الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خبزٌ مغمس بالدماء..الشاهد الوحيد على الجريمة بقلم: إباء حسام الدين المدهون

تاريخ النشر : 2016-04-30
قنابلٌ تتساقط وحجارةٌ تتهاوي، صريرُ اسعافات تتلاحق وصرخاتُ ثكلي، كان يسمع ذلك كله قبل أن يرمق لطفليه النظرةَ الأخيرة قبل أن يخرجَ ليحضرَ رغيف الخبز لهم، سمع ذلك كله إلا أنه لم يمنعهُ شيئاً من ذلك، آثر الخروج على نفسه لينقذ طفليه من جوعٍ يداهم معدتهم.
نطق الشهادةَ الأخيرة قبل أن يخرج، بعد محاولات وصل مخبز "حلب" الصغير، نجح في الوصول وبعد صراعات حصل على أرغفة الخبز لطفليه، رجع والسعادة تغلغل في صدره ربما يستطيع أن ينقذ طفليه، إلا أنه كان هناك صاروخٌ ينتظر فرحته كي يقتلها.
هوى على الأرض ساقطاً، أصبح المكانَ حوله بياضاً ناصعاً جميلاً، تناثرت تلك الأرغفة معبقة بدمه، سقط قبل أن يُسقطَ الخبز في فم أطفاله ولم ينقذهم، وبقي هناك تلك الأرغفة المغمسة بالدماء الشاهدُ الوحيد على الجريمة.
مرت الساعة والأربعة، مر اليومُ كاملاً، مازالوا ينتظراه ليس من أجل الخبز وإنما من أجله هو، فالنظر لعيني والدهم تجلب الحياةَ أكثر من الرغيفِ نفسه، تكتفوا وجلسوا في الزقاق ودمعةً شقت ذاك الطريق وربما عرفوا أين مصير والدهم الآن.
ليست قصة من الخيال أو رواية أرويها، هي قصة من القصص اليومية الدامية لحلب ومجازر النظام السوري الطاغية الأكبر، نراها وفقط نصمت ونكمم أفواهنا معلنين حالة الصمت المطبق.
نحن لا يفصلنا عنهم إلا شبكاتُ التواصل وفي الواقع يفصلنا سماءٌ وأرض يفصلنا كواكب وكواكب، هناكَ الحياةُ تختلف تماماً عن هنا، هناك الموت يعيشُ حتى بين الأزقة، ونحن يعيشُ بيننا وفينا الخذلان منذ أن رحل المعتصم وصلاحُ الدين.
أطفالهم شاخوا قبل آوانهم، ونحن نرى كلماتهم تلك التى تكبر عن عمرهم أعماراً، حروفهم التي ترنُ في أسماعنا وما زلنا مبلدين صامتين قلوبنا نائمة كأهل الكهف وأكثر.
نشاركهم الشعارات والصور والكلمات، أتراها أنقذتهم من المجازر؟ أم خففت عنهم ألما يعتصر قلوبهم؟
وقف الكلام عن الكلام، فلا الحروف تكفي ولا الروح باتت قادرة
والسلام ألف السلام على أرواحهم الطاهرة صعدت للسماء على أجنحة الملائكة وبيقينا هنا ليعذبنا صمتنا، وتلعننا الأيامُ ألف مرةٍ على صمتنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف