الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا خايف بقلم:هادي جلو مرعي

تاريخ النشر : 2016-04-28
أنا خايف بقلم:هادي جلو مرعي
أنا خايف

هادي جلو مرعي

نعم  وقد تأكد لي بعد دراسة معمقة إن المجتمع العراقي يعاني من إختلال نفسي ووجداني وعقلي والدليل إن الجرائم التي ترتكب فيه تستهدف في الغالب الأطفال وتعتمد نوعا من العصبية القبلية والدينية والحقد والضغينة، فمامعنى أن يتم قتل عديد الأشخاص من قبل مجرمين بالساطور وبالطبر وبالسكين والحراب، أو أن تقلع عيون الأطفال وتحرق أجسادهم وترمى بعضها في المزابل وتختطف ويمثل بها وهذه الجرائم في تزايد مستمر دون أن يمارس القانون فعله ليردع المجرمين والقتلة الذين تكون أسبابهم للقتل تافهة للغاية، فالجشع للمال والعداوات والبغضاء يدفع ثمنها الأطفال في مجتمع لم يعد فيه للقيم دور بل هي مجرد عبارات تكتب أو تنطق لاأكثر.

الشعب العراقي ضحية الدكتاتورية والقمع الأهوج والحروب القذرة والتعصب والحصارات والهمجية والبداوة القديمة والنفاق المستشري. وكلها صارت تؤثر في نفوس الناس العاديين.. أحد ضباط الشرطة يضع في مسدسه إطلاقات نارية غير حقيقية، وعندما سؤل عن السبب قال، أنا عراقي لاأضمن نفسي في حال الغضب أن أقتل نفسي أو أقتل شخصا يجادلني في مسألة ما فأكون قاتلا دون شعور مني بحجم الكارثة التي قد أسببها لنفسي وللآخرين.

الوضع الراهن هو إمتداد لسنوات طويلة من الظلم والتجبر والحرمان والأوضاع الإقتصادية المتردية وفقدان الحرية وغياب أفق الحل لمشاكل عميقة في المجتمع الذي يعيش تناقضات غريبة، فهو متدين غاية ، ومنافق غاية النفاق، وسريع الغضب، ويفتعل الصدام على مستوى العشيرة والدين والمذهب والسياسة، ويقدم على أفعال غير مأمونة العواقب، وتقود الى الفوضى والإحتراب.

لم تمارس أي حكومة عراقية منذ العهد الملكي وحتى اليوم دورا حقيقيا في صناعة إنسان مثالي، بل مارست كل أساليب الترهيب والقمع ونشر مظاهر الفتنة والتخريب وتعطيل الحياة السياسية والإقتصادية وحرمان الناس من حقوقهم، ولم يكن بمقدور المواطن العراقي أن يشعر بحقيقة وجوده وكرامته الممتهنة على الدوام، وإلا فما قيمة وجود إنسان تدخله حكومته في حرب أمدها ثماني سنين عجاف قتل فيها الملايين وشرد مثلهم وهجر وأعيق وترمل ويتم ونزح وهرب وأعدم وسجن وجاع؟ ثم ماقيمته وهو مجبر على تحمل تبعات حماقات الحكام ليعيش حصارا دام لثلاثة عشر عاما مات خلالها مئات آلاف الأطفال جوعا ومرضا؟

واليوم وبعد ثلاثة عشر عاما من التغيير تستنزف طاقة هذا العراقي في المنافسة السياسية غير المتكافئة وتضيع حقوقه ويغيب عن المشاركة الفاعلة في صناعة القرار ويبتلى بالإرهاب والفساد والحرمان المتجدد فيتحول الى كائن مهمل وقد يتوحش ولايعود يهتم للقيم والأدب والفضيلة فيكون مجرد جسد بلاروح ولاضمير ولاعقل، بل هو آلة قتل صماء سرعان ماتلطخها الدماء، دماء الضحايا.

نقابة الصحفيين العراقيين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف