الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة بقلم:عماد صلاح الدين

تاريخ النشر : 2016-02-11
ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة

عماد صلاح الدين

هناك ظاهرة تاريخية عند شعوب وأفراد الأمم المتخلفة، تتمثل في إيناس نفسها على ضعفها وفشلها وتراجعها، في مجالات الحياة المختلفة، وفي الأساس في مسالة عدم تكوين شخصيتها وشخصية أفرادها في الثقة بالذات والمبادرة والإبداع والتطور، من خلال الارتكان إلى مقولات وتمثل حالاتي على صعيد عاطفي وديني، من قبيل أن الفقير سيحصل حتما على الغنى، وان الضعيف سيغدو قويا، أو العكس كذلك.

ويلحظ المرء مسألة الارتكان والتواكلية هذه في كثير من القضايا الاجتماعية وحتى الصحية؛ فالناس في بلادنا يدعون بعضهم بعضا إلى كثرة إنجاب الأطفال والتفاخر بهم، على أنهم دعم لهم وسند، في حين أن الأسر التي يتراوح عداد أفرادها ما بين ثمانية أولاد في بعض الحالات واثني عشر ولدا في اسر كثيرة، تجد رب هذه الأسرة أو معيلها إما انه عاطل عن العمل أو أن راتبه أو أجره لا يكفي سد حاجات الأسرة بالمعنى المادي البسيط في المأكل والمشرب والملبس والسكن، وتكون تبعا لتلك الظروف المسألة الصحية ورعاية الأولاد في النواحي الطبية والنفسية مسألة رفاهية أو ترف لا داعي له، وهنا تبرز المقولة الاجتماعية البائسة والتواكلية بان الله يحميهم، ويأتي المولود والرزق معه، هكذا دون علاج أو متابعة.

وتعيش الأسر وأفرادها حالة وهم مستمر بان يوما ما سينبثق لها فجر مشرق، يعيش فيه الوالدان والأولاد في نعيم النجاح والاستقرار وتقدم الحياة ورفاهها.

وهذه الأسر وأفرادها أثناء حالة الوهم التي تمتد لسنوات طويلة حتى يكبر هؤلاء في معظمهم زمنيا، دون أن يكون هناك حالة من وصول في اكتمال أو تكامل نضجي على مستوى شخصياتهم وإدراكهم لهدف الحياة وغرضها في إقامة صروح البنيان المختلفة والمتنوعة واللحاق بعملية التقدم الإنساني في كل مجال، في أثناء حالة الوهم هذه يكون أفراد الأسرة الواحدة كحالة اجتماعية ما يعانون وباستمرار تقدم الحالة العمرية والزمنية شتى صنوف المرض الجسدي والنفسي وعموم العذاب الاجتماعي، وحيث تتقدم لديهم شيئا فشيئا مسألة إدراك البعد الاجتماعي لمعاناتهم والتي تتحول أيضا وشيئا فشيئا إلى خسارة مستمرة ومتدهورة على صعيد تماسكهم النفسي والاجتماعي، وربما تطول مسالة الاحتمال ألكبتي والقمعي للذات عندهم لفترة زمنية معينة بسبب حالة الأمل الموجودة لدى الإنسان في الخروج من مشاكله ومآزقه النفسية والاجتماعية وغيرها، لكنها على كل حال تتفاقم مع مرور الأيام والزمن؛ ذلك أن الإنسان له وعاء مادي واجتماعي لا بد من التأسيس والبناء له، وفي هذه المسألة لا يوجد مجال للتسامح أو التجاوز بخصوصها في عرف وسنن الحياة الإنسانية في سياق القوة والضعف والتقدم والتأخر.

يلجأ كثير من الناس في مجتمعات الضعف والتخلف إلى محاولات تبريد الأنفس والذوات من خلال الاعتماد على فطرة التدين والاحتماء بالدين، والمشكلة العويصة بخصوص مسالة الارتكان إلى الدين في مثل هذه الأحوال، هو إن الدين نفسه واقصد هنا الأديان السماوية التوحيدية في الإسلام، وفي صحيح الطبقة التوحيدية في اليهودية والمسيحية، يقوم في الأساس على التكوين المادي الوعائي السليم والأساسي لبنية الإنسان في الصحة عموما وفي بناء الثقة بالنفس خصوصا، حتى تتكون شخصيات إنسانية سليمة وقادرة تستطيع التعامل مع واستيعاب الأفكار والآراء والمعتقدات القائمة على الحسين العاطفي والديني، وفي حضور العقل الواعي والمدرك لحدود ما هو ديني غيبي وما هو دنيوي واجتماعي اجتهادي في غير مجال ونشاط إنساني. 

والإنسان قد يحاول ضاغطا على نفسه ومصطنعا لحالة من التوازن الوهمي والتدين الشعبي لفترة قد تطول نسبيا، إلا انه يكتشف أن التدين والحال هذه هو جزء من منظومة مرض عبئي وإضافي عليه؛ ذلك لان المتدين وصانع التوازن الموهوم، يريد من الدين- هكذا- أن يحل له مشاكله في الصحة والتربية والتعليم وفي مجالات حياتية أخرى بشكل نظري وكهنوتي، يقوم على الإكثار من الشعائر الدينية المختلفة، ثم يجد بعد ذلك وبسبب هذه النظرة غير السليمة والقاصرة للدين بان مشاكله لم يحل منها مقدار عقدة أو بوصة، وما ينطبق في هذا الخصوص على الأفراد وأسرها، ينسحب كذلك على عموم المجتمعات والدول من هذا النسق الضعفي والتخلفي.

وعندها، ولان تلك الأسر وأفرادها كانوا يرتكنون إلى مثل تلك المقولات والتمثلات الزائفة والسخيفة والتي لا سند لها من الواقع، فيتكون لديهم بعض القناعات والمعتقدات من قبيل حتمية نجاحهم أو شفائهم أو حصولهم على آمالهم وأحلامهم واقعا متحققا، علما انه لا توجد مقدمات أو أوعية سليمة لهكذا نجاحات أو تحققات سوى الوهم والكبت وقمع الذات واللجوء إلى التدين على شكل خرافي وديباجي للتسكين والتخدير، وفي لحظة الحقيقة والمواجهة مع الواقع، حينما تصل حالة الضعف والتخلف والفشل والخسارة تلو الخسارة حدا كبيرا لا يمكن احتماله أو تبريره بغير وسيلة دينية أو اجتماعية متوهمة، تحدث حالة نكران وكفران حقيقي هذه المرة للدين ولكل وهم تم صناعته والركون إليه.

وعندها يتم تحميل الدين المسؤولية ابتداء وانتهاء عن كل فشل وخسارة وتأخر وتراجع.

علما أن الدين السماوي التوحيدي والإسلام كدين خاتم لهذا الدين على مستوى الاعتقاد والتشريع والاجتهاد المفتوح والنسبي، يقوم على منظومة إيمان وتصور وعمل تتحقق من خلالها أولا مسألة أساسيات الإنسان في انجاز وظهور وعائه الشخصي السليم والمهيأ للتفاعل، وبما يخدمه في مجالات التربية والصحة والتعليم والحضارة بمرجعية منظومات ثقافية وأخلاقية منارية هادية، وبحالة من الالتزام والانضباط الشعائري والتعبدي، لكي تعلمه وتربيه وتذكره باستمرار بمنشط الالتزام اليومي في غير نشاط إنساني وبشكل فاعل وايجابي مثمر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف