الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سوالف حريم - المنحوسة بقلم:حلوة زحايكة

تاريخ النشر : 2016-02-14
سوالف حريم - المنحوسة بقلم:حلوة زحايكة
حلوة زحايكة

سوالف حريم
المنحوسة
مع أنّني متفائلة دائما، إلا أنّني هذا اليوم استيقظت متشائلة على رأي أديبنا الكبير الراحل اميل حبيبي، عندما نحت كلمتي "متفائل ومتشائل" في كلمة واحدة هي المتشائل، عندما سمّى روايته الرّائعة"الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النّحس المتشائل" والتي أحدثت ثورة في عالم الرّواية العربيّة عندما صدرت عام 1974. ويبدو أنّ أموري لم تتوقّف عند التشاؤل بل تعدّاها يومي هذا إلى التّشاؤم الذي لا أؤمن به، فأنا لست ولن أكون كملك المناذرة النّعمان بن المنذر الذي كان له يوم فأل ويوم شؤم، فيقطع رأس من يمرّ به في يوم شؤمه. فما أن خرجت من باب بيتي هذا اليوم في طريقي لزيارة والدتي التي ترقد في المستشفى، وما أن صعدت حافلة الرّكّاب حتّى فاجأتني تلك المنحوسة، والتي "يقطع وجهها الخميرة من العجين" ونادتني لأجلس بجانبها، فاستجبت لها لأنّني أشفق عليها. وهذه المرأة أطلقوا عليها لقب المنحوسة لأنّ والدتها ماتت في مخاضها عندما أنجبتها، وربّتها جدّتها لأبيها، وعندما شبّت خطبها مهندس، وقبل الزّفاف بيوم سقط عن بناء مرتفع يشرف عليه فمات، فحزنت وبكت ولطمت الخدود وقدّت الجيوب، وبعد ذلك بعام خطبها عامل طراشة ودهان، وقبل الزّفاف بأسبوع سقط عن السّلم ودخل في غيبوبة، وتوفيّ في اليوم المقرّر لزفافهما. فازدادت أحزانها أحزانا، وأطلقوا عليها بعد ذلك لقب"المنحوسة" وأخذوا يتجنّبون مجالستها والحديث معها. وكلّ ذلك دار في شريط ذاكرتي عندما جلست بجانبها، مع أنّها تكبرني عمرا، لكنّني سمعت قصّتها ممّن يكبرونني ويكبرونها عمرا. وبما أنّني لا أؤمن بالنّحس، وأعتبر ما جرى لها قضاء وقدرا لا علاقة لها بحدوثه، وأنّها من ضحاياه، فقد قرّرت ممازحتها والتّرويح عنها لأدخل الفرحة إلى قلبها، ولم يثنني صوتها الباكي من شدّة الاكتئاب، ولا ضحكتها التي تشبه الانتحاب، عن الحديث معها على سجيّتي، إلى أن وصلنا محطّة الحافلات المركزية، فنزلتُ من الحافلة وتعثّرتُ على درجاتها فسقطت أرضا، وإذا بعجوز خلفي تمسك بيدي تساعدني على الوقوف وهي تسأل:
لماذا جلستِ بجانب المنحوسة يا تعيسة الحظ؟ ألا تعرفينها؟
فقلت للعجوز: وحّدي الله يا خالة، وواصلت طريقي لزيارة والدتي، فوجدتها تئنّ من شدّة الألم. فهل كان يومي منحوسا؟ لا اعتقد ذلك.
13-2-2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف