الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الملكة رانيا (رسولة السلام من الأردن للعالم ) بقلم:مؤمن عبد الرزاق أبو جامع

تاريخ النشر : 2016-04-29
الملكة رانيا رسولة سلام للأردن والعالم.
مؤمن عبد الرزاق أبو جامع – فلسطين – خاص بـ ” وكالة أخبار المرأة “
لربما أكثر ما يدفعني للتأمّل هو أن تقطع الملكة رانيا العبدالله المسافة من عمّان إلى جزر اليونان, من أجل مناصرة اللاجئين هناك, والاستماع إليهم, والاطلاع على أحوالهم, ثم التحدّث بنبرةٍ جريئة للعالم نيابةً عن قساوة أيامهم, في تعبيرٍ عميق الأثر, يُبدي الفائض الإنساني الذي تتمتّع به في شخصيتها, هذا الفائض الذي يرفض جدار العزل في فلسطين, وهو من يدعو العالمَ لتقاسم حل أزمة اللاجئين, وهو من يعمل على تعزيز واقع الديمقراطية وحقوق الإنسان للشعوب.
وإنّ جزءاً من الناس عاشوا لأجل غيرهم, وسخّروا ما لديهم من إرادة وقوة للأرض والإنسان, ذلك هو المنطق الأكثر تحقيقاً للسلام العالمي, وهذا ما قرّرته الملكة رانيا “إنجلينا العرب”, وغيرها ممَّن وهبوا ذواتهم للعطاء ولتكريم الإنسان, وهذا بحق يُعدّ أمراً ينتمي إلى عصرٍ متقدّم لم يصل إليه إلا القليل, وإلى فضيلةٍ سمعنا عنها في كتب الأدباء والتنويريّين.
ولاشك أنّ في هذا التوقيت, قد زاد الاضطراب وغاب الاستقرار إلى حدِ كبير في منطقة الشرق الأوسط وأنحاء واسعة من الوطن العربي, نتيجة اتساع رقعة التطرّف الذي يبثّها رموز الجماعات الإرهابية القائمة على استغلال الشباب في أعمال العنف بكل أشكاله, والتي تهدف للسيطرة على المقدّرات, والنيل من نواتج المعرفة التي أبانت جهلهم وتخلّفهم, بالإضافة إلى معاداتهم للديمقراطية والسلام اللَّذينِ يجلبان الخسارة لمعتقداتهم البالية والقائمة على الحرب والصراع, فلذلك كنا بحاجة لقيادات لديها الرؤية الواضحة والهادفة لحماية المجتمعات من خطر التطرّف, عبرالدعوة لدعم مؤسسات المجتمع المدني التي تنشر مفاهيم السلام وحقوق الإنسان والتعليم.
لقد دعت مؤخّراً الملكة العظيمة, لاستيعاب حجم المأساة الخاصة باللاجئين, عبر التحدّث وجهاً لوجه معهم, لذلك قامت بمبادرات عديدة وآخرها زيارة جزيرة ليسبوس اليونانية, لتجلس مع النساء والشيوخ والأطفال, بتواضعٍ جم, لتوصِل رسالة مفعمة بالأمان, مع وعدٍ صادق بأن هناك من سيقف إلى جانبهم, ومستعد لأن يُكافح من أجل استقرارهم وكرامتهم. بذلك تضرب الملكة أعلى المُثل الإنسانية في مخاطبة القهر والفقر والظلم, بكل تحدٍ وعملْ, لتحسين جودة الحياة.
لقد كتبت الملكة رانيا, مقالاً بعنوان “غزة صناعة ديستوبيا عصرنا الحالي” إشارةً لمجتمع خيالي يعيش فيه الناس في خوفٍ وتعاسة, وبدون عدالةٍ وحرية, قاصدةً مجتمع غزة, الذي يئنّ من القهر, إلى أن أصبح يفكّر الكثير من أهله في جودة الموت بدلاً من جودة الحياة. اختتمت الملكة في مقالها هذا بعبارة تُكتب بماء الذهب وهي: “في إنقاذنا لهم, إنقاذ لإنسانيتنا”, وهي بذلك تستدعي الحد الأدنى من الإنسانية, وتجعله على صلة عميقة بإنقاذ الغزيين, كأي شعبٍ من حقه أن يحظى بفرصةٍ لعيش حياة طبيعية بكرامة وأمان.
كثيرةٌ هي مبادرات الملكة التي تخدم المسيرة الإنسانية, منصّة إدراك إحدى هذه المبادرات, وهي منصّة تعليمية عربية, تُعد الإرث الإنساني الأكبر للملكة, حيث قامت من خلالها بفتح نافذة إلكترونية للتعليم المفتوح, مجاناً, للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر, والتي أسّستها في 2014, وتحوي ما يزيد عن أربعة عشر تخصصاً؛ لتعزيز مشاركة المعرفة, وإثراء التعليم عربياً. وتقول الملكة رانيا بعميق الإدراك: “أطلقنا إدراك لكي ندرك ما فاتنا، وندرك المستقبل الذي يليق بنا وبتاريخنا, وبرسالة بُعثت إلينا بدأت بإقرأ”.
والملكة رانيا نموذج يُحتذى به في وقتٍ تشح فيه البطولات, ويغيب عنه التضامن, وهذا ما أكتشِفُه في لحظة تأمّلٍ لواقعنا المحشو بالتخاذل والجفاء الإنساني, وفي ظل حالة البُعد والتهميش بين أثرياء المجتمع وبُسطائه, التي كوّنت فيما بعد مشاعر الحسد والحقد والعنف عند بعض أفراده. لكن جربوا أن تعيشوا لغيركم لتشعروا بمتعة لم تعرفونها من قبل, ذلك هو باختصار نهج الملكة رانيا.
وتظلّ ابتسامة الملكة للأطفال اللاجئين دليلاً على وعدها بالوقوف إلى جانبهم, ويُمكنهم أن يعودوا لهذا الدليل متى ما شعروا بجفاء العالم وخذلانه, وتبقى أم الحسين, رسولة سلام للأردن والعالم, تعمل من أجل أن يعُم الخير والأمل في نفوس الناس, ولا نُبالغ حين نقول أنها هي من زرعت أكثر, #حب_الأردن في قلوب العرب والعالم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف