الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خبزٌ مغمس بالدماء..الشاهد الوحيد على الجريمة بقلم: إباء حسام الدين المدهون

تاريخ النشر : 2016-05-01
قنابلٌ تتساقط وحجارةٌ تتهاوي، صريرُ اسعافات تتلاحق وصرخاتُ ثكلي، كان يسمع ذلك كله قبل أن يرمق لطفليه النظرةَ الأخيرة قبل أن يخرجَ ليحضرَ رغيف الخبز لهم، سمع ذلك كله إلا أنه لم يمنعهُ شيئاً من ذلك، آثر الخروج على نفسه لينقذ طفليه من جوعٍ يداهم معدتهم.
نطق الشهادةَ الأخيرة قبل أن يخرج، بعد محاولات وصل مخبز "حلب" الصغير، نجح في الوصول وبعد صراعات حصل على أرغفة الخبز لطفليه، رجع والسعادة تغلغل في صدره ربما يستطيع أن ينقذ طفليه، إلا أنه كان هناك صاروخٌ ينتظر فرحته كي يقتلها.
هوى على الأرض ساقطاً، أصبح المكانَ حوله بياضاً ناصعاً جميلاً، تناثرت تلك الأرغفة معبقة بدمه، سقط قبل أن يُسقطَ الخبز في فم أطفاله ولم ينقذهم، وبقي هناك تلك الأرغفة المغمسة بالدماء الشاهدُ الوحيد على الجريمة.
مرت الساعة والأربعة، مر اليومُ كاملاً، مازالوا ينتظراه ليس من أجل الخبز وإنما من أجله هو، فالنظر لعيني والدهم تجلب الحياةَ أكثر من الرغيفِ نفسه، تكتفوا وجلسوا في الزقاق ودمعةً شقت ذاك الطريق وربما عرفوا أين مصير والدهم الآن.
ليست قصة من الخيال أو رواية أرويها، هي قصة من القصص اليومية الدامية لحلب ومجازر النظام السوري الطاغية الأكبر، نراها وفقط نصمت ونكمم أفواهنا معلنين حالة الصمت المطبق.
نحن لا يفصلنا عنهم إلا شبكاتُ التواصل وفي الواقع يفصلنا سماءٌ وأرض يفصلنا كواكب وكواكب، هناكَ الحياةُ تختلف تماماً عن هنا، هناك الموت يعيشُ حتى بين الأزقة، ونحن يعيشُ بيننا وفينا الخذلان منذ أن رحل المعتصم وصلاحُ الدين.
أطفالهم شاخوا قبل آوانهم، ونحن نرى كلماتهم تلك التى تكبر عن عمرهم أعماراً، حروفهم التي ترنُ في أسماعنا وما زلنا مبلدين صامتين قلوبنا نائمة كأهل الكهف وأكثر.
نشاركهم الشعارات والصور والكلمات، أتراها أنقذتهم من المجازر؟ أم خففت عنهم ألما يعتصر قلوبهم؟
وقف الكلام عن الكلام، فلا الحروف تكفي ولا الروح باتت قادرة
والسلام ألف السلام على أرواحهم الطاهرة صعدت للسماء على أجنحة الملائكة وبيقينا هنا ليعذبنا صمتنا، وتلعننا الأيامُ ألف مرةٍ على صمتنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف