الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الديمقراطية الأمريكية والدكتاتورية السورية بقلم: ناجح شاهين

تاريخ النشر : 2016-02-12
الديمقراطية الأمريكية والدكتاتورية السورية بقلم: ناجح شاهين
الديمقراطية الأمريكية والدكتاتورية السورية
ناجح شاهين
اليوم هو موسم كرنفال الدعاية للديمقراطية الأمريكية. ويجب علينا أن نلاحظ في البداية أن الولايات المتحدة لا تكون ديمقراطية أبداً مثلما تكون في موسم الدعاية للانتخابات. في هذه اللحظات لا بد من ترديد أناشيد الديمقراطية التي يرضعها الأطفال مع حليب أمهاتهم على مسامع الجمهور آناء الليل وأطراف النهار. ولا بد لكل حزب ومرشح ديمقراطي أو جمهوري من توضيح أنه دون خلق الله الأنموذج الأفلاطوني (المثال) المحقق في الأرض للحلم الديمقراطي.
لا نريد في هذا السياق أن نذكر القارئ بالرئيس الحالي الذي حمل في حملته 2008 شعار "التغيير" مع صورته في إهاب أزرق مبيضة قليلاً بسبب "بليتش" ما بحيث بدا في الصورة أقل سمرة مني مع أنه من أصول أفريقية بينما أعود لسوء الحظ إلى أصول "سامية". حصل الرجل على جائزة نوبل للسلام دون أن يفعل شيئاً: فقط وعد بالانسحاب، ووعد بالتأمين الصحي، ووعد بإقفال بوابات "غوانتانامو" إلى الأبد، ووعد بأن يجعل الذئب يرعى بجوار الحمل. لا داعي للإطالة فالقارئة الكريمة تعرف ما حصل بالفعل: كان الرجل امتداداً واضحاً لسلفه بوش، والفارق كان فقط في اللغة التي تميز أوباما خريج هارفارد عن بوش تاجر النفط والمواشي.
لكننا نود لأغراض حضور سوريا في هذه المناقشة أن نستدعي أكبر عاشق للديمقراطية في التاريخ الأمريكي ونعني به الرئيس فرانكلين روزفلت الذي قاد أمريكا سنوات الحرب العالمية الثانية. تعرفون أن الولايات المتحدة لم تكن في البداية طرفاً في الحرب. وربما أنها كانت تحب في "قرارة نفسها" انتصار هتلر على روسيا الشيوعية. ولكن الأمور تغيرت مع الوقت. في الأحوال كلها كان أكبر تهديد لأمريكا من اليابان. وتصادف وجود ما يناهز ربع مليون أمريكي من أصل ياباني في السواحل الغربية (كاليفورنيا، وواشنطون، وأرويغون) فكان أن تم وضع نصفهم في مخيمات تركيز منذ العام 1940، أما بعد الهجوم الياباني على "بيرل هاربر" فقد جن جنون الوحش الأمريكي على نحو ما حصل بعد هجوم البرجين المنسوب لأسامة بن لادن: اعتقلت السلطات فوراً، دون تهم ولا محاكمات ولا من يحزنون ستة آلاف من قيادات المجتمع "المدني" الياباني. (أترون حصانة المجتمع المدني الذي يتغنى به الناس في رام الله والقاهرة وعمان؟) ثم تم ترحيل أكثر من 130000 شخص وجمعهم في أماكن معينة تحت الرقابة العسكرية والاستخبارية الدقيقة. ولم ينبس أحد ببنت شفة. بالمناسبة لم يفعل هتلر أكثر بكثير من ذلك مع اليهود باستثناء حماقته في إرسال أعداد غير محددة بدقة إلى الموت.
أمريكا بلد ديمقراطي على الرغم من أنفي وأنف "العروبيين" و"اليساريين" المنقرضين الذين يروجون لأنظمة مثال نظام بشار الأسد الدكتاتوري المتوحش. ولكننا قبل الانتقال لوحشية الأسد نود إكمال حديثنا عن روزفلت بذكر صراعه ضد الزمن قبيل استسلام اليابان من أجل تجريب القنبلة الذرية، وقد نجح في ذلك، فجرب القنبلة في مدينتين، ولم يكتف بواحدة، على الرغم أن قادته العسكريين قالوا: لا حاجة أبداً لضرب اليابان بالقنبلة النووية؛ اليابان "خالصة" بالفعل.
النظام السوري الدكتاتوري أضعف بكثير من أمريكا، و"إسرائيل" عدو أخطر بكثييير من اليابان، ولكن الأسد الأب لم يعتقل اليهود، ولم يهجرهم حتى وهو يتعرض لخطر احتلال دمشق ذاتها. لكن "الحق" أحق أن يتبع، فمهما يكن من أمر، فإن النظام الأمريكي ديمقراطي من ناحية واحدة لا يستطيع أحد أن يجادل فيها، أو هذا ما يبدو على الأقل: الرئيس يختاره الشعب في انتخابات حرة شفافة، ونزيهة.
الآن يأتي زمن الأمريكان ليختاروا "بحرية تامة" من شاؤوا: إما مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب المهووس والمصاب بلوثات مذهلة تصل حد وعد الناخبين بمنع دخول أي مسلم إلى الولايات المتحدة. تخيلوا قرار بمنع ألفي مليون إنسان من دخول أمريكا، هكذا لأن المسلمين إرهابيون. لكن لكي لا نغضب من الرجل أو نتهمه بمعاداة العرب أو المسلمين، قدمنا للقارئ موقف الرئيس المثقف الليبرالي الديمقراطي حتى النخاع روزفلت نموذجاً على السلوك السياسي الأمريكي المعتاد. بالطبع دونالد قوي بنفوذه وماله الوفير إضافة إلى عشق اليمين والصهيونية له، ولذلك فهو لا يأبه لشيء: حتى عندما تصل الأمور حد أن يناقش البرلمان البريطاني (تخيلوا أن ذلك قد تم منذ أسبوع في بريطانيا أم أمريكا أو أختها الصغرى) مشروع قرار لمنعه من دخول بريطانيا بسبب فاشيته العنصرية المريعة.
لكن ما هو البديل الثاني؟ مرشحة الحزب الديمقرايطي التي تقف وراءها منظمات النساء بوصفها تعبيراً عن وصول المرأة (مثلما حصل مع السود في حالة أوباما) إلى أعلى منصب في العالم، ألا وهو سدة الحكم في أمريكا. هيلاري كلينتون اللعوب المتسامحة في خيانة زوجها بسبب انتهازيتها وأطماعها الجاهزة لبيع أية قيمة من أجل الحصول على المال حتى لو قادت البشر إلى حرب عالمية جديدة. وبالمناسبة تتبارى من أجل تحقيق حلمها في الرئاسة مع ترامب في تهديد روسيا والصين والعالم أجمع. هذان هما مكافأة الديمقراطية الأمريكية للمواطن الأمريكي وسكان المعمورة اجمع: إما ترامب أو كلينتون، وعلى الشعب الأمريكي أن يختار بحرية تامة بينهما.
سوريا فعلت شيئاً مثل ذلك، وفي تمثيلية مشابهة تنافس بشار مع شخص آخر نسيت اسمه، وفاز بشار. لكن في حدود معرفتي ومعرفة أي مبتدئ في السياسة لا يمكن لأي نظام أن يستقر (ناهيك عن الصمود ضد حملة مثل التي تتعرض لها سوريا) دون أن يكون معه نصف الناس على الاقل، ولو كانت الغالبية ضد بشار وحكومتة لانهارت سوريا منذ سنوات أربع على الأقل.
قد يقول البعض من الفئة التي تخلط "الرومانس" بالسياسة: اننا لا نعد أمريكا ديمقراطية. حسنا ما هو النموذج اذا؟ هل هو فرنسا؟ "إسرائيل"؟ مصر بعد مبارك؟ ليبيا بعد القذافي؟ أم أثينا اليونان التي اخترعت الفكرة كلها وطبقتها بأن يحكم الناس مباشرة في اجتماعات تتم لمناقشة القضايا المختلفة، مع تحفظ بسيط هو أن غالبية سكان أثينا كانوا عبيداً لا حق لهم في اي شيء حتى الملكية لأنهم كانوا أنفسهم ملكية للقلة من الأحرار التي تقود البلد "ديمقراطياً".
وقد قلنا ذلك كله، نسأل بإيجاز: هل نحن مع قطر والسعودية (التي تتمتع بالديمقراطية حد منع الشطرنج والحكم على شاعر بالإعدام بسبب قصيدة كافرة أو شيء من ذلك القبيل) والسودان (الذي انضم للجوقة بكل ما تعنيه بما في ذلك التطبيع مع كيان الاحتلال) وتركيا ووزارة "السعادة" (يا للطرافة!) في دبي، أم نحن مع دولة تبني البلاد وتنادي بالعروبة، وتدعم المقاومة؟ وإضافة إلى ذلك نذكر القارئ أن سوريا لم تكن يوماً (اللهم باستثناء السنوات الأخيرة المأساوية) بلداً يضم أناساً هائمين في الشوارع (على طريقة أمريكا)، وأنها على الرغم من عدم وجود الموارد النفطية أو غيرها، قد نجحت في ان تقدم التعليم المجاني والصحة المجانية والطعام الرخيص لأبنائها السوريين، ولكل عربي يقيم فيها فترة قصيرة أو طويلة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف