الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عيد الحب .. أم اعياد الحرب بقلم: احمد لطفي شاهين

تاريخ النشر : 2016-02-14
عيد الحب .. أم اعياد الحرب بقلم: احمد لطفي شاهين
 عيد الحب ... أم اعياد الحرب
المدرب احمد لطفي شاهين 
عضو الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام
 فلسطين المحتلة
 
نشرت مقالا قبل فترة بعنوان ( في ظلال الحب ) فالحب شعور جميل ولا تكتمل الحياة         الا بالمحبة المتبادلة والاحترام والتقدير فالأساس في كل العلاقات هو الحب بين الناس
لكن الواقع المر انه طوال السنة يتم ممارسة القتل والحرق والكراهية والعنف والتعذيب والاضطهاد وبأساليب مختلفة خاصة من امريكا والاحتلال الصهيوني  و اوروبا وروسيا ودول اسيا ضد العالم العربي و الاسلامي بشكل عنصري واضح جدا

 وفجأة وبمنتهى الوقاحة نسمع أنهم هم أنفسهم يحتفلون  بيوم يسمونه... عيد الحب  

وكثيرين منا نحن العرب يقلدهم ويحتفل وغالبية الشباب والبنات يبحثون عن الالوان الحمراء في كل شيء تقليدا للايطاليين اصحاب الفالنتاين بالاصل

انا لست ضد الحب ولا ضد الاحتفال بالحب كل يوم وكل لحظة في حياتنا و اتمنى ان يعيش الجميع في ظلال الحب.... لكن أي حب هذا الذي تتكلمون عنه ايها المحتلون الجدد وانتم تصدرون الحرب والموت والدمار والفيروسات للعالم العربي ( بتمويل كريم من بعض قادة العرب الجواسيس ) لكي نشتري منكم السلاح  ونقتل بعضنا بعضا بأموالنا ونشتري العقارات المضادة منكم علاجا لفيروسات تجريبية مصطنعة  فنحن السوق الوحيد لتسويق منتجاتكم من كل الاصناف وكل ذلك على حساب دماء و اعصاب الشعوب المقهورة

إنها وقاحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...انه أعمق معاني الانحطاط الاخلاقي والتناقض

كيف يمكن لقلوب تحمل الشر والكراهية والعنصرية للعالم كله ان تحتفل بالحب

أي حب هذا الذي تحتفلون به ؟؟ هل هو حب قتلنا وتدميرنا وتخريب بلادنا بحجة التحرير ؟؟

لا يحق لكم ان تعرفوا معنى الحب ..فلقد تشوهت صورته على السنتكم

 وفقد الحب قيمته ومعناه ومضمونه وأهميته في ظلال قتلكم اليومي لنا

وما عاد في قلوبنا متسع لان نحبكم او نغفر لكم ما تفعلوه بالأمة العربية
نحن في فلسطين لا يوجد عندنا عيد حب

كيف سيكون عندنا عيدا للحب ونحن نموت كل لحظة وقد نتعرض للقصف كل لحظة ...       وفي كل نشرة اخبارية نخضع لتهديدات بحرب جديدة خلال ايام او شهور 

كيف نتكلم عن الحب ونحن لم ننسى بعد آثار الحرب ولم نتمكن من إصلاح أي شيء

فلا يوجد أفق واضح للمصالحة الفلسطينية او إعادة الإعمار ولا المعابر ولا الميناء البحري       ولا المطار ولا آلاف الخريجين المتفوقين والعاطلين حاليا والآلاف من الشباب البنات في سن الزواج بلا وظيفة ولا بيت ولا مستقبل ويشعرون بالضياع فهنا يعيش آلاف الخريجين العاطلين وآلاف الخريجين المعلقة شهاداتهم على باقي الرسوم بانتظار ان يصبحوا عاطلين وآلاف  العمال الذين لا يسترهم الا الله يعيشون في أسوأ وضع ممكن أن يتخيله آدمي  خصوصا بعد الحروب الأخيرة ... وانتم تتكلمون عن عيد الحب ؟؟؟

أي حب هذا الذي تقصدونه وهناك آلاف من ابناء شعبنا معتقلين وموقوفين في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني بلا أمل في الحرية في ظل صمت دولي غريب وخرس عربي اكثر غرابة بينما يخوض بعضهم اضرابات اسطورية عن الطعام ويموتون في سبيل الحرية جوعا وبطولة

وكيف سنتكلم عن الحب وكل واحد منا في الوطن العربي حاليا حاقد ومتحفز ويريد ان  يقتل الآخر بالسلاح او بالكلمة او بالغدر حتى تمزقت الدول العربية الى اشلاء ومحافظات ومناطق فحالة الانقسام الفلسطيني لم تعد هي الحالة الفريدة او الاولى بل انتقلت العدوى الى كل الدول المجاورة فيما يسمى الربيع العربي  وحتى الربيع اكتشفنا انه ليس ربيعا

ووصلنا الى مرحلة كرهنا فيها فصل الربيع …فالشعوب العربية تتناحر وتدمر مقدراتها بأيديها وبأموال عربية والغريب انه يوجد هناك من يبيع النفط لأمريكا والغرب في ظل هذه الفوضى المخططة بدقة بالغة بما يخدم مصلحة العدو الصهيوني الجبان والغرب وأمريكا  ....

والخاسر الوحيد باستمرار هو الوطن العربي فقط ويستمر مسلسل نهب ثرواته على مدار الساعة وفي كل دول الربيع بلا استثناء .... ثم تحتفلون بالحب ؟؟

 نحن في فلسطين شعب محاصر نفسيا ومحاصر روحيا  واقتصاديا وسياسيا

ولكن لا يمكن حصارنا فكريا ابدا ..  ولا يمكن اذلالنا ابدا ولا يمكن ان نكره الحياة

هنا في فلسطين معجزة ربانية في استمرار الحياة رغما عن الجميع...

 هنا ننتظر الموت ولا نموت... نتحدى الموت فتوهب لنا الحياة... 

هنا في غزة والضفة شباب تحمل السكاكين وتعرف من هو عدوها وتواجهه بجبروت وبطولة

يواجهون الموت بصدور عارية و اسلحة بدائية لأنهم يعشقون ارضهم وهذا هو الحب الحقيقي

نحن لا نخاف من الموت ابدا فكلنا مستعدون له في أي لحظة... كثيرون اولئك الجبناء الذين يريدون لنا الفناء لكننا باقون وعندنا امل اننا يوما ما سنعود الى اراضينا المحتلة من عام 1948  

توارثنا هذا الامل من زمن طويل وان لم نعد نحن لأوطاننا سيعود ابنائنا وأحفادنا

لأننا رضعنا حب الوطن من امهاتنا وتوارثنا ذلك وورثناه لأبنائنا وسيورثه ابنائنا لاحفادنا

 فليس لدينا ما نملكه حاليا باستثناء رجولتنا وكرامتنا ...و ليس لدينا ما نخسره ايضا
….  إن حب الارض والقدس والقضية الفلسطينية هو الحب الحقيقي الذي يفهمه شعبنا 

نحن نعشق ديننا و ارضنا وقضيتنا وهويتنا وتراثنا وتاريخنا ونعتز بذلك ولا نقبل الذل

وشعبنا يضحي بكل شيء ويستحق قيادات تحترم نضالاته  وتضحياته وعذاباته ...

لذلك
أرجوكم يا قادة شعبنا من كل الاطياف السياسية اتفقوا وتسامحوا وتصالحوا واحترموا شعبكم

ارحموا عذابات شعبنا ومعاناة شبابنا فلقد تشبعنا من الازمات ووصلنا الى مرحلة التبلد

ارحمونا فنحن كلنا رهائن بين ايديكم وسيحاسبكم الله تعالى على كل ما يجري على الارض وتذكروا مقولة فاروق هذه الامة (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها )

فكم انسان تعثر  وكم انسان مات مظلوما وكم انسان مات جائعا او متجمدا من البرد هنا في الخيام (و الكونتينرات ) اوفي اليرموك او على حدود دولة اوروبية هاربا لاجئا

 وكم فلسطيني غرق في عرض البحر في مشهد تقشعر له الأبدان

 وكم فلسطيني مات مجلوطا ومشلولا ومقهورا

وكم فلسطيني مات لأنه لا يملك ثمن الدواء ولا يوجد في المستشفيات علاجا له

وكم فلسطيني مات لأنه لا يوجد وقود لسيارة إسعاف تحمله ...

كم فلسطيني مات محترقا بفعل البنزين على اثر استخدام المولدات في ظل الانقطاع المقزز والغير مبرر لتيار الكهرباء... أينما توجهت تجد طوابير الموت في محطات الوقود ومحطات الغاز وفي البنوك وفي وكالة الغوث وفي كل مكان ... هناك مخطط دقيق لإذلال شعبنا وانتهاك كرامته يتوازى تماما مع مخطط إبادة شعبنا

 فالموت للفلسطينيين مجاني ومتاح وهو الشيء الوحيد المتوفر بلا مقابل 

ورغم هذا الموت الا اننا متمسكين بكرامتنا وبطولتنا ونعشق الحرية ولا نخاف الموت

نحن لا نحتاج الى دموع احد...و انما نريد ان نتسامح نحن اولا حتى نموت شرفاء

نريد ان نتصالح داخليا حتى تتغير صورتنا التي تشوهت امام العالم فنحن لسنا إرهابيون 

نريد قيادة فلسطينية موحدة تدافع عنا وتغير صورتنا أمام شعوب وحكومات العالم

ولا يجب ان نتدخل في شئون دول اخرى... فلدينا من الهموم ما يكفينا و يفيض 
ايها القادة الفلسطينيون سيذكر التاريخ ان هناك شعبا فلسطينيا صارع اليهود سنوات وصمد وقاتل في كل الاراضي المحتلة برجولة وكبرياء  ولكن عار علينا ان نشوه صفحات التاريخ بانقسامنا المستمر وتبادل الاتهامات لمصلحة التنظيمات فقط

فأرجوكم ارحموا أنفسكم من التاريخ وارحمونا من قسوة الواقع

و إما ان تتصالحوا فورا وبسرعة وبشكل عملي وبسيط

او اتركوا مناصبكم وأفسحوا المجال للشعب الفلسطيني لكي يعود الى طبيعته الطيبة      بعيدا عن قذارة السياسة..... وصدقوني ... سنتصالح تلقائيا

 فكلنا إخوة وأقارب وأصهار وجيران وأصحاب وزملاء وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا

و عقولنا ليست ملكا لكم ولا يحق لأحد ان يتحكم في مستقبلنا جميعا

وكل سنة وانتم طيبين بالحب والمحبة كل يوم
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف