الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السراب بقلم:أ.رشيد بلفقيه

تاريخ النشر : 2016-04-23
السراب

بقلم ذ.رشيد بلفقيه 

قرب اليراع من فمه ثم نسم عليه مبعدا قُلامته بعد عملية بري عسيرة ، تبث وضع كرسوع يده على الورقة لكن سطحها الزلق عانده رافضا هذا الاستعلاء ولو لتلك اللحيظات المعدودات ، لذلك حاول أكثر من مرة قبل أن يتمكن من جعل يده تستقر عليه .

 تأمل المسافة بين مقدمة القلم و الكاغد المقطب رآها برغم اقتضابها الظاهر ، مسافة يُندر كل ملمتر منها بأنه دغل كثيف النوايا عويص المسالك ، بادرها ككل بوح بالتجهم و بادرته ككل مرة بالعبوس . حاول التقدم أكثر ببطء شديد عبر ذلك الجدار الذي بدأ ينشأ و يعلو من حيث لا يدري ، كلهيب كاسح يلتهم المهادنات التي ربطته طيلة الساعات الماضية بالأمكنة ، كان أبعد ما يكون عن نفسه أقرب ما يكون من صورة دانكشوتية بطلها بريخت الورّاق الذي اختار الهرب من كل الجدارات المجسمة أمامه إلى ذلك الجدار الوحيد المتخيل المشكل  من  مجرد فراغ و وهم ، علّه يبلغ جنة الابلاغ على خشبة عُجنت لتتحول إلى ورق صقيل . فقط لينفي تُهمة الصمت عن نفسه أمام حشود لا يبصرها سواه .

كانت هناك ايضا قوة معاكسة خفية طفقت تدفع كل طرف في الاتجاه المعاكس مانعة أي  اتصال للمداد بالبياض ، حاول مرار و لكن بلا جدوى . أخيرا و بعد أن كاد يفقد الأمل في قدرته على خدش البياض المقدس ، أحس أن ذؤابة القلم تلامس الأسطر المتوازية العصية على الفتح بصعوبة بالغة. التقط أفكاره و استمر في معركته المفتوحة ، لكنه أمام التعب الذي شعر به بدأت مشاريع بوحه تنط حوله مبعثرة لاهية شبه ساخرة وفق فوضاها الخاصة ولم يتمكن بعد هذا من ملاحقتها أو الامساك بها . أمست حركاته مع تقدم الوقت خطوات ثقيلة ، منهكة و ضجرة و بالكاد استطاع المحافظة على مقدمة القلم مستقرة على الورقة مكتفيا بمتابعتها بعينين شاردتين .

سؤال واحد ظل يذرع فكره بوضوح ، كيف سيغدو كاتبا إذا لم يستطع وسط كل هذا الاعوجاج  تحريك القلم ليصدر صوتا أنينا حتى أو همهمة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف