يوما ، حاولت مقابلة مسؤول وكالة تربطني بها عقد اشتراك في مجال الانترنت لأمر، ليس هو المهم . المهم أن ذلك المسؤول رفض استقبالي بحجة أنه جد مشغول و ليس له وقتا لاستقبالي كزبون ...
رغم إني وأنا واقف أمام مكتبه ، كمتسول في يوم مسغبة ، شاهدته وهو منبسط وسط كوكبة من موظفيه في "القهههه" غارقين، بمعنى له الوقت كافي للانبساط...
في ذلك الموقف ، أجريت في مخليتي مقارنة بين أمخاخ من وراء البحار تدفع بلب ما تنتجه ألبابهم بالمجان يأتيك ذلك اللب حتى بيتك وهم يقولون لك "هل تريد المزيد"...
أكثر من ذلك ، وأنت فوق سرير نومك ينقلونك في رحلة أقرب إلى الواقع منه إلى الافتراض ، تتجول بين ثنايا الكواكب و النجوم و عما قريب في قلب الشمس بدون أن تتأذى بلهيبها...
مقابل آخرين مرتباتهم الشهرية تأتيهم من جيوب الآخرين ومن بينهم جيبي ورغم ذلك يعجز الدافع من مقابلة المدفوع إليه . أنا متأكد لو وقفتُ كل تلك المدة أمام باب مدير وكالة "ناسا" أو مدير مشروع "الشمس الاصطناعية" ، لوجدا متسع من الوقت لمقابلتي و معرفة طلب المقابلة...
على كل حال ، من خلال تلك المقارنة ، تذكرت خبر قرأته منذ مدة بأن أصحاب تلك الأمخاخ الموجودة ما وراء البحار هم في الصدد جعل الانترنت للجميع و بالمجان ...
الفكرة ، ولا أعلم أين وصلت ، تتمثل في إطلاق بالونات على ارتفاع جد عالي تجوب السماء ويصبح المرء لا يحتاج إلا إلى صحن لاقط ، مثله صحون "البرابول" ، و لا يحتاج حينئذ إلا توجيه صحنه في الاتجاه الصحيح ليصبح متصلا بشبكة الانترنت بدون الحاجة إلى وكلاء يقبضون و لا يستقبلون الناس...
وفي تلك اللحظات من التأمل و المقارنة ، تذكرت وأنا صغيرا عندما كنت أدخل في نقاش لأمر ما مع أمي ، رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه مع عباده الصالحين ، وكانت عندما تحس بأني أحاول فرض رأي على حساب رأيها كانت تنهي تلك المناقشة لصالحها بمقولة "علمني وأنا سيدك" ...
بمعنى تقول لي "كبرت يا بني وأصبح لك رأيا أعلى من رأي " . بمعنى أوضح كانت تذكرني بتلك المقولة بأن لولاها لما كان عندي رأيا أصلا...
ولسان حالها يذكرني بأنها هي التي أنجبتني و كانت تطعمني و تعلمني أصول النطق و الإدراك و الفهم والمشي . وهي التي كانت تحملني على ظهرها للمدرسة صباحا مساءا وتنتظرني عند أبوابها تحت الأمطار أو الحرارة...
وإذا أخذنا هذه المقولة "علمني وأنا سيدك" ، فهي قابلة للتمدد وصالحة قياسا لميادين أخرى خارج إطار المعرفة...
على سبيل المثال ، ميادين المعاملة التجارية بجميع أصنافها وأنواعها ، كمثل الموضوع المذكور أعلاه ، نجد التاجر لولا الزبون لبحث عن مهنة أخرى على أرصفة الموانئ لتفريغ وتحميل البواخر، إذ وجدها ...
ومع ذلك تجد أغلبيتهم (التجار) لا يقدرون أو لا يدركون ذلك و يعاملون الزبون بمقولة "أطعمني وأنا سيدك" ...
وإذا انتقلنا إلى المصالح "الخدماتية " التي تقبض و لا تدفع و الموظف فيها مصيره ومرتبه الشهري موجود في جيوب الزبائن واشتراكاتهم...
ومع ذلك تجد أغلبية هؤلاء الموظفين القابضون يعاملون هؤلاء الزبائن كأنهم جاءوا للحصول على "منحة البطالة" . اهتمامهم بهواتفهم النقالة واتصالاتهم الشخصية أكثر بكثير باهتمامه بالزبائن الواقفين في الطابور الذين جاءوا ليدفعوا لكي يُدفع لهؤلاء الموظفين في آخر الشهر . صحيح "علمني و أطعمني وأنا سيدك"...
في هذه اللحظات انصرفت وأنا متأكد عما قريب عندما تلك "البالونات الطائرة" تصبح في مجال بيتي أصبح غير محتاج لمقابلة ذلك المسؤول لأنه يصبح غير موجود يبحث عن وظيفة أخرى ، إن وجدها . و قدمت الشكر لتلك الأمخاخ التي "تنفع و لا تقبض"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
10.02.2016
رغم إني وأنا واقف أمام مكتبه ، كمتسول في يوم مسغبة ، شاهدته وهو منبسط وسط كوكبة من موظفيه في "القهههه" غارقين، بمعنى له الوقت كافي للانبساط...
في ذلك الموقف ، أجريت في مخليتي مقارنة بين أمخاخ من وراء البحار تدفع بلب ما تنتجه ألبابهم بالمجان يأتيك ذلك اللب حتى بيتك وهم يقولون لك "هل تريد المزيد"...
أكثر من ذلك ، وأنت فوق سرير نومك ينقلونك في رحلة أقرب إلى الواقع منه إلى الافتراض ، تتجول بين ثنايا الكواكب و النجوم و عما قريب في قلب الشمس بدون أن تتأذى بلهيبها...
مقابل آخرين مرتباتهم الشهرية تأتيهم من جيوب الآخرين ومن بينهم جيبي ورغم ذلك يعجز الدافع من مقابلة المدفوع إليه . أنا متأكد لو وقفتُ كل تلك المدة أمام باب مدير وكالة "ناسا" أو مدير مشروع "الشمس الاصطناعية" ، لوجدا متسع من الوقت لمقابلتي و معرفة طلب المقابلة...
على كل حال ، من خلال تلك المقارنة ، تذكرت خبر قرأته منذ مدة بأن أصحاب تلك الأمخاخ الموجودة ما وراء البحار هم في الصدد جعل الانترنت للجميع و بالمجان ...
الفكرة ، ولا أعلم أين وصلت ، تتمثل في إطلاق بالونات على ارتفاع جد عالي تجوب السماء ويصبح المرء لا يحتاج إلا إلى صحن لاقط ، مثله صحون "البرابول" ، و لا يحتاج حينئذ إلا توجيه صحنه في الاتجاه الصحيح ليصبح متصلا بشبكة الانترنت بدون الحاجة إلى وكلاء يقبضون و لا يستقبلون الناس...
وفي تلك اللحظات من التأمل و المقارنة ، تذكرت وأنا صغيرا عندما كنت أدخل في نقاش لأمر ما مع أمي ، رحمها الله وأسكنها فسيح جنانه مع عباده الصالحين ، وكانت عندما تحس بأني أحاول فرض رأي على حساب رأيها كانت تنهي تلك المناقشة لصالحها بمقولة "علمني وأنا سيدك" ...
بمعنى تقول لي "كبرت يا بني وأصبح لك رأيا أعلى من رأي " . بمعنى أوضح كانت تذكرني بتلك المقولة بأن لولاها لما كان عندي رأيا أصلا...
ولسان حالها يذكرني بأنها هي التي أنجبتني و كانت تطعمني و تعلمني أصول النطق و الإدراك و الفهم والمشي . وهي التي كانت تحملني على ظهرها للمدرسة صباحا مساءا وتنتظرني عند أبوابها تحت الأمطار أو الحرارة...
وإذا أخذنا هذه المقولة "علمني وأنا سيدك" ، فهي قابلة للتمدد وصالحة قياسا لميادين أخرى خارج إطار المعرفة...
على سبيل المثال ، ميادين المعاملة التجارية بجميع أصنافها وأنواعها ، كمثل الموضوع المذكور أعلاه ، نجد التاجر لولا الزبون لبحث عن مهنة أخرى على أرصفة الموانئ لتفريغ وتحميل البواخر، إذ وجدها ...
ومع ذلك تجد أغلبيتهم (التجار) لا يقدرون أو لا يدركون ذلك و يعاملون الزبون بمقولة "أطعمني وأنا سيدك" ...
وإذا انتقلنا إلى المصالح "الخدماتية " التي تقبض و لا تدفع و الموظف فيها مصيره ومرتبه الشهري موجود في جيوب الزبائن واشتراكاتهم...
ومع ذلك تجد أغلبية هؤلاء الموظفين القابضون يعاملون هؤلاء الزبائن كأنهم جاءوا للحصول على "منحة البطالة" . اهتمامهم بهواتفهم النقالة واتصالاتهم الشخصية أكثر بكثير باهتمامه بالزبائن الواقفين في الطابور الذين جاءوا ليدفعوا لكي يُدفع لهؤلاء الموظفين في آخر الشهر . صحيح "علمني و أطعمني وأنا سيدك"...
في هذه اللحظات انصرفت وأنا متأكد عما قريب عندما تلك "البالونات الطائرة" تصبح في مجال بيتي أصبح غير محتاج لمقابلة ذلك المسؤول لأنه يصبح غير موجود يبحث عن وظيفة أخرى ، إن وجدها . و قدمت الشكر لتلك الأمخاخ التي "تنفع و لا تقبض"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
10.02.2016