الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أثر العسكرية في البشرية ..بقلم:فاطمة المزروعي

تاريخ النشر : 2016-05-01
أثر العسكرية في البشرية ..بقلم:فاطمة المزروعي
أثر العسكرية في البشرية

فاطمة المزروعي

 كثيرون هم من لا يعملون الأثر الكبير للمخترعات العسكرية في حياة البشرية بأسرها، بل أن البعض لا يعلم أن كثير من التكنولوجيا المستخدمة بين يدينا اليوم هي في الأصل جاءت من المختبرات والعقول العسكرية، وتم تطويرها لتفيد الناس في الحياة المدنية.

على سبيل المثال - قد يكون صادما - أن الشرارات الأولى لشبكة الانترنت، كانت من تجارب للاتصال من اجل الاستخدامات العسكرية، وكان مشروع بالغ السرية في ذلك الزمن، وقد يكون مفاجئا لدى البعض أن تطور الميكنة وهندسة المركبات وعلوم الطيران على مختلف أنواعها كانت من عقول عسكرية، بل حتى العلوم البحرية وتطورها كان الفضل لذلك للقوات العسكرية.

وجميعنا نعلم ما هو سبب الحماس من أجل تطوير هذه التقنيات، والتي ارتدت ايجابيا على الناس جميعا، لكن هذا الدافع والحماس للتميز في ساحات المعارك واستخدام تقنيات غير مسبوقة وغير معروفة لدى الخصم المقابل، جعل العالم يعيش سباق تكنولوجي هائل، نشاهد اليوم ثماره ونتائجه الايجابية للناس جميعا.

لم يخلوا الأمر بطبيعة الحال من أضرار، مثلما حدث في اختراع القنبلة النووية والكثير من الأسلحة المحرمة دوليا، ولكننا نعلم في الوقت نفسه أن تكنولوجيا الاستخدام النووي لها شقين عسكري وهو المحرم دوليا وفي جميع الشرائع، والثاني هي الاستخدامات المدنية كوقود لمحطات تحليه المياه المالحة وإنارة مدن بالكهرباء ومدها بالطاقة على مختلف أنواعها التي تحتاجها، والطاقة النووية أقل تكلفة، وقوتها وإنتاجها أكبر من استخدام الوقود الأحفوري التي يتم استخدامها حاليا على نطاق واسع في العالم. بل عندما نقول أقل تكلفة، فيجب التوقف عند هذه النقطة مليا لأن تكلفة الإنتاج النووي للكهرباء لا تقارن بما هي عليه من طرق اعتيادية لا من حيث القيمة ولا من حيث التغطية والقوة والانتشار، وبالمثل في مجال تحليه المياه المالحة، فإذا أردنا التوسع في بناء محطات لتحليه مياه البحر، فلا سبيل سوى باستخدام الطاقة النووية.

أعتقد أن كل مخترع، وكل مبتكر، له وجهين سلبي وايجابي، ويمكنك النظر لكل شيء حولك، من الهاتف الذكي الصغير الذي بين يديك، وصولا لأعظم المنجزات البشرية في مجال الطيران واستخدام الذكاء الصناعي، ستجد أنه يمكن أن يستخدم في الأضرار بالآخرين ويمكن أن يكون ايجابيا ومفيدا.

 

في أحيان تطوير الأسلحة هو بحد ذاته رادع للآخرين من الاعتداء عليك، خاصة في عالم متخم بالخصام وسوء الفهم.

 

لذا كانت العقول العسكرية دوما تنظر للمستقبل نظرة مغايرة لأي مدرس في أروقة الجامعة، النظرة العسكرية مشدوهة أكثر نحو تحقيق سبق وانجاز يضيف لقوتها ويحقق لها الانتصار، بينما الأستاذ المدني، يقوم بأبحاث دون ضغوط وبهدوء، وكلا الطرفين يسعيان لتحقيق شيئا جديد، وإن اختلفت الأهداف بينهما.

لكن يجب علينا أن لا نغفل عن جانب محوري هام، وهو أن الجميع يتفقون على واجب تقديم المخترعات لتكون مفيدة، خاصة إذا علمنا أن كثير من العلماء اللذين هم أستاذة في الجامعات ومدرسي للعلوم الميكانيكا والفيزياء والرياضيات وغيرها، هم أبعد ما يكونوا عن المجال العسكري، لكنهم رغم هذا قدموا ما لديهم من بحوث ومخترعات لحكوماتهم ولبرامج معروفة بأنها عسكرية.

مرة أخرى، لن تجد الأثر العسكري في الجوانب الصناعية وحسب، بل ستجدها أيضا ماثلة في مجال الطب، خاصة في مكافحة الأمراض والكشف عن أمصال علاجية، مثل الحصبى والجدري والأمراض الجلدية بصفة عامة، وأيضا في مجال الغداء وأثر الأدوية والتنفس، وغيرها من الأمراض التي تنقل تصيب الإنسان، بل أنه تم الاهتمام حتى بالنواحي النفسية وتطور تبعا لهذا الطب النفسي، حيث توجد نظريات ودراسات كان الفضل في ظهورها للحياة العسكرية، وبواسطتها عرفت جوانب كان الإنسان يجعلها عن نفسه.

والذي نصل له من هذا العرض السريع، أن الحياة العسكرية، ساهمت بطريقة أو أخرى في تقدم البشرية، سواء أحببنا تدخلها أو رفضناه، وسواء اتفقنا مع ايجابياتها أو اختلفنا، لأن العسكرية جزء من تفكير الإنسان ومن حياته، وبدأت معه منذ القدم منذ أن تعرف على حياة الزراعة والاستقرار..

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف