يتحوصل مسار ماراثون الانتخابات الأمريكية التمهيدية شيئاََ فشيئاََ ، ويكاد يرسو المزاد على " دونالد ترامب " مرشحاََ عن الحزب الجمهوري ، و"هيلاري كلينتون" عن الحزب الديمو قراطي ، والأول أصبح غنياََّ عن التعريف بسبب تصريحاته العنصرية النارية ضد العرب والمسلمين ، ونظرته اليمينية المتطرفة فيما يتعلق بسائر القضايا الدولية ، وقضايا الصراع العربي الصهيوني ، ناهيك عن نظرته اليمينية للقضايا الداخلية الأمريكية ، وانحيازه لأرباب الاحتكارات ، وأصحاب الشركات متعددة الجنسية ، وهذا ما يعيد إلى الذاكرة سياسة الرئيس االأمريكي الأسبق " رونالد ريغان" في ثمانينيات القرن الماضي ، ودعمه لشارون في غزوه للبنان ، واجتياحه لبيروت ، وإخراج الثورة الفلسطينية من لبنان ، وهذا عدا عن تصعيده لسباق التسلح ، وحرب النجوم ، مع الاتحاد السوفياتي ، وانهيار الأخير ، بسبب ذلك ، في زلزالِِ ما زالت تداعياته الكارثية على الصعيد العالمي وبلادنا العربية تتوالى حتى اليوم ، وأمَّا الثانية فهي صاحبة التصريحات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني على وجه التحديد ، وإعلانها الشهير قبل شهر تقريباََ باستعدادها للتضحية بمائتي ألف فلسطيني مقابل توفير الأمن لإسرائيل (!) ، وهي صاحبة الباع الطويل في هندسة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه قضايا المنطقة العربية في إدارة أوباما ، بحكم توليها وزارة الخارجية ، والتي أدَّت ، في النتيجة ، إلى وجود أربع دول فاشلة ( العراق وسوريا وليبيا واليمن) ، ناهيك عن لبنان الذي مضى عليه أكثر من عامين دون انتخاب رئيس له ، وهي سليلة عائلة كلينتون الذي بشّرت زعيمة الأبارتهايد الصهيوني ، ومؤسسة حزب هتحيا العنصري الفاشي ، بشرت صبيحة الأعلان عن فوزه ( أي كلينتون ) بالرئاسة في خريف 1992، بقولها : " إن فوز كلينتون ونائبه آل غور يعد بمثابة هدية من السماء لإسرائيل...! " ، ( وفيما يتعلق بنا نحن الفلسطينيين ؛ ما زال إصراره ، في مباحثات كامب ديفيد عام 2000 ،على إطلاق " جبل الهيكل" على المسجد الأقصى ، طرياَّ في الذاكرة ) ، والهِبَة هذه المرة ستكون إذا فازت ملاكاََ مخملياََّ يخفي قبضة حديدية ( من منّا ينسى مارغريت تاتشر)، تلك هي هيلاري كلينتون التي لم تخرج من عباءة العائلة رغم المآزق المحرجة التي واجهتها تلك العائلة ..!
بكلام آخر يكاد السباق على منصب الرئاسية الأمريكية ينحصر بين من هو عنصري وبين من هو أكثر عنصرية ، وبين من هو منحاز ومن هو أكثر إنحيازاََ لإسرائيل ، ويمكن القول أن العالم مقبل على مرحلة مظلمة أشبه ما تكون بمرحلة رئاسة " دونالد ريغان "، التي نوّهنا إليها أعلاه ، لا سيما في ظل احتدام تنافسِِ جلي مع روسيا على الاحتفاظ بوحدانية الزعامة الدولية ، وليس أمام العرب ، على وجه التحديد ، إذا أرادوا الدفاع عن مصالحهم لا بل وجودهم ، سوى الاستقلال والنأي عن التبعية لسياسة الولايات المتحدة ، وإلا فإن قائمة الدول الفاشلة سوف تطول عما هي عليه الآن ، وسوف نرى عندئذ من سيكون عليه الدَّوْر ، والولايات المتحدة لا تميِّز في ذلك ، وانتظروا هداياها المسمومة ( والتصريحات الأمريكية تجاه أصدقائها من العرب خلال الشهرين الماضيين تدل على إنذارِِ ولا أوضح ) ، فما يهمها ليس سوى تلك البقرة المقدسة التي إسمها : مصالحها..
بكلام آخر يكاد السباق على منصب الرئاسية الأمريكية ينحصر بين من هو عنصري وبين من هو أكثر عنصرية ، وبين من هو منحاز ومن هو أكثر إنحيازاََ لإسرائيل ، ويمكن القول أن العالم مقبل على مرحلة مظلمة أشبه ما تكون بمرحلة رئاسة " دونالد ريغان "، التي نوّهنا إليها أعلاه ، لا سيما في ظل احتدام تنافسِِ جلي مع روسيا على الاحتفاظ بوحدانية الزعامة الدولية ، وليس أمام العرب ، على وجه التحديد ، إذا أرادوا الدفاع عن مصالحهم لا بل وجودهم ، سوى الاستقلال والنأي عن التبعية لسياسة الولايات المتحدة ، وإلا فإن قائمة الدول الفاشلة سوف تطول عما هي عليه الآن ، وسوف نرى عندئذ من سيكون عليه الدَّوْر ، والولايات المتحدة لا تميِّز في ذلك ، وانتظروا هداياها المسمومة ( والتصريحات الأمريكية تجاه أصدقائها من العرب خلال الشهرين الماضيين تدل على إنذارِِ ولا أوضح ) ، فما يهمها ليس سوى تلك البقرة المقدسة التي إسمها : مصالحها..