"الخروج من الجنة"
عند سماع الاشارة...اترك الرسالة...
عاودت الكرة...مرة ...مرتين ...ثلاثة...
وضعت يدها على قبة رأسها...أحست به يغلي كالمرجل...
رمت الهاتف بعنف وتشنح عصبي ...وكأنه جمرة أحرقت راحة يدها...شعرت بشيىء يتحرك في أحشائها...فاجأها دوا ر شل تفكيرها...لفها السواد بوشاحه...فتهاوت على الاسفلت بلا حراك...تجمهر المارة , وكثر اللغط...وصاحت عجوز..انها تلد.. فالى اقرب مستشفى تم نقلها...
حاولت فتح عينيها...جفناها لا يطاوعانها. وكأنما علق عليهما أثقالا...الغرفة صغيرة .ناصعة البيا ض...تراءت لها أجساما هلامية تتحرك كالأشباح. بلا ملامح...تصدر أصواتا غائرة..بعيدة الصدى.وكأنها نابعة من مغارة عميقة...
مبررررركككك...ولد..وبنت....
كادت أن تجهش بالبكاء...اختلط الحزن بالفرح ...تزاحمت الأحدا ث في رأسها ...وتذكرت كيف كانت تمشي .ذلك المساء. بنشوة وبراء ة تحت خيوط المطر المنهمر بقسوة من السماء...الشارع بركة من الماء...في يدها حذاؤها الثمين...الماء تجاوز الكوعين. ولم تعد تتحا شى الحفر ... بين الفينة والأخرى تعرض صفحة وحهها لصفعات حبات المطرالغزير...السماء كئيبة ...والغيوم داكنة...محملة تتسابق كخيول جامحة في البرا ري...
عيون المارة ترمقها باتهام...وأخرى بشفقة واهتمام...واذا بظلة تظللها من الماء المنهمر...
-اتسمحين لى أن أقوم با لواجب...؟
-لقد قمت بة فعلا...
-احسدك...
على ماذا...؟
افلت المظلة من يد ه فرمت بها الريح بعيدا وهى أشلاء متناثرة...
سارا جنبا الى جنب تحث بقايا المطر..في وئام وكأنهما متحابا ن ...لامس يدها ...نظرت اليه وقد تجلت في عينيها نظرة استغراب...السماء بدأت تستعيد زرقتها وصفاءها...راعها سحنته السمراء, وابتسامته الرقيقة اللا فتة...شعرت بالاطمئنان لأول مرة وهي بجا نب شاب غريب...تبادلا رقمي هاتفيهما على أمل اللقاء مرة أخرى وهو يصافحها ويشد على يدها بحرارة وكأنه يغالب لوعة الفراق...انقد ت يدها من يده وفرت مسرعة الخطى لا تلوي على شيىء...
بقيت ملامحه ..وجرأته...وعباراته...ودفء راحته مسيطرة على احساسها وعقلها الى أن التقيا مرة أخرى...وتوالت اللقاءات في السر والعلن...وقطف آدم التفاحة في النهاية....وفر هاربا من الجنة ...غير آبه لمصير حواء...
...صباح الخير...ما شاء الله...اليوم أحسن...هكذا بدأت الممرضة حديثها...اطمأنت على ضغط الدم...والحمى...وحامت حول السريرفي خفة معتادة..وبجمل قصيرة ,انهالت عليها بسيل من الاستفسارات غير آبهة الى جوابها...العائلة...الزوج... العنوان ...الشغل...وبصوت خافت,اقرب الى الهمس ختمت تساؤلاتها...قد أجد لك من يساعدك ويكفل البنت...ثم اردفت بعد برهة...او هما الاثنان...لازلت صغيرة شابة والمستقبل يفرد اليك ذراعيه...
من هول الصدمة...انعقد لسانها...واغرورقت عيناها بالدموع...وساد الصمت الغرفة...أشاحت بوحهها الى الجهة الأخرى تغالب حرقة الدمع الذي لازال حبيس الجفنين...وتخفي الألم الذي يعصر قلبها الحزين المفجع...نظرت الى طفليها البريئين بحنان الأم...وتمنت لو تحضنهما وتقبلهما جوابا عليها أ نها لن تفرط في هذه الهبة مهما حدث...
....على ذراعيها...خرجت من المستشفى تحمل طفلين...لم تكن تنتظرأحد...سارت في الطريق كالهائمة لا تدري الى أين...؟ ؟
أعياها الحمل...وتعبت من السير في الطرقات بلا هدف...جلست تحث ظل شجرة قرب مسجد تأخذ قسطا من الراحة.وتستجمع قواها لمواصلة الرحلة..وبينما هي كذلك...فاجأها عطف المصلين.ونفحات المارة عليها أغناها عن السؤال في تلك اللحظة...وبعد مدة باتت تستدر عطف المصلين أمام أبواب المساجد وعلى قارعة الطرقات....
عند سماع الاشارة...اترك الرسالة...
عاودت الكرة...مرة ...مرتين ...ثلاثة...
وضعت يدها على قبة رأسها...أحست به يغلي كالمرجل...
رمت الهاتف بعنف وتشنح عصبي ...وكأنه جمرة أحرقت راحة يدها...شعرت بشيىء يتحرك في أحشائها...فاجأها دوا ر شل تفكيرها...لفها السواد بوشاحه...فتهاوت على الاسفلت بلا حراك...تجمهر المارة , وكثر اللغط...وصاحت عجوز..انها تلد.. فالى اقرب مستشفى تم نقلها...
حاولت فتح عينيها...جفناها لا يطاوعانها. وكأنما علق عليهما أثقالا...الغرفة صغيرة .ناصعة البيا ض...تراءت لها أجساما هلامية تتحرك كالأشباح. بلا ملامح...تصدر أصواتا غائرة..بعيدة الصدى.وكأنها نابعة من مغارة عميقة...
مبررررركككك...ولد..وبنت....
كادت أن تجهش بالبكاء...اختلط الحزن بالفرح ...تزاحمت الأحدا ث في رأسها ...وتذكرت كيف كانت تمشي .ذلك المساء. بنشوة وبراء ة تحت خيوط المطر المنهمر بقسوة من السماء...الشارع بركة من الماء...في يدها حذاؤها الثمين...الماء تجاوز الكوعين. ولم تعد تتحا شى الحفر ... بين الفينة والأخرى تعرض صفحة وحهها لصفعات حبات المطرالغزير...السماء كئيبة ...والغيوم داكنة...محملة تتسابق كخيول جامحة في البرا ري...
عيون المارة ترمقها باتهام...وأخرى بشفقة واهتمام...واذا بظلة تظللها من الماء المنهمر...
-اتسمحين لى أن أقوم با لواجب...؟
-لقد قمت بة فعلا...
-احسدك...
على ماذا...؟
افلت المظلة من يد ه فرمت بها الريح بعيدا وهى أشلاء متناثرة...
سارا جنبا الى جنب تحث بقايا المطر..في وئام وكأنهما متحابا ن ...لامس يدها ...نظرت اليه وقد تجلت في عينيها نظرة استغراب...السماء بدأت تستعيد زرقتها وصفاءها...راعها سحنته السمراء, وابتسامته الرقيقة اللا فتة...شعرت بالاطمئنان لأول مرة وهي بجا نب شاب غريب...تبادلا رقمي هاتفيهما على أمل اللقاء مرة أخرى وهو يصافحها ويشد على يدها بحرارة وكأنه يغالب لوعة الفراق...انقد ت يدها من يده وفرت مسرعة الخطى لا تلوي على شيىء...
بقيت ملامحه ..وجرأته...وعباراته...ودفء راحته مسيطرة على احساسها وعقلها الى أن التقيا مرة أخرى...وتوالت اللقاءات في السر والعلن...وقطف آدم التفاحة في النهاية....وفر هاربا من الجنة ...غير آبه لمصير حواء...
...صباح الخير...ما شاء الله...اليوم أحسن...هكذا بدأت الممرضة حديثها...اطمأنت على ضغط الدم...والحمى...وحامت حول السريرفي خفة معتادة..وبجمل قصيرة ,انهالت عليها بسيل من الاستفسارات غير آبهة الى جوابها...العائلة...الزوج... العنوان ...الشغل...وبصوت خافت,اقرب الى الهمس ختمت تساؤلاتها...قد أجد لك من يساعدك ويكفل البنت...ثم اردفت بعد برهة...او هما الاثنان...لازلت صغيرة شابة والمستقبل يفرد اليك ذراعيه...
من هول الصدمة...انعقد لسانها...واغرورقت عيناها بالدموع...وساد الصمت الغرفة...أشاحت بوحهها الى الجهة الأخرى تغالب حرقة الدمع الذي لازال حبيس الجفنين...وتخفي الألم الذي يعصر قلبها الحزين المفجع...نظرت الى طفليها البريئين بحنان الأم...وتمنت لو تحضنهما وتقبلهما جوابا عليها أ نها لن تفرط في هذه الهبة مهما حدث...
....على ذراعيها...خرجت من المستشفى تحمل طفلين...لم تكن تنتظرأحد...سارت في الطريق كالهائمة لا تدري الى أين...؟ ؟
أعياها الحمل...وتعبت من السير في الطرقات بلا هدف...جلست تحث ظل شجرة قرب مسجد تأخذ قسطا من الراحة.وتستجمع قواها لمواصلة الرحلة..وبينما هي كذلك...فاجأها عطف المصلين.ونفحات المارة عليها أغناها عن السؤال في تلك اللحظة...وبعد مدة باتت تستدر عطف المصلين أمام أبواب المساجد وعلى قارعة الطرقات....