الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسس تدبُّر القرآن الكريم وتفسير آياته (1) بقلم عبد المجيد النجار

تاريخ النشر : 2016-04-29
أسس تدبُّر القرآن الكريم وتفسير آياته (1)
بقلم/ عبد المجيد النجار
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
الحمد لله والصلاة والسلام على سينا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
فقد لفت انتباهي منذ أيام مقطعا مصوَّرًا على موقع اليوتيوب تحت عنوان (فرعون لم يَمُتْ غرقًا وليس من أهل النار!!) يتحدث في هذا المقطع شاب حدث السن يُحاول أن يتدبر آيات القرآن الكريم من خلال قصة فرعون، وتم نشر هذا المقطع بالموقع المذكور في 2/4/2016م، وبعده مقطع آخر تحت عنوان (الرد على كل أسئلتكم الخاصة بحلقة فرعون!) وتم نشره في 5/4/2016م، وذلك في حساب مكتوب بالحروف الإنكليزية اسمه "أمين صبري" .
أما التعليق والرد والتفنيد لما ورد في موضوع المقطعين فسيكون في مقالٍ قادمٍ إن شاء الله تعالى، ولكن دعونا الآن نمهد لذلك في هذا المقال بالحديث عن أسس تدبر القرآن الكريم وتفسير آياته .
نُسلِّم جميعًا بأن الله تعالى أمر في القرآن الكريم بتدبره والاستفادة مما فيه من آيات إيمانية وكونية وعِبَرٍ قصصية وأحكام تشريعية وإشارات نورانية، إلى غير ذلك مما يمتلئ به هذا الكتاب المبين من نورانيات تُطمئِن القلبَ وتَشرح الصدر وتُريح النفس وتُنظِّم العلاقات بين أفراد المجتمع؛ قال الله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) [محمد: 24]، فهذا حث لتدبر القرآن وفهم معانيه .
ومحاولة كل فرد مسلم لفهم معاني القرآن الكريم وتدبر آياته أمرٌ حَسَن؛ غير أن هذا التدبر لا بد له من أدوات وآليات تُمكِّن المسلم من فهم القرآن من غير أن يصطدم مع الثوابت التي لا تقبل التأويل أو الاجتهاد الشخصي، ومن غير أن يُفرِّغ الآية من مضمونها ومدلولها اللغوي المتعارف عليه والمسلّم به، ومن غير أن يلوي عنقها لتساير هواه وتُرضِي غرورَه بأنه مفكر استطاع أن يأتي بما لم يستطعْه الأوائل، فإن من فعل ذلك لا يُسمى مفكرا ولا متدبرا، وإنما يكون متخبطا وسائرا في طريقه على غير هدى، لأنه لم يأخذ بالأدوات التى لا بد من توفرها عند قيامه بهذا العمل؛ فإن من أراد أن يسير في درب ليس له به علم سابق أو خبرة فمن الحكمة أن يستعين بدليل يَدُلُّه على بُنَيّات الطريق، ومن أراد أن يسير في مكان شائك فعليه أن يستعين بكشّاف يكشف له مواضع قدمه وهو مع ذلك يتحسس ويتدبر ويفكر أين يضع قدمه قبل أن ينقلها من الموضع التي هي فيه .
والقرآن الكريم مع أمره لنا بأن نتدبره فقد نهانا في نفس الوقت عن أن نتحدث فيما لا علم لنا به؛ فقال سبحانه (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [الإسراء: 36]، من أجل هذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يتهيب الحديث عن تفسير القرآن الكريم خوفا من الزلل، مع أنه عربي فصيح نزل القرآن الكريم بلغته ومن السهل عليه أن يعرف معنى اللفظ الذي قد يشكل عليه أو يكون غريبا عن لغة قومه، ولكنه مع ذلك كان يؤمن بما ورد في كتاب الله جملة فيما لا يعلم وتفصيلا فيما يعلم، فليست العبرة بمخالفة السابقين وتجهيلهم وتسفيههم وتضليلهم؛ ولكن العبرة بالاستفادة من جهدهم والاستضاءة بنتاجهم والعمل على تطويره بما يتفق ومعطيات العصر، فلو أن طبيبًا أراد أن يخالف قواعد التشريح أو الجراحة التي وضعها سابقوه مخالفةً تامة لا تتفق مع أي قاعدة من قواعد هذه المهنة؛ هل يُعَدُّ ذلك الطبيبُ مُفكرًا أو ماهرًا أو مخترعًا؟ أم أنه يعد مجنونا؟؟! .
إذن ففهم القرآن الكريم فهمًا تفصيليًّا يحتاج إلى علوم أخرى تكميلية حتى لا يخرج المتكلم في كتاب الله تعالى عن المنهج العلمي إلى منهج خرافي، فالإنسان الذي يعتمد على عقله المجرد الخالي من أدوات الفهم ولم يستضئ بنور الشق الثاني للوحي ـ وهو علم الحديث الشريف ـ؛ فشأنه في ذلك شأن فلاسفة اليونان القدماء الذين بذلوا جهدهم في التفكير حتى توصلوا إلى حتمية وجوب وجود خالقٍ للكون؛ ولكن لمّا لم يكن معهم من الوحي الشريف ما يدلهم على هذا الخالق وينير لهم طريق السلوك إليه تخبطوا فيما وراء ذلك، فضلوا وأضلوا؛ فإذا لم يملك المسلم أدوات التدبر التفصيلي للقرآن الكريم يكفيه جدًّا أن يتدبره تدبُّرًا إجماليًّا؛ والتدبُّر الإجمالي يعني التسليم بأن هذا القرآن جاءنا من عند الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام ليعلمنا أحكام ديننا، ويرشدنا إلى نُظُم التعامل فيما بيننا، ويُبيِّن لنا مصير أهل الإيمان من النعيم المقيم، ومصير أهل الطغيان من العذاب الأليم .
والسؤال الآن: ما هي آليات وأدوات تدبر كتاب الله تعالى وفهم معانيها وتفسير مبانيها؟
سنجيب عن هذا السؤال في المقال القادم إن شاء الله تعالى؛ فتابعونا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف