من ذاكرة الأيام
ما بين كراتشي وغزة
بقلم د. أكرم إبراهيم حماد
إنها مدينة كراتشي ذات الخمسة عشرة مليون نسمة التي تضم في أحضانها جامعة كراتشي العريقة، وتعتبر مدينة كراتشي العاصمة التجارية لجمهورية باكستان ، والتي لا يكاد يخلو حي من أحيائها إلا وتجد بجواره متنزهاً صغيراً يتناسب ومجمع الأبراج السكنية القائم بجواره، وهذه المتنزهات الصغيرة دائماً تجد فيها الرعاية والاهتمام بالنباتات فهي دائماً خضراء نظيفة .
كانت الحياة في مدينة كراتشي جميلة ومن أجمل مظاهرها حياة التسوق وأنت تجوب شارع طارق المعروف ب" طارق رود " المليء بالمحلات التجارية والذي يزدحم في فترة المساء يومياً .
ومن مظاهر الحياة الجميلة التي ربما لم أرها في بلدان عربية أخرى زرتها مظاهر البهجة في ليالي العيد وخاصة عيد الفطر ، فقد خرجنا في أخر يوم من رمضان بعد الإفطار وكم كانت مفاجأة لنا ما وجدناه من زينة الشوارع المبهجة التي ربما تحن إليها شوارع غزة في مثل هذه المناسبات ، فقد كانت الشوارع الرئيسة مزينة بالألوان والأضواء المختلفة التي يعشقها الباكستانيون ، والمعروف عن الشعب الباكستاني حبه لتناسق الألوان الكثيرة حتى أنك تجد هذا التناسق الغريب في الألوان على الحافلات في الشوارع ، ناهيك عن زينة المحلات التجارية وخاصة محلات الحلويات .
تلك الجمهورية العريقة وذلك البلد الصناعي الذي يكفي نفسه في كثير من مستلزمات الحياة ، فكم كنت أسر عندما أجد منتجات بجودة عالية لذوي الدخول المرتفعة، ومنتجات مشابهة جداً لها يستطيع شراءها الفقراء ومحدودي الدخل، ناهيك عن المشروبات وطنية الصنع والتي تحمل مسميات ذات مدلول روحي أو وجداني مثل " روح أفزا " أو مشروب آخر يحمل اسم " تسكين روح " ، في الوقت الذي لا يوجد لدينا منتجاً وطنياً خالصاً في إنتاجه دون الاعتماد على مواده الخام المستوردة والتي ربما لا نعرف حقيقة مكوناتها .
إننا عندما نبرز المقاربات والمناقضات بين ما لدينا وما نحن أحوج إليه، ندرك ضعف إمكانياتنا وقلة حيلتنا في ظل قيود تفرض علينا ومعابر لا حول لنا ولا قوة في بسط سيادتنا - المفقودة أصلاً- عليها ، وإنما نسعى من ذلك إلى إنهاض الهمم وإبراز مواطن الضعف فينا لعل من بيدهم القرار يشعرون في لحظة انتعاش وجداني أنهم مقصرون بحق هذه الأجيال ، وأنهم لم يضعوا نصب أعينهم مصالح أبناء شعبهم، ويغلبوها على مصالحهم الخاصة، وإنما هي تأتي على هامش مباحثاتهم، وترد عابرة مع صوت ضحكاتهم وفكاهاتهم ، التي ندعو الله أن نسمع رنينها ابتهاجاً بإنجازات كبرى قد تحققت لهذا الشعب الجلود المصابر .
ما بين كراتشي وغزة
بقلم د. أكرم إبراهيم حماد
إنها مدينة كراتشي ذات الخمسة عشرة مليون نسمة التي تضم في أحضانها جامعة كراتشي العريقة، وتعتبر مدينة كراتشي العاصمة التجارية لجمهورية باكستان ، والتي لا يكاد يخلو حي من أحيائها إلا وتجد بجواره متنزهاً صغيراً يتناسب ومجمع الأبراج السكنية القائم بجواره، وهذه المتنزهات الصغيرة دائماً تجد فيها الرعاية والاهتمام بالنباتات فهي دائماً خضراء نظيفة .
كانت الحياة في مدينة كراتشي جميلة ومن أجمل مظاهرها حياة التسوق وأنت تجوب شارع طارق المعروف ب" طارق رود " المليء بالمحلات التجارية والذي يزدحم في فترة المساء يومياً .
ومن مظاهر الحياة الجميلة التي ربما لم أرها في بلدان عربية أخرى زرتها مظاهر البهجة في ليالي العيد وخاصة عيد الفطر ، فقد خرجنا في أخر يوم من رمضان بعد الإفطار وكم كانت مفاجأة لنا ما وجدناه من زينة الشوارع المبهجة التي ربما تحن إليها شوارع غزة في مثل هذه المناسبات ، فقد كانت الشوارع الرئيسة مزينة بالألوان والأضواء المختلفة التي يعشقها الباكستانيون ، والمعروف عن الشعب الباكستاني حبه لتناسق الألوان الكثيرة حتى أنك تجد هذا التناسق الغريب في الألوان على الحافلات في الشوارع ، ناهيك عن زينة المحلات التجارية وخاصة محلات الحلويات .
تلك الجمهورية العريقة وذلك البلد الصناعي الذي يكفي نفسه في كثير من مستلزمات الحياة ، فكم كنت أسر عندما أجد منتجات بجودة عالية لذوي الدخول المرتفعة، ومنتجات مشابهة جداً لها يستطيع شراءها الفقراء ومحدودي الدخل، ناهيك عن المشروبات وطنية الصنع والتي تحمل مسميات ذات مدلول روحي أو وجداني مثل " روح أفزا " أو مشروب آخر يحمل اسم " تسكين روح " ، في الوقت الذي لا يوجد لدينا منتجاً وطنياً خالصاً في إنتاجه دون الاعتماد على مواده الخام المستوردة والتي ربما لا نعرف حقيقة مكوناتها .
إننا عندما نبرز المقاربات والمناقضات بين ما لدينا وما نحن أحوج إليه، ندرك ضعف إمكانياتنا وقلة حيلتنا في ظل قيود تفرض علينا ومعابر لا حول لنا ولا قوة في بسط سيادتنا - المفقودة أصلاً- عليها ، وإنما نسعى من ذلك إلى إنهاض الهمم وإبراز مواطن الضعف فينا لعل من بيدهم القرار يشعرون في لحظة انتعاش وجداني أنهم مقصرون بحق هذه الأجيال ، وأنهم لم يضعوا نصب أعينهم مصالح أبناء شعبهم، ويغلبوها على مصالحهم الخاصة، وإنما هي تأتي على هامش مباحثاتهم، وترد عابرة مع صوت ضحكاتهم وفكاهاتهم ، التي ندعو الله أن نسمع رنينها ابتهاجاً بإنجازات كبرى قد تحققت لهذا الشعب الجلود المصابر .