الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العامل الأول في حياتي !بقلم:خالد عيسى

تاريخ النشر : 2016-05-01
العامل الأول في حياتي !بقلم:خالد عيسى
العامل الأول في حياتي !

في عيد العمال يحلو لي أن أستعيد حكاية العامل الأول في حياتي ! والدي رحمه الله أول عامل فتحت عيوني على 

بزته الزرقاء التي كان يعود بها من مصنع السكر في حمص ، والدي اللاجئ الفلسطيني الذي هُجر من فلسطين الى سوريا بعد نكبة 48 ، لعل حكايته هي حكاية الكثير من العمال الفلسطينيين الذين راحوا يبحثون في ارجاء الدنيا عن لقمة عيشهم في منافي تشردهم !

كنت يومها طفلا لا تتقن سنوات عمري القليلة فكر الطبقة العاملة ، الذي شغلني فيما بعد ونحن نبحث في كتب ماركس ولينين عن فلسطين في الماركسية اللينينة ، التي تزينت بها الفصائل الفلسطينية اليسارية في السبعينيات !

ولم نكن ندري وقتها ونحن نبحث في الصراع الطبقي ، ان هناك طبقة لم تخطر على بال لينين ، هي طبقة اللاجئين التي كان والدي واحدا منها ! والدي جعل من الماركسية اللينينة حكي فاضي ، فهو "اقطاعي " في فلسطين يملك هو وعائلته نصف اراضي قريته الشجرة في قضاء طبريا ، وتاجر برجوازي يملك اكثر من متجر للقماش في الناصرة وطبريا ، كان والده يجوب أسواق بيروت ودمشق للبحث عن أجود انواع القماش والجوخ الانكليزي ويبيعها في فلسطين !

والدي الذي صار من الطبقة العاملة حين تتطابق المشروع الامبريالي مع المشروع الصهيوني ، وانتج طبقة جديدة هي طبقة اللاجئين الفلسطينيين التي تساوى بها الجميع تحت سقف خيمة واحدة في مخيمات اللاجئين !

والدي مثل معظم الفلسطينيين أتقن عمله في مصنع السكر، وصار خبيرا فنيا في الكهرباء ، التي تشغّل كل الماكينات في المصنع ، دوما الاقليات تحاول ابراز تميزها في مواجهة الاغلبية ، لدرجة كنت اشعر وهو يتحدث عن عمله انه هو وحده من يدير المصنع ! وكنت اعتقد ان غاب والدي يوما عن عمله ستشرب سوريا الشاي بلا سكر !

والدي الذي كان يتقن الانكليزية بطلاقة صار لسان الخبراء الروس في المصنع ! هو وسيلة التواصل الوحيدة بين المهندسين الاجانب والعمال السوريين ، وكانوا يطلقون عليه " الفلسطيني " ان توقفت أي آلة من آلات المصنع تأتي سيارة من المصنع ليلا لتحضر الفلسطيني من بيتنا لإصلاحها ،ويعود والدي صباحا وهو يتهكم على الخبير الروسي الذي لم يعرف اصلاح مولدات الكهرباء التي اصلحها هو بدقائق !

حكاية والدي حكاية كل العمال الفلسطينيين الذين اتقنوا عملهم في مصانع خارج بلادهم ، و تميزوا دوما في جميع الاعمال التي مارسوها ، واضافوا للبلاد التي استضافتهم خبراتهم ، وامتزج عرقهم مع عرق الأشقاء العرب في النهضة الصناعية في بلاد الشتات !

في عيد العمال .. البحث عن العامل الفلسطيني في هذا العيد له وجع خاص هو جزء من الوجع الفلسطيني العام ببلاد اقتصادها بيد عدوها ، وعمالها نصفهم تحت الاحتلال الاسرائيلي ونصفهم الاخر في بلاد الشتات ، يحاولون صناعة وطن لمصنع فلسطيني لا يكون فيه والدي رحمه الله " الفلسطيني " في مصنع السكّر السوري !
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف