاريخ النشر : 2016-05-02
واحةُ الخالصين

قصّة

عمر حمَّش

عادت جبالي حامتْ، وخلتُها لا محالة ساقطة .. هرولتُ هرولةَ فَارٍ؛ فكانتِ الدُنيا ذاتَها .. إسفلتٌ يترنحُ، عَرباتٌ تمضي، ووجوهٌ أعتمتْ في شمسِ نهار .. كنتُ أضرِبُ إلى مَفرَجِ كروبي .
صعدتُ الإسفلتَ وهو المطروق بلا صعود؛ حتى وصلتُ الفسحةَ الدائريّة المُعَبَّدة، عبرتُها مراوغا، ولم أتبين ملامحَ لأحد؛ خلتُ المارينَ فارين مثلي؛ وكلٌّ إلى مأمنِهِ يشدُّ الخطَى.
اجتزتُ ما تبقى من عَمارٍ، وقد ساقتني ساقاي؛ فكنتُ المسوقَ المطيعَ إلى فُرجةٍ في سورٍ كَلِح، تهدّم في غيرِ موضِع.
فوق طرقةِ الترابِ؛ صعدتُ سلمَ السماء، وقد تجهمتِ فوق هامتي الجبال ..
عبرْتُ؛ فتنفس قلبي في مرأى الأجداثِ المصطفة، وقد حسبتَها عادت عرفتني؛ فابتسمتْ.
رمقني صمتُ الأشواك المهيبُ، وشرع خطو عينيَّ يتحسس تحتَ البلاطِ مضربَه، فكنتُ كنفّار؛ جاء يدعو الراقدين لموعدٍ، وقد خفق صدري لبزوغِ رؤوسِ الشواهدِ.
عدتُ أقولُ:
هذا فلانٌ، وذاك فلان .. هامستهم همسا، وخاطبتهم صياحا، ليس يسمعُهما سواي، والموتُ عاد يتلقطُ المغادرين فرادى، ويحصدُ جمعا، وهدرتِ الطائراتُ، وتبعثرتْ أجساد، ووجدتني أًصيحُ، وأجمعُ عظاما من جديد، ورأيتُ جريَ النعوش، ذاتَ النعوشِ مُحَمَلَةً بالأشلاء، وبالهتاف، وعادتِ الأمنياتُ أمامي تٌذبح، ومفجوعةً تموت، ووقفتُ أرمقُ الملامحَ الأخيرة؛ وهي تهوي في حُفَرِ السَفرِ الساكنة ..
لم أقوَ على استبقاء وجهٍ بعينِه، فالوجوه تزاحمتْ فوق الشواهدِ، وترنحتْ، وقد عبرتْ كلابٌ، وتقفّزتْ قطط .. وامتطّ نباحٌ، وماج مواء، وحسِبتُ كلَّ هذا ندبا، ورثاءً، وقلتُ:
وربما اعتراضا على تجرؤِ تطفلي ..
في كلِّ هذا شدتني أشجارٌ عنيدة، أنبتها الموتُ، وأزهارٌ شوكيّةٌ، خلقتْ تخصصا لمهابةِ الموقف، وزادته فرادة، فاتسقتُ أنا، حتى أحسنتُ، وتماهيتُ مع قداسةِ مشهدِ واحةِ الخالصين .. وانطلق من أعلى جمجمتي خيطُ دخان، سرعان ما انفلت؛ ليشتدَّ، ويمسي عمود مدخنة مرجل ..
صرتُ أتنقلُ – مفلتا دخاني - وضربتُ في الصمتِ؛ حتى خَفَت أحمالي، وصرتُ بوزن ريشةٍ تلاعبت، وقد أثملها صمتٌ مريح، لا يقطّعهُ إلا النباحُ، ثمَّ المواء، كلازمتي لحنِ لن يدركه سواي، آتيه؛ فيستقبلني؛ ألقي عليه أحمالي، ويلقي سمفونيته .. ويقولون: مشعوّذ.. يقولون: مجذوب .. مسحور .. أو مجنون .. يقولون ما يقولون .. لا شيء يمنعني؛ أنْ أهرّبَ رأسي من الجبالِ الحائمة، كلما تداعتْ، وأن أكونَ مع كلِّ هذا الحبِّ في جنةِ واحةِ الخالصين ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف