الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في المخيم.. بين رصاصتين أو أكثر بقلم: ‫هيثم أبو الغزلان

تاريخ النشر : 2016-04-26
في المخيم.. بين رصاصتين أو أكثر بقلم: ‫هيثم أبو الغزلان
في المخيم.. بين رصاصتين أو أكثر..
بقلم: ‫هيثم أبو الغزلان

فجأة.. وبدون مقدمات. بدأنا نسمع صوت الرصاص المرعب في مخيم عين الحلوة. أفزعنا الصوت، كما أفزع الطفل محمداً، الذي نهض مذعوراً والوجوم بادٍ على وجهه!! كما على معظم وجوه الحاضرين في منزل ذويه، غير أن البعض الآخر بدا أنه غير مكترث. "لقد تعودنا على ما يحصل بين الفينة والأخرى"، تقول خالة محمد.

بدأ صوت الرصاص يتزايد، وفي الوقت نفسه، بتنا نسمع الضحكات تتعالى على نكتة أطلقتها الجارة.. بينما أصوات قرقعة الطناجر تعلو، فاليوم والدة محمد تستعد لطبخ "المجدرة"..

رغم ما يحصل من اشتباكات، إلا أن الحياة تكاد تكون طبيعية في المنزل.. نكات عديدة يطلقها البعض كأنهم يريدون إثبات مقولة "نكّت عليها تنجلي".. و"المجدرة" يسير إنجازها وفق ما هو مخطط له. أما "النرجيلة" فهي أمر لا مفر منه، حتى وإن كان إشعال فحمها سيُشعل بالرصاص أرجاء المخيم!!

إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات، وأصوات الانفجارات تتعالى، "اقترب تحرير القدس"، يقول بخباثة أخي عامر. تجيب أم أحمد: "لا، بعدنا مطولين شوي على تحرير القدس، لأن البعض يريد تدمير المخيم قبل ذلك"!!. فيتدخل جارنا في الحديث وهو ينفخ دخان "النرجيلة": "بعض سكان المخيم هم يهود أكثر من اليهود"، وينفجر ضاحكا. لم يعجب هذا الكلام الحاجة أم سامر التي دعت الله أن يُنجّي المخيم وأهله من كل سوء، وغادرت المكان قائلة: " بدّي أروّح أطبخ للأولاد، أحسن ما يروحوا يشتروا سندويشات من المطعم".

بعد قليل، هدأ صوت الرصاص، يبدو أن هذه الجولة قد توقفت.. لكن الجميع مقتنع أن الأمر ما يلبث أن يعود للانفجار مجددا، والأوضاع تتأزم من جديد، ليشهد المخيم وأهله جولة جديدة من الصراع العبثي، تقول جارتنا. ورغم عودة الهدوء، إلا أن بكاء الطفل محمد لم يتوقف. "بكرا بيتعوّد على هاي الأصوات"، تقول والدته بحسرة.. لم يعجب الحديث جارتنا أم فادي التي قالت: "يمكن عاملها على حالو!! قومي شوفيه!!".. هادا ما بيفهم شو بيصير بالمخيم بعدو صغير!!"..

ضحك والد الطفل محمد، وقال باستغراب: "كيف ما بيفهم؟!! لو ما بيفهم الصبي ما كان كل ما طلعت شوية رصاص بكي من تِمّو، وعمل على حالو من تحت!!.. مش معقول كل ما طلع شوية رصاص لازم يزيد عندي ثمن الحفاضات لابني محمد".

وما كاد ينهي كلامه حتى انفجر الجميع بالضحك..

.. لم يكن خفوت صوت الرصاص نهاية للأمر، فأهل المخيم اعتادوا على الاشتباكات "بطعم" و "بدون طعم"، وميزة هذه الاشتباكات الداخلية أن الرصاص يُطلق فيها في كل الاتجاهات إلا باتجاه العدو، كأن الله أوصانا بالحفاظ عليه!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف