تخاطر مع حبيبتي الشمس !
شاهينيات (1167)
خاطرتني حبيبتي الشمس وأنا أحتسي قهوتي بينما هي تسطع في الخارج بأشعتها الفضية
على الكون لتبث طاقتها الخلاقة في الكون والكائنات " أين أنت يا حبيبي ، افتقدتك هذه الظهيرة ، ألن تخرج إلي لأداعب بأشعتي خلايا جسدك التي تاقت إلى طاقتي ؟!" خاطرتها" عذرا يا حبيبتي تأخرت في النوم ، أمضيت معظم ساعات الصباح الأولى وأنا أفكر في موضوع مثيرللفصل (46) من روايتي " أديب في الجنة " وحين شعرت أن النعاس لم يخالج عيني ، أخذت كتاب يوسف زيدان " متاهات الوهم " الذي أقرأه للمرة الثانية ،لأنني لم أعثر في مكتبة التشرد التي كونتها في عمان ما أقرأه ، بعد أن أتيت على كل ما هو جيد ومقبول فيها . أسرني زيدان في ثنايا متاهاته وهو يحدثني عن خفايا فتوحات الأندلس مع طارق بن زياد وموسى بن نصير،وإلى المصير الذي انتهيا إليه ، فلم تشفع لهما فتوحاتهما أمام الخليفة ، رغم أن ابن نصير أحضر معه إلى دمشق" ثلاثين ألف عذراء من بنات ملوك القوط وأعيانهم ، وثلاثين ألف أسير ، بينهم أربعمائة أمير قوطي على رؤوسهم التيجان ،وعدد غفير من العبيد والغلمان والمجوهرات " فأول ما قام به الخليفة هو أنه أرسل من يقطع رأس الوالي على الأندلس وهو عبد العزيز بن موسى بن نصير ، فقطع رأسه وجيء به إلى الخليفة "فدفعه في المجلس إلى أبيه موسى( الفاتح ) وجرد موسى من مناصبه وأمواله ،وبالغ في إذلاله وإيذائه . ومات موسى بن نصير في قرية نائية بالحجاز ،بعدما قضى أواخر حياته شحاذا ،يدور على الخيام ليسأل الناس الطعام . أما طارق بن زياد فقد" أزاحه الخليفةعن المشهد العام " وأعفاه من كل مناصبه ليحيا حياة عادية ! وهكذا يا حبيبتي أسرني زيدان حتى إلى ما بعد السادسة صباحا وأنا أفكر في مصير الثلاثين ألف عذراء القوطيات ،وكم من الوقت يحتاج الخليفة لافتضاضهن إذا ما أراد ذلك ؟ .. لم أنسك يا حبيبتي فما أن نهضت من النوم حتى فتحت النافذة لأتأكد من أنك تسطعين بأشعتك الفضية لتبثي الحياة في الكون والكائنات ، فقررت أن أخرج من برد صالون البيت لأجلس بين أحضانك التي تمنحني الدفء والطاقة ..... أنا قادم إليك يا حبيبتي "!
خرجت . جلست على جدار منخفض في مدخل البناء . ضممت أصابع يدي اليمنى إلى شفتي وقبلتها ثم أرسلت القبلة عبر أثير الأشعة إلى الشمس ،همست الشمس بأجمل تخاطر وهي تتمتع بطعم القبلة " حبيبي أنت " وفوجئت بي أرسل قبلة ثانية وثالثه ورابعة وأوزعها في اتجاهات مختلفة في الفضاء . أدركت حبيبتي أن هذه القبلات ليست لها فسألتني " لمن هذه يا حبيبي" فقلت " لله الذي خلقنا يا حبيبتي " قالت " جلت قدرته وتبارك اسمه " وتابعت :
" لِمَ يا حبيبي لم تلبس شورتا ، أريد أن أداعب كل خلية في جسدك من قمة رأسك إلى أخمصي قدميك "
" عاجز عن شكرك يا حبيبتي ، إن ذلك ليبعث الطمأنينة في نفسي وسأفعل في مرة ثانية وسأتعرى لو أتيح لي "
" رضاي ورضا الله عنك يا حبيبي "
" هل تظنين يا حبيبتي أن الله راض عني ؟"
" كل الرضا يا حبيبي فأنت تكاد أن تكون الوحيد من بين البشر الذي عرف وفهم الله كما لم يعرفه ويفهمه أحد من قبل "
" لكني أشعر بإحباط يا حبيبتي . أبدو لنفسي وكأنني كمن يحرث في بحر !"
" لا تيأس يا حبيبي ،فلم تكن غاية الخالق من الخلق إلا تكامله ،ولم تكن الغاية من خلق الإنسان إلا بناء الحضارة وتحقيق قيم الحق والخير والعدل والجمال ، فالله معك ،وأنا معك ، والكائنات معك ، والمستنيرون والخيرون من بني البشر معك . فإياك أن تيأس ، ولن ترحل إلى المطلق الإلهي قبل أن تشعر أنك أديت رسالتك وقلت كلمتك ...... لا تبك يا حبيبي .. لا تبك يا حبيبي .. ولا تخش الله لأنه معك ،ويسري بطاقته العظمى في جسدك .. "
" حبيبتي . حبيبتي .. أشكرك من أعماق قلبي .. وسأحبك ما دمت حيا .. وسأحبك إن كنت يوما في المطلق الكوني الإلهي الأزلي "
*****
شاهينيات (1167)
خاطرتني حبيبتي الشمس وأنا أحتسي قهوتي بينما هي تسطع في الخارج بأشعتها الفضية
على الكون لتبث طاقتها الخلاقة في الكون والكائنات " أين أنت يا حبيبي ، افتقدتك هذه الظهيرة ، ألن تخرج إلي لأداعب بأشعتي خلايا جسدك التي تاقت إلى طاقتي ؟!" خاطرتها" عذرا يا حبيبتي تأخرت في النوم ، أمضيت معظم ساعات الصباح الأولى وأنا أفكر في موضوع مثيرللفصل (46) من روايتي " أديب في الجنة " وحين شعرت أن النعاس لم يخالج عيني ، أخذت كتاب يوسف زيدان " متاهات الوهم " الذي أقرأه للمرة الثانية ،لأنني لم أعثر في مكتبة التشرد التي كونتها في عمان ما أقرأه ، بعد أن أتيت على كل ما هو جيد ومقبول فيها . أسرني زيدان في ثنايا متاهاته وهو يحدثني عن خفايا فتوحات الأندلس مع طارق بن زياد وموسى بن نصير،وإلى المصير الذي انتهيا إليه ، فلم تشفع لهما فتوحاتهما أمام الخليفة ، رغم أن ابن نصير أحضر معه إلى دمشق" ثلاثين ألف عذراء من بنات ملوك القوط وأعيانهم ، وثلاثين ألف أسير ، بينهم أربعمائة أمير قوطي على رؤوسهم التيجان ،وعدد غفير من العبيد والغلمان والمجوهرات " فأول ما قام به الخليفة هو أنه أرسل من يقطع رأس الوالي على الأندلس وهو عبد العزيز بن موسى بن نصير ، فقطع رأسه وجيء به إلى الخليفة "فدفعه في المجلس إلى أبيه موسى( الفاتح ) وجرد موسى من مناصبه وأمواله ،وبالغ في إذلاله وإيذائه . ومات موسى بن نصير في قرية نائية بالحجاز ،بعدما قضى أواخر حياته شحاذا ،يدور على الخيام ليسأل الناس الطعام . أما طارق بن زياد فقد" أزاحه الخليفةعن المشهد العام " وأعفاه من كل مناصبه ليحيا حياة عادية ! وهكذا يا حبيبتي أسرني زيدان حتى إلى ما بعد السادسة صباحا وأنا أفكر في مصير الثلاثين ألف عذراء القوطيات ،وكم من الوقت يحتاج الخليفة لافتضاضهن إذا ما أراد ذلك ؟ .. لم أنسك يا حبيبتي فما أن نهضت من النوم حتى فتحت النافذة لأتأكد من أنك تسطعين بأشعتك الفضية لتبثي الحياة في الكون والكائنات ، فقررت أن أخرج من برد صالون البيت لأجلس بين أحضانك التي تمنحني الدفء والطاقة ..... أنا قادم إليك يا حبيبتي "!
خرجت . جلست على جدار منخفض في مدخل البناء . ضممت أصابع يدي اليمنى إلى شفتي وقبلتها ثم أرسلت القبلة عبر أثير الأشعة إلى الشمس ،همست الشمس بأجمل تخاطر وهي تتمتع بطعم القبلة " حبيبي أنت " وفوجئت بي أرسل قبلة ثانية وثالثه ورابعة وأوزعها في اتجاهات مختلفة في الفضاء . أدركت حبيبتي أن هذه القبلات ليست لها فسألتني " لمن هذه يا حبيبي" فقلت " لله الذي خلقنا يا حبيبتي " قالت " جلت قدرته وتبارك اسمه " وتابعت :
" لِمَ يا حبيبي لم تلبس شورتا ، أريد أن أداعب كل خلية في جسدك من قمة رأسك إلى أخمصي قدميك "
" عاجز عن شكرك يا حبيبتي ، إن ذلك ليبعث الطمأنينة في نفسي وسأفعل في مرة ثانية وسأتعرى لو أتيح لي "
" رضاي ورضا الله عنك يا حبيبي "
" هل تظنين يا حبيبتي أن الله راض عني ؟"
" كل الرضا يا حبيبي فأنت تكاد أن تكون الوحيد من بين البشر الذي عرف وفهم الله كما لم يعرفه ويفهمه أحد من قبل "
" لكني أشعر بإحباط يا حبيبتي . أبدو لنفسي وكأنني كمن يحرث في بحر !"
" لا تيأس يا حبيبي ،فلم تكن غاية الخالق من الخلق إلا تكامله ،ولم تكن الغاية من خلق الإنسان إلا بناء الحضارة وتحقيق قيم الحق والخير والعدل والجمال ، فالله معك ،وأنا معك ، والكائنات معك ، والمستنيرون والخيرون من بني البشر معك . فإياك أن تيأس ، ولن ترحل إلى المطلق الإلهي قبل أن تشعر أنك أديت رسالتك وقلت كلمتك ...... لا تبك يا حبيبي .. لا تبك يا حبيبي .. ولا تخش الله لأنه معك ،ويسري بطاقته العظمى في جسدك .. "
" حبيبتي . حبيبتي .. أشكرك من أعماق قلبي .. وسأحبك ما دمت حيا .. وسأحبك إن كنت يوما في المطلق الكوني الإلهي الأزلي "
*****