( موضوع سابق)... عيد العمال أم عيد الانتحار ..بقلم:حمدان العربي
أول مايو من كل سنة لم يعد ذلك اليوم التي تنتظره الطبقة الشغيلة في كل أصقاع وبقاء العالم تخصصه للمهرجانات و للاحتفالات و البهجة وهي تستعرض تلك الانجازات الضخمة التي حققتها هذه الطبقة الكادحة ونزعت حقوقها من براثين أرباب العمل الذين كانوا ينظرون لهذه الطبقة مجرد عبيد ، أو وقود لماكينات إنتاجهم لا أكثر ...
عيد دفع ضريبته هؤلاء عمال بدمائهم وعرقهم منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مواجهة دامية مع قوات الجيش والشرطة الأمريكية وسقط الكثير منهم برصاص تلك القوات عندما كان هؤلاء العمال يطالبون بتحديد ساعات العمل و تحسين شروطه ...
لكن ، الآن ومنذ دخول العولمة على الخط التي كانت من المفترض أن تخدم مصالح الجميع لكن مفعولها أصبح عكسي على الطبقة الشغيلة وأصبحت تكسب أقل ومصيرها مهدد أكثر...
رغم تلك التطمينات التي كانت تصدر من هنا وهناك بأن العولمة ستوفر الخير الوفير للجميع متناسية أو متجاهلة الإشارة للوجه القبيح و الجهات المظلمة لهذه "العولمة" التي أشير لمحاسنها بدون ذكر مساوئها القاتلة بالنسبة لمستقبل لهذه اليد الشغيلة المتعلقة بالحفاظ على الوظائف وسياسة الأجور...
ومن خلالها (العولمة) ازدادت الفجوة عمقا بين أصحاب أعلى الأجور وأصحاب أدنها وازداد معه الشعور لدى هذه الطبقة الكادحة بعدم الآمان على مستقبل الحفاظ على الوظائف ومن غد مجهول وشلل متزايد في القدرة الشرائية وقربها أكثر فأكثر من خطوط الفقر ...
عولمة سهلت للشركات وفرة العمالة الوفيرة و الرخيصة وسهل لها عملها على مستوى العالمي بسبب رخص التكنولوجيا والاتصالات، إلى غير ذلك...
ومن أولى نتائجها الوظيفة التي كانت تدوم مدى الحياة لم يصبح لها وجود في عالم الشغل وأصبحت الكثير من الوظائف لا مستقبل لها ...
ومن نتائجها أيضا ( العولمة) ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوياتها وأصبحت عمليات تسريح العمال من أبسط و أسهل الأمور من أي وقت مضى ...
وازدادت الأمور تعقيدا بالنسبة لمستقبل العمال دخول الأزمات الاقتصادية على خطوط المواجهة في غير صالح الطبقة الشغيلة لكون هذه الطبقة الحلقة الأضعف في منظومة الشغل وهي دائما الضحية الأولى عند كل أزمة تلوح في الأفق من خفض الموازنات للحكومات أو خفض الإنفاق العام بسبب نقص الموارد ، أو لأي سبب اقتصادي أو مالي اخر ...
مما يعني فقدان الكثير من العمال و الموظفين لمناصب شغلهم و الوقوف في طوابير البطالة ، أو الموت بسكتات القلبية أو الانتحار من نوافذ مكاتبهم ومصانعهم ، كما حصل للكثير في شتى بقاع العالم…
لأن في كل ركود و كساد اقتصادي أول من يتحمل متاعبه و إرهاقه الطبقات الشغيلة لكونها ، كما تم الإشارة إليه آنفا ، الحلقة الأضعف وتستفيد منها طبقة أرباب العمل ومسيري البنوك و المصارف ، رغم أنهم يتحملون النصيب الأوفر ،على الأقل ، من المسؤولية في تدني الإنتاج والتسيير المالي الخاطئ ونتائجه الكارثي التي تؤدي دوما لازمات مالية و اقتصادية تدفع الطبقة الشغيلة ثمن كل ذلك...
وفي كل أزمة من العيار الثقيل تبين بيانات لمصادر مختصة في متابعة خطى هؤلاء "أرباب العمل - الأثرياء" أنهم يزدادون ثراء كأن شيئا لم يحصل ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
01.05.2013
أول مايو من كل سنة لم يعد ذلك اليوم التي تنتظره الطبقة الشغيلة في كل أصقاع وبقاء العالم تخصصه للمهرجانات و للاحتفالات و البهجة وهي تستعرض تلك الانجازات الضخمة التي حققتها هذه الطبقة الكادحة ونزعت حقوقها من براثين أرباب العمل الذين كانوا ينظرون لهذه الطبقة مجرد عبيد ، أو وقود لماكينات إنتاجهم لا أكثر ...
عيد دفع ضريبته هؤلاء عمال بدمائهم وعرقهم منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مواجهة دامية مع قوات الجيش والشرطة الأمريكية وسقط الكثير منهم برصاص تلك القوات عندما كان هؤلاء العمال يطالبون بتحديد ساعات العمل و تحسين شروطه ...
لكن ، الآن ومنذ دخول العولمة على الخط التي كانت من المفترض أن تخدم مصالح الجميع لكن مفعولها أصبح عكسي على الطبقة الشغيلة وأصبحت تكسب أقل ومصيرها مهدد أكثر...
رغم تلك التطمينات التي كانت تصدر من هنا وهناك بأن العولمة ستوفر الخير الوفير للجميع متناسية أو متجاهلة الإشارة للوجه القبيح و الجهات المظلمة لهذه "العولمة" التي أشير لمحاسنها بدون ذكر مساوئها القاتلة بالنسبة لمستقبل لهذه اليد الشغيلة المتعلقة بالحفاظ على الوظائف وسياسة الأجور...
ومن خلالها (العولمة) ازدادت الفجوة عمقا بين أصحاب أعلى الأجور وأصحاب أدنها وازداد معه الشعور لدى هذه الطبقة الكادحة بعدم الآمان على مستقبل الحفاظ على الوظائف ومن غد مجهول وشلل متزايد في القدرة الشرائية وقربها أكثر فأكثر من خطوط الفقر ...
عولمة سهلت للشركات وفرة العمالة الوفيرة و الرخيصة وسهل لها عملها على مستوى العالمي بسبب رخص التكنولوجيا والاتصالات، إلى غير ذلك...
ومن أولى نتائجها الوظيفة التي كانت تدوم مدى الحياة لم يصبح لها وجود في عالم الشغل وأصبحت الكثير من الوظائف لا مستقبل لها ...
ومن نتائجها أيضا ( العولمة) ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوياتها وأصبحت عمليات تسريح العمال من أبسط و أسهل الأمور من أي وقت مضى ...
وازدادت الأمور تعقيدا بالنسبة لمستقبل العمال دخول الأزمات الاقتصادية على خطوط المواجهة في غير صالح الطبقة الشغيلة لكون هذه الطبقة الحلقة الأضعف في منظومة الشغل وهي دائما الضحية الأولى عند كل أزمة تلوح في الأفق من خفض الموازنات للحكومات أو خفض الإنفاق العام بسبب نقص الموارد ، أو لأي سبب اقتصادي أو مالي اخر ...
مما يعني فقدان الكثير من العمال و الموظفين لمناصب شغلهم و الوقوف في طوابير البطالة ، أو الموت بسكتات القلبية أو الانتحار من نوافذ مكاتبهم ومصانعهم ، كما حصل للكثير في شتى بقاع العالم…
لأن في كل ركود و كساد اقتصادي أول من يتحمل متاعبه و إرهاقه الطبقات الشغيلة لكونها ، كما تم الإشارة إليه آنفا ، الحلقة الأضعف وتستفيد منها طبقة أرباب العمل ومسيري البنوك و المصارف ، رغم أنهم يتحملون النصيب الأوفر ،على الأقل ، من المسؤولية في تدني الإنتاج والتسيير المالي الخاطئ ونتائجه الكارثي التي تؤدي دوما لازمات مالية و اقتصادية تدفع الطبقة الشغيلة ثمن كل ذلك...
وفي كل أزمة من العيار الثقيل تبين بيانات لمصادر مختصة في متابعة خطى هؤلاء "أرباب العمل - الأثرياء" أنهم يزدادون ثراء كأن شيئا لم يحصل ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
01.05.2013