ذاكرة وطن
حتى الساعة الحائطية توقفت عن العد منذ فترة لم يفطن بها.جلس على سريره الذي نفض غباره قبل لحظات، وجعل يتأملها بعينين شاردتين.تساءل مع مخيلته عن عمر هذه الساعة الخشبية العتيقة..و الأجيال التي عايشتها، بدئا بجده و مرورا بأبيه المتوفى سالفا.جال بعينيه في زوايا غرفته نافتا دخان سيجارته المحتضرة للأعلى.كان الشيء الوحيد الذي أثار انتباهه هو الصورة الكلاسيكية المثبتة فوق رفوف خزانته الفارغة؛ تكشف عن معالم رجل يتلحف لباسا رثا و يرفع علما أحمر بطريقة مشهورة.
همس باسما و كأنه يخاطب من في الصورة:
-كم أنت وطني يا جدي ... ونعم أبناء الوطن...
راودته فكرة أخذ هذه الصورة البيضاء السوداء، ووضعها في المتحف المجاور لحديقة المدينة.لكن سرعان ما شرع في محوها من ذاكرته، خوفا من أن تندثر كما اندثرت مختلف صور الرواد الوطنيين المغاربة.
تلفظ محتجا بصوت مسموع:
- كيف تنساك الذاكرة يا جدي؟ كيف...؟
أخذته غيرة حادة عن وطنه، ناسيا كل ما يفعله في عمله، لما يأتي لبيته محملا بأظرفة يعلم الله ما بداخلها، و...إلى آخره...إلى آخره...
ناشد ساعته اليدوية ليلفيها قد غادرت العاشرة صباحا.قام في تثاقل بالغ ليرتدي ملابسه.ثم قصد المطبخ في هدوء،فوضع الماء على النار لصنع القهوة، و هو في علم تام بأن عددا هائلا من المواطنين ينتظرون مجيئه أمام باب مكتبه المسدود.
حتى الساعة الحائطية توقفت عن العد منذ فترة لم يفطن بها.جلس على سريره الذي نفض غباره قبل لحظات، وجعل يتأملها بعينين شاردتين.تساءل مع مخيلته عن عمر هذه الساعة الخشبية العتيقة..و الأجيال التي عايشتها، بدئا بجده و مرورا بأبيه المتوفى سالفا.جال بعينيه في زوايا غرفته نافتا دخان سيجارته المحتضرة للأعلى.كان الشيء الوحيد الذي أثار انتباهه هو الصورة الكلاسيكية المثبتة فوق رفوف خزانته الفارغة؛ تكشف عن معالم رجل يتلحف لباسا رثا و يرفع علما أحمر بطريقة مشهورة.
همس باسما و كأنه يخاطب من في الصورة:
-كم أنت وطني يا جدي ... ونعم أبناء الوطن...
راودته فكرة أخذ هذه الصورة البيضاء السوداء، ووضعها في المتحف المجاور لحديقة المدينة.لكن سرعان ما شرع في محوها من ذاكرته، خوفا من أن تندثر كما اندثرت مختلف صور الرواد الوطنيين المغاربة.
تلفظ محتجا بصوت مسموع:
- كيف تنساك الذاكرة يا جدي؟ كيف...؟
أخذته غيرة حادة عن وطنه، ناسيا كل ما يفعله في عمله، لما يأتي لبيته محملا بأظرفة يعلم الله ما بداخلها، و...إلى آخره...إلى آخره...
ناشد ساعته اليدوية ليلفيها قد غادرت العاشرة صباحا.قام في تثاقل بالغ ليرتدي ملابسه.ثم قصد المطبخ في هدوء،فوضع الماء على النار لصنع القهوة، و هو في علم تام بأن عددا هائلا من المواطنين ينتظرون مجيئه أمام باب مكتبه المسدود.