الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن
تاريخ النشر : 2016-04-25
  كان الجو مشمسا جدا والرطوبة عالية ، " بيروت جميلة بكل أحوالها اليوم " ، قلت ذلك في نفسي سعيدة بأني سأستطيع أن أقابل حبيبي في المطار لمدة ساعة أقل أو أكثر  ولا أكترث الآن لما بعد ذلك .

كان من المفروض أن أفكّر طوال الطريق من صيدا لبيروت أن ساعة من الزمن لن تكف ، وأني بعدها سأضطر لأودعه مهاجراً هذه المرة بعيداً عن الشًام ، بعيدا عًن مخيم  اليرموك ، بعيدا عني .

لماذا كل هذا التفكير  داخل ( فان ) تصدح أغنية مجوز عالياً على جنبيه و تجبرك على هز جسمك ونفضه غصباً عنك ، ألا يحق لي التفكير بأن هذا البلد جميل  وأن مكياجي اليوم مخصص له ؟ لماذا كنت خائفة من  اللقاء ؟ ولماذا كل هذه الأسئلة التافهة ؟ .

 وصلت إلى " مفرق البرج " ولم يتبق سوى أن أقطعه بسيارة أجرة لأنزل جنوبا إلى بوابة المطار  ثم إلى بوابة الاستقبال .

باتت الآن دقات قلبي أسرع وأسرع ، رائحة عطر محمد تمسني من الداخل أشتمها ، تذكرني بطفولتي ، تذكرني بجنوني معه ، ببداية صداقتنا ووقوعنا بالحب  ، رائحة هذا العطر تماما ما زالت ذاتها حينما احتضنته آخر مرة على سطح منزلي في مخيم اليرموك مودعة له وللمخيم .

سائق التاكسي كما لو أنه أحس أن عليه الآن أن يسرع أكثر فسألني : " هل ستسقبلين أحد ؟ " ، أجبته :" سأستقبل .. ثم أودع " . بيروت كما صيدا كما كل لبنان هي المحطة لا أكثر حتى الطائرة هنا تحط قليلا ثم تمضي و ... وأنا أصبحت المحطة لكثر ما ودعت واستقبلت ثم ودعت .. بتّ أشبه هذا البلد كثيراً وأحبه ، ربّما لأنّي أحس  وأبرر له اللؤم والطائفية التي تمتلكه ، هو مثلي وأنا مثله ضحية حرب فككت أعضاءه و استنزفت قواه فاستوحش .

ليس مهم كل هذا ، المهم الآن أني وصلت إلى قاعة الاستقبال و ضحكتي تصل إلى الأذنين ، ضحكة طبيعية من القلب من الصميم .

قال لي محمد صباحا مباغتاً : " هديل أنا بطريقي لعندك ، من مطار دمشق طالع لأوروبا و الترانزيت طلع بلبنان ، زبطت شب بالأمن العام ليخليني شوفك ، طيارتي بتطلع 5 تعالي عال2  ما معي شوفك غير تقريبا ساعة، بحبك ."

إذاً الساعة الآن الواحدة وخمسين دقيقة ، أن أصل باكراً في هكذا موقف خير من أن أصل في الوقت المحدد ، كانت أصعب عشر دقائق انتظار في حياتي ، كانت أصعب علي من انتظار نتيجة آخر مادة  قدمتها في جامعة دمشق لأحصل على شهادة التخرّج ، لكن لا بأس فعيوني تتابع لوحات مواعيد الطيران و أتأكّد من موعد الطائرة القادمة من دمشق لبيروت ، الطائرة وصلت منذ ساعة تقريبا و الآن باتت الساعة الثانية .

الساعة الثانية ، الساعة الثانية وعشر دقائق ، الساعة الثانية والربع ، الهاتف أمامي ولا أحد يرن ، واللوحة تعلن عن المغادرين و الناس تودّع وتبكي وأنا أبكي مع الناس أبكي مهيأة نفسي للبكاء وكأني أتدرّب على الموقف .

بات الموقف جدّياً أكثر ، علي السؤال عن محمد  ، علي النفير العام فقد ضاعت نصف الساعة وبقي نصف الوقت لأراه ، سألت شباب الأمن وأكدوا لي أن من لديه ترانزيت لا يخرج " ولو اتدخلت الملائكة " وأنا بدوري أكدت لهم أن من أنتظر سأراه .

ماذا تهم مدة الوقت ؟ هذا سؤال للمواساة عن نفسي  بأنه لم يبق من الوقت سوى خمس دقائق . أخمس دقائق كافية لأن أراه بعد طول فترة اعتقاله ؟ أخمس دقائق كافية لأن نخطط لما بعد أوروبا معه ؟، أخمس دقائق تكفيه لينظر إليّ من أعلى لأسفل ؟ بدأت أتخلّى عن أني سوف أخبره بما حدث طوال ثلاث سنوات ، وسوف أتخلّى عن خلق مشكلة لأنه أهملني كثيرا من الوقت  وأنه لا يفي بوعوده ، ولن أقول له أني أخطأت مراراً وتكرارا ، لا وقت لقول كل هذا .

الساعة الثانية إلا دقيقة ، كل شيء ينقص مع الوقت حتى كلامي المخزّن لأجله سوف أنقصه وأختصره بكلمتين لكل كلمة نصف دقيقة " بحبك " " زعلانة منك  " .

أحس برجفة الهاتف في بدي و أحس برعشة ، إنّه رقم هاتف محمد في الشام ! إن صوت محمد يقول لي : " حبيبتي ، آسف ، ما سافرت ، صارت  مشاكل كتير و ما كان فيي روح عالمطار وأوصل للطيارة ، أنا بخير ، بحبك " . ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف