الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة أدبية في المجموعة القصصية " أوْهامُ أُوغسْت اللطيفة "بقلم انتصار عطية

تاريخ النشر : 2016-04-28
قراءة أدبية في المجموعة القصصية " أوْهامُ أُوغسْت اللطيفة " للأديب و القاص ( مشهور البطران ) بقلم ،،انتصار عطية،،

1.    أَوهام: ( اسم )

أَوهام : جمع وَهم

2.    وَهم: ( اسم )

الجمع : أَوهامٌ ، و وُهُمٌ ، و وُهُومٌ المؤنث : واهمةٌ 
الوَهْمُ : ما يقع في الذِّهن من الخاطر 
الوَهْمُ : الطَّريقُ الواسع 
لا وَهْمَ من ذلك : لا بُدَّ منه 
مصدر وهَمَ / وهَمَ إلى / وهَمَ في 
لا وَهْمَ من كذا : لابُدَّ منه 
( علوم النفس ) شكّ ، وسواس ، اعتقاد خاطئ يؤمن به المرء بقوّة بالرَّغم من عدم وجود أدلَّة عليه ، ويدلّ على مرض عقليّ ....

* أوغست : شهر آب يعتبرُ آخر شهور  الصيف الحارة  حيث يليه الخريف محملًا بغباره ...
* اللطيفة : و الجمع لطائف و لطيفات
لطيفة الخصر : ضامرة البطن
لطيفة : نكتة تؤثّر في النفس فينشرح لها الصدر .

اللطيفة من الكلام : الرقيقة .

نقفُ هنا مليًا عند العنوان ؛ هل الوهم و اللطف يجتمعان على مائدة واحدة ؟! و في أي الأوقات و الفصول تراه ذاك الاجتماع و تلك الألفة ؟!!
هل أرادَ أن يوصلَ لنا وسواس الرجال في فترة ما بعد الشباب و سن النشاط ؟!!
 ولا سيما أنّ هذا العنوان هو عنوان أحد القصص في هذه المجموعة  ، من باب إطلاق اسم الجزء على الكل ...
أم هي أوهامُ الرجال في خريف العمر؟؟!! فوجود شعرة على الجبين الناعس لبطل القصة أدخلته في متاهات أوهامه و أحلامه بأنثى يتصورها بكل الأعمار ليقبل هذه و يرفض الأخرى كلّ بمواصفاتها الندية البهية ...

يبدأُ الكاتبُ مجموعته القصصية بقصة ( الرجل ذو العين الواحدة ) ، التي إخالها قد لخصت الفكرة العامة التي تتمحور حولها المجموعة بكاملها ، فلا يمكن للوحشية و الجبروت السيطرة إلا إذا أردنا لها ذلك باستسلامنا و ضعفنا ، فضعفنا هو صناعة أوهامنا و تخلفنا و تمسكنا بحياة أيِّ حياة حتى آخر رمق ، و هذا ما أدركه الراوي و البطل ذاته فالموت بكرامة و شرف بالمحاولة تلوَ الأخرى لهزم الطغيان و لو بأبسط الأسلحة ، فبالتخطيط و التجهيز و التركيز و انتظار الفرصة السانحة للهجوم لا للدفاع سنبلغ الهدف مهما كان عظيمًا على ذواتنا المنهكة ، فلا بدّ من نقطة ضعف للعدو مهما علت سطوته و صدحت جبروته ، وهذه استراتيجية حربية تدرس في حال ضياع القوة بلا ملاذ آمن للجنود استخدام خطة الهجوم لا الدفاع ، فقع عين الوحش و الواقع المزري هي نقطة ضعفه و هوانه ....

هذه المجموعة بكل شخوصها و رمزيتها لا تخرج عن بوتقة واحدة ألا و هي " الاحتلال الصهيوني والواقع العربي  " و تبعيات مجيئه و غطرسته و ما خلفه من أمراض سرت و استشرت داخل هذا الشعب . فالدمل الذي كاد يفقأُ صاحبه ما هو إلا الاحتلال البغيض الذي ظهر كورم في العالم كله و شوه وجه العالم العربي بعامة و الفلسطيني بخاصة ، أما الطبيب المداوي هو التخاذل العربي الذي تراجع و استنكف عن نصرة فلسطين حتى يمتد الورم لكامل الوطن العربي بالاستخفاف فيه و الدعوة إلى التطبيع و التعايش مع هذا الورم البغيض ..
لكن الرجل المريض رفض مصالحته معلقًا كلً آماله على التحرير بالاستعداد و التخطيط و الحيطة و الحذر.
والعار هو الغفلة التي كان بها الشعب عندما أخذت بريطانيا بتسهيل و تمليك اليهود للأراضي و العقارات الفلسطينية في مدلهم الليل و غفلته حتى بزغ فجر النهار على شعب بلا أرض و لا مأوى ..

كما صورت لنا قصة " مسوخ في الطريق إلى البيت " مشهدًا مريعًا يتعرض له الفلسطيني من تعسف و تعذيب و تدمير و الحرب النفسية التي يشنها الغازي على أبناء هذا الوطن ، فالوصول للهدف و أيِّ هدف المهم أنهم أتقن حربته في قلب إنسان يمشي على قارعة الطريق ، فالكلاب المسعورة و الطائرة الزنانة (الطنانة) من أوسخ الوسائل للهجوم على شعب أعزل ، فثمة فريسة في الدهليز التقطها أيها الكلب المسعور و استأصل منها قلبها النابض بالحياة ...!!

" الطوفان الثاني " ؛ تصويرٌ متقنٌ للدمار الذي تخلفه الحروب و الإبادة البشرية ليبقى القليل فيروي الحكاية ، و يصنع من عظام الموتى التاريخ ...

" يدي اليسرى " ؛ هي رمزية جامحة و خيالية واقعة ، فاليد اليسرى الناعمة المحبة للسلام ، المنهزمة أمام الطغيان ، تنكرها أختها اليمنى التي لا ترى إلا بالمقاومة و التحرير يحصل السلام و الأمان ، فالجراحون هم القادة المخلصون الذي نفتقر لوجودهم لاستئصال الخبيث و زرع الصلات الطيبة بين كلتا اليدين للتتوحد الصفوف و تبرقُ الرعود ...

أما حال الشعوب العربية في ظل الغطرسة الغربية و الأمريكية على العراق و الدمار الذي حلّ بها و بشعبها و كيف تحولت الأراضي الخضراء إلى مقابر جماعية لأحياء موتى لا ملاذ لهم فقد عالجته قصة " في عهدة السجّان " ، كما رمز إلى مصر و الحال المتردي في عهد الرئاسة الجديدة و ما بعد الثورة ، حيث فقد الهُوية و النفي القسري و التقتيل ، و خروج خيرات البلاد إلى العالم ومواطنها يقاسي مرارة السجّان ، و القلب المخلوع هي الحياة المسلوبة من الشعوب ، فهم موتى داخل جسد حي لا نبض فيه ...

لم ينسَ البطران الهمَّ الغزاوي و الدمار الذي حلّ بها و بأهلها ، وتأثيره على الشعوب العربية و امتداد العاطفة القومية على مسار الوطن العربي من خلال وسائل الإعلام المسموعة و المرئية وهذا ما لخصته قصة "حزن أعالي القلب" .

أما تناقضات الذات و حسابُ النفس فقد لمحناها في قصة "جرد حساب" فأنا أريد و ذاتي تريد شيئًا آخر ، أنا واقعي و هي حالمة ، أنا إنسان و هي أسطورة ، أنا أريد أن أبني مستقبلي و هي غارقة في أوهامها . كلانا يريد وكلانا مسجون بالآخر و للآخر ، فهذا في ماهيته جرد حساب بين النفس و ذاتها .....

هنا لنقف الهنيهة و نحلل عناصر المجموعة القصصية :

الشخصيات : شخوص كاتبنا واقعية بنكهة أسطورية ، علا بها الرمز ، فأبطال قصصه متنوعة الأحاجي يغلب عليها اللغز الجامح في فك رمزيته ...
فالرجل الأزرق : رمز به إلى الضياع و سقوط  الدولة الإسلامية و الهيمنة العربية و يدل على ذلك قوله " الأسد المريض " الرابض ، فتلك الوشوم التي تغطي جسده هي خريطة العالم العربي المبعثر الذي لم يبق منه إلا الحدود ...
و القصة القصيرة التي عضت كاتبها أظنها امرأة وفية و ماض لم يستطع الكاتب الفكاك منه ظنًا منه أنها لا تستحق الخلود في روحه ولكن سرعان ما تبدد هذا الشعور إلى حقيقة جمال هذه القصة فهي وفية و هو خائن جحود و يؤكد هذا الافتراض قصة "على قلق" في انتظار حبٍّ و امرأة تسرق ذاكرة المكان و تقض مضجع النسيان إلى غابات خضراء و غيمات رطبة يملؤها شغفٌ لعناق أبدي لأنثى طواها الزمان ...
أما الصراصير في حربها الضروس مع الراوي : فهم الدخلاء الذين يغزون أرضك بخبث و دهاء و مكر ،
و ما يقوي جبروتها إلا مخاوفك و ضعف ذاتك ...

كما أنه جعل لقصصه راويًا واحدًا ، وقد سار في هذا المضمار على نهج بديع الزمان الهمذاني في مقاماته ، فهو الراوي و البطل الرئيس في جل المجموعة القصصية ، لكن الهمذاني قد سمى راويه باسم عيسى بن هشام ،
و لم يكن دائما هو البطل ، أما في هذه المجموعة القصصية فالبطران لم يطلق اسمًا على راويه و بطله ولكن ما السبب؟!!
لأنّ الأسماء في قصصه ليس لها دلالة معينة فالتركيز كان على الحدث لا الشخصية ، فهي أحداث ممكن أن تحدث مع أي إنسان في هذا العالم المترامي في الماضي و الحاضر و المستقبل حتى ، فالأسماء نفسها لا تعبر عن حالها بل الحوادث هي الدالة على مكنون الأسماء و تاريخها ...

الأحداث ...واقعية تتخللها الأساطير ...

الزمان و المكان ، تارة جعل الكاتب زمانه ومكانه مبهمين و كان أكثر بلاغة و أعمق دلالة ، و تارة أخرى حدد الأمكنة و الأزمنة ، فانطلق من الخليل و إذنا و معابر ترقوميا و الجدار الفاصل و غزة و غيرها من الأمكنة ...
عبر سنة 1997م و انطلاق الانتفاضة الثانية عام 2000م ...

اللغة : مفهومة في أغلبها تناسب الناشئة أحيانا و تعلو فوق فكر المثقف أحيانا أخرى ، فقد استخدم بعض المصطلحات السريالية مثل " كافكويّ " و يعني مزاج سريالي غير مفهوم ...
كما استخدم الألفاظ الجزلة مثل ، سديم / المضبب / رزيّة / و غيرها
استخدام أسماء غريبة على العامة مثل بربري و غيرها ...
تميز بالمرادفات أيضًا مثل ( عيونهم المخلوعة ، أنوفهم المجدوعة ، آذانهم المقطوعة ) ...
لم تخلُ مجموعته من الصور الفنية مثل ( ها هي الأرض الغرقى تعود بكرًا عذراء مغسولة من آثامها القديمة وغيرها ) ...

*قصص البطران ، تعالج آفاتٍ سياسية و اجتماعية عربية ووطنية و أمراض إنسانية ، كما تمثلت قصصه بالنقمة على الواقع الوحشي و الحال المتردي الذي وصل إليه العالم العربي أجمع تحت وطأة حكام جاسوا الديار و دمروا الشعوب بشهواتهم و نزواتهم وطمعهم اللامحدود ...

و أخيرًا ، يا حبذا لو أن أستاذنا الكاتب لم يوضح سبب استخدامه للرموز و ما تشير إليه ليترك للقارئ تفسير دلالتها كما يحويه باطنه هو لا صدر الكاتب فذلك أعمق معنى و أجدر بلاغة .....


،،انتصار عطية،،

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف