الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

همسات فكر(73) بقلم:عزيز الخزرجي

تاريخ النشر : 2016-04-30
همسات فكر(73) بقلم:عزيز الخزرجي
هَمَساتُ فكر(73)
[أعينوني بورعٍ و إجتهادٍ و حكمةٍ و سداد]؛

(عبارةٌ) حكيمةٌ سمعتها مراراً من أستاذي آلفيلسوف ألفقيه ألصّدر ألأوّل (مُحمّد باقر ألصّدر)(قدس) أثناء زياراتي لهُ في سبعينيّات القرن الماضي؛ حيث كان يعلنها بعد طرحه لجملة من آلموضوعات و آلقضايا ألمختلفة ألّتي تخصّ الوجود و واقع الأنسان و آلواجب المطلوب تجاهها - هادفاً من ورائها تثوير و تحريك آلعقول بآلوعيّ و آلفكر و الفلسفة و آلتأريخ و الأخلاق ألتي هي عماد آلنّهضة الأنسانيّة – بل الآدمية ألتي أشار لها القرآن الكريم من أجل إستقامتها في هذا العصر الحيواني الفريد التي سمّاها القرآن الكريم بـ (البشرية)!

و يا لها من حالة (بشرية) مقززة!!؟؟

لقد كان سلام الله عليه حين يتساءَل .. وهو يلتفت للحاضرين مُحدّقاً في كلّ الوجوه .. عسى أن يكون هناك وجهُ يُبشر بآلخير ليعينه بورعٍ و إجتهاد, و لكن من دون ردٍّ أو تعليق حكيم!

لذلك حين شخَّصَ مشكلة العراقيين و الأمّة العربية و آلعالم بحالة (التيه و النفاق و البهرجة بآلشعارات "التقدمية" و "الوطنية" و "آلدّيمقراطية" و "الأشتراكية" كان دقيقاً و صادقاً بذلك, موعزاً السبب إلى ضمور آلوعي الحقيقيّ و موت آلقلوب و إضمحلال آلفكر و تسطّح ألعقيدة و آلأخلاق و غياب العرفان من أوساط الناس!

و للأسف لا يزال الجّميع حتى يومنا هذا غاطساً بنومٍ عميقٍ بسبب الأوهام و آلسّحر و تقديس الغباء بعد ما أبهرتهم حبّ تلك الشعارات (ألسياسية) التي تدعو في نهاية المطاف لحبّ الشّهوات و السّلطة و المال كهدف أعلى للحياة البشريّة بعد تجردها من الحالة الأنسانية فآلآدمية التي لا يعرف الناس حتى الفرق بين معانيها!

و آلسّبب في فساد العقيدة و الأخلاق المعاصرة التي خلّفت (الجحافل السياسية الحاكمة) هو إنتشار ألتّقليد ألأعمى و آلدّين الشكليّ الذي سهّل بدوره تسلط السياسيين و الحكومات الظالمة ..

و لعليّ الوحيد من بين جُلاّسهِ(قدس) وقتها, لم أكن قادراً حتّى عن آلنّظر لوجهه الكريم أو التعمق في عينيه ألمثقلين, لبكائي عليه و حتى نحيبي على طول اللقاء الذي كان يمتد أحياناً لساعاتٍ, بسبب هيامي بعشقهِ, و كأنّ هاتفاً من آلغيب كان يُلوّحُ لي بشهادته ألأكيدة وسط شعب مشاغب منافق و حكومات ظالمة كإمتداد لتأريخ أمتنا الخبيثة و لحضارتنا اللاإنسانية التي يتبجح بها الشعراء و الأدباء و الفنانين بسبب جهلهم المركب بحقائق و وقائع التأريخ!

كما إستغربت كثيراً و بحسرةٍ .. حين إطلعتُ و شهدتُ فلاسفة الغرب و الشّرق ألكبار من أمثال (روجيه غارودي) و (علي شريعتي) و آلفيلسوف (سروش) و أكاديميون من مصر يتمنون مجرّد لقائه .. و الجلوس معه ساعةً للنهل من فكره و فلسفته و أفكاره العملاقة الفريدة التي حطّمت هيبة المراجع التقليدين و عرش الشيوعين و البعثيين و الرّأسماليين على حدٍّ سواء بعد ما طغوا في الأرض و إتهموا الأسلام العزيز بآلجهل و التخلف بسبب مراجع الحيض و النفاس .. لقد تأزمت حالتي النفسية و حتى الجسمية حيث أصبت بقرحة مزمنة في المعدة و أنا أرى و أتحسس تلك الفوارق .. بينما المقربين منه – أي من الصدر المظلوم - كالدّعاة و الحوزويين كانوا يستغلونهُ و يُؤذونه و يتّهمونه و ربّما وشي بعضهم به للأعداء و البعثيين!

أ لم يكن الأجدر بآلعراقيين و بعد مضي أقل من قرن على هذه المأساة .. الأستفادة من تلك الأفكار السّماوية التي ما زالت مطويّة في صفحات الكتب و البحوث في المكتبات العراقية, تلك النظريات العظيمة التي أرّقت مضاجع و عروش المستكبرين في لندن و واشنطن و إستفاد منها الفلاسفة و المفكرين, بل إن قوم سلمان الفارسي الذين أيديهم الله بنصره قد بنوا بسببها صرحهم الحضاري الكبير و هم يتحدون بها حضارات الشرق و الغرب المزعومة!؟

و لا أدري و الله .. هل حقيقةً ما زال نهجه سلام الله عليه مجهولاً حتى هذه اللحظة للمدّعين لفكره!؟
أم إنهم يتجاهلون ذلك لأجل المال و المنصب و الرّواتب و السرقات و آلقصور و كما شهدناهم عملياً!؟

 لذلك و للأسف الشديد .. بقي هذا الفيلسوف الفقيه و المرجع الحقيقيّ ألأعلى مظلوماً و مجهولاً كجدّه الأمام الحسين(ع) الذي يلطم عليه المسلمون في العراق و الخليج و غيرهما في موسم عاشوراء فقط .. لكنهم لا يطبقون منهجه في العائلة و المجتمع و السياسة و الجيش و التعليم و الأقتصاد و غيرها بسبب سيطرة الشهوات و إنتشار الجّهل و إمتداده بين الحوزويين التقليدين قبل البعثيين المجرمين و السياسيون الممسوخين, و الأعلاميون الببغائين الذين لا يتقنون سوى النّهب و الفساد و السّرقة و الكذب و النفاق و تحوير الحقائق و تبرير الفساد و التحالفات المشبوهة و تركيز المحاصصة على حساب حقوق الشعب بدعوى الألتزام بالقانون و آلحفاظ على العملية السياسية التي إعتبرت بآلأجمال إمتداداً للحضارة البابلية - الأكدية - السّومرية – الدّوانيقية – العثمانيّة - الصّدامية  ألظالمة التي جميعها ما خلّفت لنا .. سوى لوحات دمويّة بائسة محزنة للغاية يشمئز منها حتى الحيوان الوحشي بسبب شدة و قساوة الظلم و التيه و استعباد الأنسان و أكل حقوق الفقراء حتى هذه اللحظة ..

و اليوم و بعد مضي ما يقرب من نصف قرن على شهادة هذا الفيلسوف العظيم تقريباً بآلأضافة إلى نصف قرن عاشه في أوساطنا .. كان من الأولى بالعراقيين قبل غيرهم أن يعرفوا قدر هذا الفيلسوف الحكيم من قبل أن يعرفه اليهود و النصارى و الملل الأخرى ألذين درسوا نظرياته و إستفادوا منها في جامعاتهم و برامجهم و أنظمتهم كنظام الجمهورية الأسلامية في إيران!

و لذلك و بسبب هذه المحنة الفكرية ألكبيرة التي ما بعدها محنة والتي يمر بها العراقيون بسبب فساد الحاكمين؛

أُكرّر نفس تلك المقولة الحكيمة التي سمعتها من الفيلسوف الفيه الصدر الأول قبل أكثر من نصف قرن .. لعلّ هناك من يسمع و يعي بعض الذي قلنا و طرحنا ثمّ سألنا؛

[أعينوني بورعٍ و أجتهادٍ و حكمةٍ و سدادٍ يرحمكم الله]!
فأسئلتي هي عين أسئلة الصّدر الأوّل المظلوم التي أربكتْ العقول التقليديّة و عرّتْ آلدّعوات السّياسية آلاسلاميّة قبل الدّعوة البعثيّة و الشيوعيّة و الرأسماليّة ..
و لا حول و لا قوة إلّا بآلله العليّ العظيم.
عزيز الخزرجي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف