الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بأي حال عدت يا عيد العمال ؟ بقلم: د. أكرم عثمان

تاريخ النشر : 2016-05-02
بأي حال عدت يا عيد العمال ؟ بقلم: د. أكرم عثمان
بأي حال عدت يا عيد العمال ؟

كتبه : د. أكرم عثمان   

مستشار وخبير دولي في التنمية البشرية
عضو هيئة تأسيسية ومجلس إدارة جمعية المدربين الفلسطينيين
عضو المجلس التنفيذي في اتحاد المدربين العرب

[email protected]

2/5/2016                                          

من جميل الفعال أنة نحتفل بمن يشيد لنا بيوتنا وشوارعنا ومساكننا ومحلاتنا التجارية والصناعية ، بمن يزرع حقولنا ليطعمنا ويسقينا ، بمن يشغل مصانعنا لنلبس وننتعل مما نصنع ، بمن يطببنا ويسهر على راحتنا وصحتنا ، بمن يعلمنا من الحروف والكلمات ما عجزت أن تحل مشاكلنا ومصائبنا، وبمن ينظف شوارعنا وبدونه لن يستقيم لنا حالاً من كثرة ما نرمي في الشوارع من نفايات وكأن النظافة مسؤولية هذا الرجل المسكين ، هو مسئول النظافة ونحن المسئولون عن نشر قاذوراتها ، لامبالاة وتخلف حضاري كبير أن يكون فكرنا وفهمنا أن ننظف أنفسنا ونبدو في أحلى حلة وسياراتنا في أجمل طلعة ، ونأكل الموز ونرمية في الشوارع التي عمل على تنظيفها عامل نريد أن نحتفي به في عيد العمال العالمي ، هذه صور حية رأيتها في مدينة ما من فلسطين ، شباب يركبون سيارة حديثة جداً يأكلون الموز ويرمون قشرة في الشارع ، ثقافة حديثة على الرغم من التطور الذي نشهده في عصر التقنية ، ممارسات لم يعرفها سلفنا ولا أجدادنا من قبل .

نعم نريد أن نحتفل بالعمال في يوم عيدهم في الأول من أيار من كل عام ، عيد لك أيها العامل الذي لا تستطع أن تجلب لنفسك أو أسرتك ما تتطلبها من مأكل أو مشرب أو تعليم أو سعادة تذكر ، أيها العامل أحتفل بنفسك وافتخر بانجازاتك ، كن سعيداً في عيدك وتمتع بإجازتك الرائعة في ربوع هذا الوطن الحبيب ، أخرج مع أولادك للتنزة والشواء ، لا تنسى أن تأخذ معك اللحم والدجاج وما تطلب للتمتع بهذا اليوم الأغر ، يوم الاحتفال بك وبمن حولك من العمال الذي يضحون من أجل سعادة غيرهم .

تعالوا بنا نتأمل  أجر هؤلاء العمال في ظل الحياة الغالية التي لا تجد لها مثيلاً في أمريكا أو أوروبا أو دول الخليج  ، أن الحد الأدنى للأجور في فلسطين بقيمة (1450) شيقل شهرياً، وينص الاتفاق الذي وقع من قبل أطراف العمل الثلاث: القطاع الخاص، والنقابات العمالية، والحكومة، على أن يكون الحد الأدنى للأجور الشهري في جميع مناطق السلطة الوطنية وفي جميع القطاعات (1450) شيقلاً، وأن يكون الحد الأدنى للأجور لعمال المياومة، خاصة العاملين بشكل يومي غير منتظم إضافة إلى العمال الموسميين، (65) شيقلاً يومياً، وأن يكون الحد الأدنى للأجور لساعة العمل الواحدة للعامل (8.5) شيقل.

 على خلاف مستوى الحد الأدنى للأجور في إسرائيل على الرغم من تقارب الأسعار بيننا وبينهم  فالمتوسط الشهري (4650) شيقل جديد؛ مستوى الحد الأدنى للأجور في الساعة :   25)) شيقل ومستوى الحد الأدنى للأجور في اليوم: (لعامل يعمل في مكان العمل يتم العمل فيه 5 أيام في الأسبوع) ( 214.16) شيقل،،، توجد ملاحظة أن حد الأجر الأدنى أعلاه صحيح من تاريخ 1/4/2105 وحتى 1/8/2016 ،،، سوف يسري هذا القانون لمدة سنة وأربعة شهور، وسيكون تعديل عليه بناءاً على غلاء المعيشة ، حيث هذا الأمر غير مبطق عندنا في فلسطين ، وكأننا نعيش في كوكب زحل.

العالم اليوم يفكر في رفاهية مواطنيه ويعمل جاهداً على توفير لقمة العيش الهنية لهم، ليس فقط سد الرمق وإشباع البطون ، بل إيجاد الرعاية والاهتمام التي تكفل السعادة والرخاء والمتعة الحقيقية التي تديم العمر ، حيث تشير الإحصائيات أن متوسط العمر في فلسطين (73)عاماً ، بينما في إسرائيل متوسط العمر ( 82) عاماً ، وتحتل المركز الثامن عالمياً بين الدول .

نعم ! القلب يعتصر ألماً على ما وصل إليه هذا العامل الذي نكرمه كل عام ، نعطل مؤسساتنا ودوائرنا الرسمية الحكومية والخاصة ، لكي نقدر جهوده ، لكننا في الحقيقة نحتاج إلى لفتة قوية وجادة حتى نعطيه حقوقه والمتطلبات الحياتية التي نكفل له حياة كريمة خالية من ضنك العيش وأزماته ، بعيدة عن أزمات الديون وثقلها ، حياة تجعله ينعم بها في سهولة ويسر ، يستطع من خلالها أن يسكن ويأكل ويشرب ويعلم ويسعد أطفاله ويدخر لشيخوخته و لمر الزمن ونكباته.

فلنجعل العيد القادم للعمال في وطننا عندما يرتفع معدل الأجور ، ويصبح العامل محط الأنظار والاهتمام لكل مؤسساتنا ، وأن يعطى حقه ويقدر كما يفعل أعدائنا في تكريم حق العامل ، وتقدير جهوده ، وعدم تكليفه بما لا يطيق ، قوانين تكفل له عمل لمدة  8ساعات في اليوم ، لا يظلم ولا يجار عليه ، وأن يعطى أجره قبل أن يجف عرقه ،،، كما جاء في الحديث الشريف " عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَعْط الأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ). رواه ابن ماجه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف