الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مناسباتنا الاجتماعية بين الأمس واليوم !! بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2016-05-01
مناسباتنا الاجتماعية بين الأمس واليوم !! بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
مناسباتنا الاجتماعية بين الأمس واليوم !!
ياسين عبد الله السعدي
العرس عادة متبعة لدى كل الشعوب. وتختلف العادات من شعب لشعب، وحتى من منطقة إلى منطقة أخرى في البلد الواحد. لكنها كلها تعني (إشهار الزواج) كما نصت الشريعة وإظهار الفرح بإتمام طقوس الزواج.
يبدأ العرس عن تقارب العروسين؛ سواء بذوي القربى أو عن طريق (الخاطبة) في القديم، أو عن طريق اللقاء والتعارف بين الفتاة والرجل مباشرة في الجامعة أو العمل، أو حتى بمجرد النظرة الشخصية في مكان أو مناسبة ما. لكن الوضع تطور اليوم بحيث يتم التفاهم حتى بدون معرفة الأهل (أحياناً)، وإنما تتم الإجراءات الروتينية بعد أن يكون كل شيء (متفق عليه) سلفا بين العروسين.
لم يكن يسمح للخاطب أن يرى خطيبته أو يكلمها في الماضي. ومع تطور الأيام صار يسمح أن تقوم بتقديم فنجان القهوة بحضور الأهل والمدعوين وذلك جائز عرفاً وشرعاً حسب اعتقادنا.
بعد الخطبة يصير الخاطب (من أهل البيت) فيحضر ويسهر عندهم ويتحدث ويجامل ويتبادل الطرفان الهدايا ويلتقطان الصور التذكارية. وقد تطور الوضع عند بعض المجتمعات، ونحن جزء منها، أن يخرج الاثنان في نزهة بالسيارة لوحدهما، وأحيانا برفقة أحد أهل الفتاة.
كان للعرس نكهة ومعنى
كان حفل العرس الذي يقام في القرية كأنه عرس القرية كلها. ولم يكن هناك دعوات محلية خطية. فالكل يعرف الكل ولذلك كانت الدعوة شفوية حيث توجه الدعوة إلى الرجل الكبير في الأسرة وعياله. أما خارج القرية فكان صاحب العرس يرسل رسالة عادية إلى شخص وجيه في القرية أو المختار، وهو يقوم بتوجيه الدعوة إلى الناس في المسجد عادة ويعلن أن فلاناً من القرية الفلانية يدعوكم لحضور عرس ولده فلان يوم كذا.
كانت العادة تناول طعام الغداء. وكان صاحب العرس يقف على من يملكون المواشي بأنهم يحتاجون إلى لبنهم في ذلك اليوم، وكان يقدم في العادة هدية من أصحاب المواشي إلى صاحب العرس.
كان صاحب العرس يذبح من المواشي حسب مكانته الاجتماعية وتقدير من يتوقع حضورهم من المدعوين، بالإضافة إلى الناس من أهل القرية. وكان أصحاب العرس يستعيرون أوعية (طاسات) الطبخ ممن يملكون طاسات نحاسية كبيرة، وكان عندنا واحدة منها، كما أذكر ذلك جيدا. وكانوا يجمعون الأواني التي يقدم فيها الطعام (الصواني) المصنوعة من النحاس ثم من الألومنيوم من أهل القرية لأن الجميع كانوا يتناولون الطعام في مجموعات وهم يجلسون القرفصاء، وكل مجموعة تتحلق على صينية وتتناول الطعام باليد حيث كان الأرز يوضع فوق الخبز ويغطى باللحم قبل أن يصير تقديمه بالصحون البلاستيكية ويوضع على الطاولة، ويتم تناوله بالملعقة كما يحدث اليوم.
كان يتم إعادة (تصليح) الصينية بعد الفراغ من تناول الرجال للطعام بزيادة الأرز واللحم ثم تقديمه للنساء والأولاد، وما يزيد منه كان يوزع على الناس. ولم يكن هناك حاويات لإلقاء ما يتبقى في حاويات القمامة.
كان العرس احتفالاً للقرية كلها وكان الناس جميعاً يصدق فيهم المثل القائل بأنهم: (يأكلون على صحن واحد).
الإعلان عن بدء الاحتفالات
كانت الاحتفالات تبدأ بالسهرة (التعليلة) قبل حفل الزفاف بيوم وقد يحدث أن تمتد التعليلة (السهرة) أسبوعاً، حيث تبدأ النساء بالأغاني مساء. وكانت النساء يذهبن إلى (السهرة) على ضوء المشاعل لكي تنير لهن الطريق، وبعد وصولهن إلى دار العريس ينطلق الصغار بالمشاعل يطوفون في طرقات القرية بمرح وابتهاج.
كانت المشاعل عبارة عن قطعة من القماش مبللة بالكاز ومربوطة إلى عصا طويلة. أما الرجال والشباب فكانوا يجتمعون في الساحة ويوقدون النار ويشعلون (اللوكسات) التي يعلقونها على أعمدة خشبية ينصبونها في الساحة.
كان الكبار يشاركون في الدبكة الشعبية في حفل السهرة، وكان منظرهم يريح القلب ويبهج النفس؛ حين ترى الرزانة والاتزان والحركات ذات الإيقاعات الجميلة التي تدل على فن رفيع والأغاني المهذبة والمعبرة، بعكس ما نراه اليوم من حركات هستيرية كأنها (رقص السعادين)، كما وصفتها في مقال سابق، وبعكس حفل السهرة اليوم الذي يبدأ وينتهي بترديد كلمات مبهمة كعبارة (تي رشرش).
كان حفل (زفة العريس) يبدأ بعد العصر، وبعد تناول الغداء. وكان العريس يركب الحصان المزين بالأقمشة الملونة وأحيانا بقلائد الذهب وبيده طاقة (ضمة) من الورود، ويحمل المظلة وتسير بجانبه إحدى قريباته وهي تخيط بطرف عباءته وخلفه النساء يزغردن ويغنين تقودهن (يسرى) أو (كاملة) البرمكية تضرب بدفها وتقول وهن يرددن بعدها. وأمامه الرجال في صف طويل يهزجون و (يسحجون) ويرددون ما يقوله (الحدّاء)، وعادة كانوا اثنين أو أكثر.
كان الشاعر الشعبي (الحداء) يبلغ ذروة الإبداع في قوله عندما يرى تفاعل الحضور ويزداد تألقاً في حفل (الزفة) وهو يمشي مع صف الرجال والشباب ويرددون أهازيج الفرح.
كان الشباب يسيرون بالعريس قبيل المغرب من مكان الاحتفال إلى بيته الجديد ويودعونه بالقرب من بيته مع (زخة) من قضبان الشجر (المطراق) على ظهره في حركة مداعبة ثقيلة يعتبرونها تشجيعاً له لكي يظهر رجولته، وإن كانت هذه العادة سادت ثم بادت.
قبل النكبة كانت تقام حفلات طراد الخيل في ساحة واسعة ويظهر الفرسان فنونهم الفروسية. وكانوا يقومون بمثل هذا الطراد أيضاً عندما يرافقون العروس عند إحضارها إذا كانت من خارج القرية.
لكل زمان عاداته وتقاليده
تطورت العادات وتغيرت التقاليد من حيث حفلات الأعراس. عند الأهل في الداخل صار أصحاب العرس يضعون سماعة كبيرة على سيارة أو تراكتور وينادي شخص معلنا عن العرس ويخاطب أهل (الحارة) ويطوف في المدينة أو القرية. ويعتبر ذلك دعوة لكل شخص في الحارة. أما بطاقات الدعوة فهي للأصدقاء والمعارف خارج البلد
تقديم الطعام
تطورت طريقة تقديم الطعام حيث تقام حفلات الأعراس اليوم في القاعات أو في الساحات المفتوحة، ويقدم فيها الطعام على الطاولات، ويقدم لكل مدعو صحنه. وقلَّ أن يحتاج الواحد إلى أكثر من ذلك. بل كثيرون لا يستهلكون نصف ما يقدَّم لهم ولذلك ترى الشباب الذين يحملون الأكياس البلاستيكية الكبيرة الفارغة لكي يجمعوا الصحون التي انتهى المدعوون من تناول طعامهم منها، ويلقون بها في الأكياس التي تنقل إلى حاويات القمامة.
هذه ظاهرة موجودة في أعراسنا اليوم. لكني حضرت يوم الجمعة 2242016م حفل عرس أقامه التاجر المحسن الحاج أبو رياض الظاهر لحفيده في قاعة الأمير في جنين وكان الأرز واللحم في صواني (البوريسلان) بالإضافة إلى الخبز، بينما وضعت رزمة من الصحون البلاستيكية وما يلزم على الطاولة، بحيث يتناول المدعو حاجته بصحنه ويختار ما يحتاجه من شوربة اللبن أو شوربة الخضار ومن المشروبات الغازية وزجاجات الماء.
هذه طريقة جديدة مستحسنة، برأيي المتواضع، أتمنى أن تنتشر حفظاً لنعمة الله من الهدر والتبذير وأن تحفظ لما فيه رضا الله ومنفعة الناس: مقتدرين ومحتاجين؛ ففي ذلك ما يجلب رضا الله ومحبة عباده.
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 152016م؛ صفحة 17
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف