الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأخـــلاق وأرض الـنـفــاق بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-02-13
الأخـــلاق وأرض الـنـفــاق بقلم:حسن زايد
الأخـــلاق وأرض الـنـفــاق

بــقـــلـم / حــســــن زايـــــــــد

 

حملة أخلاقنا التي أطلقت في مصر ، وتدعو إلي قيم : (الإحساس بالآخر - الإحسان - الإنصاف - البساطة - التسامح - التعاون - الحب – الرحمة – الطموح - المبادرة) . ويشارك فيها عدد من رموز المجتمع ، ومجموعات من الشباب ، مستهدفة إعادة الإعتبار إلي الأخلاق في المجتمع . وترتكز الحملة علي شقين أو جانبين : الأول دعائي إعلامي عن طريق وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ووسائل التواصل الإجتماعي علي الشبكة العنكبوتية . الثاني عن طريق الأنشطة الميدانية التي يقوم بها الشباب في جميع المحافظات بعد تدريبهم بمعرفة وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة أجيال مصر لتنمية الشباب والنشء . هذه الحملة رغم ارتباطها بعناصر إخوانية تسعي للولوج من الأبواب الخلفية ، وقد أثير حولها لغط واسع ، خاصة أن إحدي الوزارات راعية لهذه الحملة ، في حاجة إلي دراسة وإعادة النظر من جانب أجهوة الدولة ، حتي لا تمثل إختراقاً من أي جهة من الجهات للمجتمع المصري ، إذ لا خير في خير يعقبه شر ، ولا شر في شر يعقبه خير. وقد لفت نظري أن هذا العنصر الإخواني في معرض الدفاع ـ لا شعوريا ـ عن نفسه ، لإزالة المخاوف التي قد تطرق أبواب النفوس فتعيد فتح الملفات المسكوت عنها ، ذهب إلي القول بأن الحملة اجتماعية وليست دينية . ولا أدري علي أي أساس أقام هذا الفاصل بين الأخلاق والدين . ثم زاد علي ذلك بقوله : أنها مجانية . وهنا أيضاً يثور تساؤل حول المجانية : مجانية لمن ؟ . هل هي خدمة مجانية يجري تقديمها للمجتمع بلا مقابل ؟ . هذا مفهوم . ولكن تُري هل هي كذلك بالنسبة للمنظمين والقائمين علي هذه الحملة ؟ . أي أن تكلفتها تساوي صفر بالنسبة لهؤلاء ، هل هذا متصور ؟ . بالقطع لا ، فستكون هناك إعلانات ومطبوعات وحملات وندوات وفيديوهات وأنشطة ، وكل ذلك في حاجة إلي تمويل . وهنا يحق لنا التساؤل عن الهدف والغاية التي تقف وراء هذه الحملة . فالحملة بالقطع ـ من وجهة نظري ـ ليست هي السبيل لإعادة الإعتبار لمنظومة القيم الأخلاقية التي كانت حاكمة للمجتمع المصري إلي عهد قريب ، وما زالت قائمة ، وإن أصابها بعض التآكل . وما أشبه الليلة بالبارحة ، فقد سبق للكاتب المبدع يوسف السباعي أن تناول هذه القضية من خلال روايته أرض النفاق . وقد جري معالجة هذه الرواية من خلال عمل سينمائي ، بطولة فؤاد المهندس . حيث كان عبد الرحيم الزرقاني يدير حانوتاً لبيع الأخلاق في شكل كبسولات ، وكان حقل العمل لهذه الكبسولات هو فؤاد المهندس . وقد كان التأثير الأخلاقي لهذه الكبسولات مفتعلاً ومؤقتاً . مفتعلاً لصدوره عن عوامل لا إرادية دخيلة . ومؤقتاً لعلة محدودية المادة الفعالة ومدي تأثيرها الزمني . وما ينطبق علي كبسولات أرض النفاق ، ينطبق كذلك علي كبسولات حملة أخلاقنا . فقضية الأخلاق ومنظومة القيم التي تنتظمها أعقد وأعمق بكثير من ذلك التبسيط الذي يعد تبسيطاً مخلاً إلي حد كبير ، ولن يعالج ما أصابها من خلل مجرد حملة . وهل معني ذلك أنني أدعو إلي التخلي عن هذه الحملة لمجرد أنها لن تحل المعضلة ؟ . بالقطع لا ، فهي علي الأقل قد نبهت من غفل منا عن هذه القضية الخطرة ، وذلك المنزلق الخطر الذي ننزلق إليه جميعاً ، وأفضل أن نشعل شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام ، شريطة أن يحدث التزاوج الفعلي ما بين القول والفعل لدي الداعين لهذه الحملة حتي لا نفقد المصداقية المطلوبة ، وأن تكون هناك ثقة رابطة بين هؤلاء والهيئة الإجتماعية التي يدعونها ، وأن تضمن الدولة تذليل ما يعترض التنفيذ من معوقات ، وأن تلتزم بما يلزم ذلك من متطلبات ، وأن نغسل أنفسنا ومجتمعنا من أدران النفاق ، وأن نغسل أرضنا من النفاق لاستحالة زرع الأخلاق في أرض النفاق .  وأن نعالج ذلك الفصام الحاد في الشخصية المصرية ما بين القول والفعل ، حتي يتحدا في صورة عمل حقيقي علي أرض الواقع . فهل إلي ذلك من سبيل ؟ .

حــســـــــن زايـــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف