الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه بقلم:مروان صباح

تاريخ النشر : 2016-04-30
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه بقلم:مروان صباح
اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه

مروان صباح / تحت تصنيفات مختلفة ، أسست جماعة الإخوان المسلمين اقتصادها الذاتي ، من خلال مؤيد ، منتسب ، منتظم ، عامل ، ووفقاً لآليات ناظمة يحددها مكتب الإرشاد ، تطورت العلاقة بين الفرد والجماعة عبر سلسلة اختبارات ، أهمها الأمانة والولاء ، طبعاً في مجال المال والاقتصاد ، وبالرغم أن الجماعة ، حقيقة سياسية واجتماعية ورياضية وروابط علمية ثقافية تعتمد على نهج شمولي ، يشمل جميع مناحي الحياة ، إلا أن ، يبقى الموضوع المالي والتمويل ، مصدر قوتها وسرها الأخف ، وقد تكون الجماعة ، في أكثر من 70 دولة ويزيد في العالم ، لم تترك صنعة أو تجارة أو زراعة أو صيد أو صحة إلا وعملت فيه ، بل ، استطاعت تكوين مصارف وبنوك ومراكز تجارية كبيرة ، بالتأكيد ، يعود فضل انتشار ونجاح واستقلال الجماعة مالياً واقتصادياً إلى الإمام البنا ، فقد حرض الرجل ، المسلم ، أين كان وبالأخص ابن الجماعة على تحرير اقتصاده من المستعمر أو الأجنبي عموماً ونبه مبكراً ، لاستقلال يتورط بالتبعية .

يقدر حجم المشاريع القائمة ، لجماعة الإخوان المسلمين في العالم ، بالمليارات وتعتبر من الشبكات ، التى ليس سهلاً تتبعها أو التعرف على ركائزها ، حتى أن الإلمام بشمولية حجمها الكلي ، عصي هو الآخر على أبناء المؤسسة نفسها ، فهناك من الأعضاء أدار مشاريع اقتصادية عملاقة ، لعمر طويل ، كعضو في الجماعة ، لكنه ، خرج إلى التقاعد بمعلومات بسيطة ، لا تشكل ذات أهمية حول الشبكة الكاملة ، وهذه السرية كانت وتظل العنصر الأهم في استمرارها وديمومتها ، وقد اعتاد أهل بيت الجماعة والأنظمة العربية ، وأيضاً ، العالم على هذه السرية ، رغم ما أحدثته حركة حماس عندما رفعة درجة السرية عن وثائق داخلية تفصح عن حجمها المالي أو موازنتها ، لم يكن أمراً مألوفاً ، بل ، هو بالغ الندرة ، وعلى هذا النحو ، تُعد المملكة العربية السعودية والخليج عموماً ، المصدر الأهم والأضخم لجماعة الإخوان ، تاريخياً ، بالطبع ، بحكم التحالف التاريخي بين الإخوان وال سعود في الجزيرة العربية ، ولاحقاً ، التفاهمات التي أبرمها الإمام البنا مع ال سعود ، ومع مرور الوقت ، تطور الدعم في سياقات متعددة وفي محطات مختلفة ، كرادع لأيديولوجيات ماركسية وماوية تبنتها أنظمة وحركات ، ومن ثم ، تعاظم الدعم أثناء حرب أفغانستان .

يبدو أن أعضاء الجماعة ، اليوم ، خانتهم تقديراتهم ولم يستفيدوا من حكمة البنا ، الشائعة ، حول قواعد العلاقة بين ال سعود والإخوان ، لهذا ، جاء رفع الغطاء السعودي عن الإخوان ، الأم ، في مصر ، بعد ما أظهرت الأخيرة نوايا صريحة بالتمرد ، وهذا ، صحيح عندما مالت إلى الجانب الإيراني ، أحياناً ، وغمغمت في موقفها اتجاه النظام الأسدي ، طوراً ، إلا أن الصحيح الموازي يفيد أيضاً ، أن الدول العربية الآخرى ، تبنت ذات النهج والعقاب ، بل ، وصلت المحاسبة إلى اجتثاث الجماعة من مناحي الحياة العربية ، ومحاصرة اقتصادها المعلن وملاحقة ما هو مجهول ومستتر ، والحال أن أخطر خدعة ، قد يكون ارتكبها النظام العربي في حق ذاته ، عندما قرر اجتثاث جماعة الإخوان من السوق التجاري العربي ، دون أن يضع بدائل تحمي السوق من اختراقات خارجية ، وهذا يحتاج إلى من يمتلك بصيرة نافذة ، لأن ،عدم ادراك الإحلال ومواجهته ببدائل وطنية حقيقية ، ليست اسمية فقط ، سينقل المنطقة من خيبة إلى خيبات ، فمنذ عام 2004 م شهد الاقتصاد العربي نقلات نوعية على صعيد السياحة والمُجمعات التجارية ، الكبرى ، التى ينطوي تحت عناوينها امتيازات أجنبية خارقة الحدود ، حيث ، شكل هذا النوع من التجارة ، شراكة أجنبية وطنية ، استحوذت على نصف السوق ، بل ، تفوقت على التجارة الوطنية القائمة ، التقليدية ، لكنه ، حاكى فئة محدودة فقط من المجتمعات العربية ، وأضاف إرباكاً هائلاً للقائمين على سياسات الاقتصاد الوطني ، مما جعلهم مكتوفين الأيدي بسبب تواضع خبرتهم وشح إمكانياتهم وفضحَ حجم الجهل الأعمى الذي يتمتعون به ، بل ، انتقل الأجنبي إلى الاستثمار في مربعات أخرى ، بسبب فساد المؤسسات الوطنية وكثرة تذمر وشكوى المواطن ، حيث ، تمكن من مؤسسات تُعد في عرف البشري ، ملك شعبي ، مثل الكهرباء والمياه والنقل والهاتف والنت ، تحولت جميعها مملوكة إلى شركات عابرة الحدود ، يغيب تماماً عن الجمهور ، حقيقة أصول مالكها الفعلي ، وفي جانب ثانِ ، بالطبع ، مع قرار اجتثاث الإخوان ، باتت الساحة للمستثمر الأجنبي ، أريح وأكبر ، لا يوجد فعلياً منافس ، بل هناك ، كومبارسات رجال أو حتى نساء أعمال ، يمارسون دور البزنس الكوني بطريقة شاهد ما شفش سوى حفنة دولارات ، طبعاً ، دورهما منزوع من المعرفة والفهم للدور الذي أوكل لهما ، وبالتالي ،أدى ذلك إلى تضخم في موازنة الحكومات وعجز مالي غير مسبوق أمام أنفاق لا يرقى إلى الدخل ، بالإضافة ، أنه أحدث الاستثمار الأجنبي زيادة في البطالة وتوسعت بشكل كارثي ، وكانت واحدة من أهم النقاط التى سارعت في انفجار الربيع الشعبي .

فلسفة التعتيم وفقه خلط الأوراق ليس لها سوى هدف واحد ، التضليل ، فإذا كانت المملكة العربية السعودية ، وحدها فقط ، تستثمر في الولايات المتحدة الأمريكية بما يقدر التريليون ، يعني ألف مليار دولار ، دون أن يترك ذلك أي انعكاس ثقافي / إيجابي على المجتمع الأمريكي ، فكيف يعقل لبعض الاستثمارات الأجنبية ، المتواضعة ، أن تقلب المجتمعات العربية رأساً على عقب ، وتؤثر فيها اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وحتى في القضايا المركزية وأيضاً بالمعتقدات الثابتة ، كل هذا التأثير حتى بات العربي عارياً ، تماماً ، رغم أن الاستثمارات لا تتجاوز سوى عشرات الملايين ، إذاً ، من الطبيعي ، أن يأخذ النظام إجراءات ، أحياناً ، توصف تأديبية وآخرى اجتثاثية ، لكن ، من الطبيعي أيضاً ، أن يعلم صاحب القرار ، قبل البدء في تنفيذ قراره ، من هي الجهة التى ستحل مكان المجتث .
والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف