الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نحو تعريف مجموعات دعم الثورة بقلم:خالد أبوعدنان

تاريخ النشر : 2016-02-11
 نحو تعريف مجموعات دعم الثورة

جميع الثورات المعاصرة اعتمدت على تكوين شبكات نضالية داخلية تقوم بالأعمال الثورية ضد القوى المعادية وهذه الشبكات تعمل وفقاً لبرنامج عمل متفق عليه من أعضاء الثورة، على الرغم من تعدد أساليبهم وأدواتهم إلا أنهم يسعوا معاً لتحقيق برنامج العمل الثوري، الذي يحقق هدفاً مرحليا للثورة وبعدها الانتقال لبرنامج عمل جديد يحقق هدفا مرحلياً آخر، وبتكرار هذه العملية التراكمية تحقق الثورة هدفها بالنصر ودحر الاحتلال.

لكن آليه صياغة برامج العمل المرحلية تتطلب وجود قيادة ديموقراطية قادرة على صياغة برنامج يوافق تطلعات الثوار مقارنة بإمكانياتهم والظرف الميداني بين قوى الثورة وعدوها، وكثيراً ما تم تعديل برامج العمل لتكون أكثر واقعية، لأن تطلعات الثوار تكون أقل من قدرتهم على تحقيقها، فهذه التعديلات تكون لحاجة حقيقية هدفها تحقيق هدف مرحلي، فلا يوجد ثورة حققت هدفها النهائي دفعة واحدة.

وللحديث عن القيادة الديموقراطية بالثورة، لابد أن نعي درجة تحضر المجتمع الذي يقوم بالثورة، فلا يمكن بناء الهيكل الديموقراطي في الثورة قبل أن يصل المجتمع لدرجة من التطور الحضاري لقبول الديموقراطية كممارسة حياتية يومية في كل مسلكياته التفاعلية مع مكونات المجتمع النقابية والمؤسساتية والتمثيلية الشعبية. فالقيادة العليا بالثورة تمثل نسبياً النخبة المنتخبة من مجموع القيادات القاعدية الميدانية. أي أن عملية الانتخاب والترشيح تكون عملية تراكمية في المجتمعات المتحضرة، أما في مجتمعات العالم الثالث فالنظرة تكون مختلفة تماماً حيث أن الانتماء العائلي المناطقي يُشكّل أحد عوائق العمل الديموقراطي السليم، كما أن قضية المساواة بشكلها العام تجعل للديموقراطية شكل مختلف، فلا يوجد مساواة حقيقية في التمثيل الديموقراطي:  بين الريف والمدن تكون صعبة جداً وكذلك الأمر بين المرأة والرجل وحتى بين التنظيمات الثورية المُشكِّلَة لقيادة الثورة!

فهذا التمايز بين ديموقراطية الثورة ودرجة تحضر المجتمع يُعطي خصوصية لكل ثورة ويجعلها ذات مميزات محددة تجعلها تُبدع طرق وأساليب نضالية تناسب ظروفها الخاصة، كما أن لها سلبيات تعيق استخدام أساليب ثورية نجحت في مناطق أخرى في العالم، إلا أن هناك مجموعات ثورية تُصر على ضرورة تجريبها أو استخدامها بحدودها الدنيا، لكنها لا تستطيع تغيير برنامج عمل الثورة لأن القيادة تفقد شعبيتها إذا استخدمت أساليب لا تُناسب ظروف مجتمعها.

فمعضلة المجموعات الثورية الهامشية: أنها غير قادرة على الوصول لتمثيل الثورة، بل أنها غير ممثلة بالقيادة العليا، والسبب الحقيقي يكمن وراء طرحها أساليب نضالية ليس لها شعبية ثورية أو أنها تُحَيّْد مجموعة كبيرة من جماهير الثورة، فهي عبارة عن نضال فئوي نخبوي غير قادر على المد الثوري. هذا يفقدها الحضور بصناعة قرار الثورة فتسقط من خانة قيادة الثورة لمرتبة دعم الثورة.

وهناك لبس حقيقي بين مسميات ثلاث: أنصار الثورة، متضامنين مع الثورة، و داعمين الثورة. هذا التداخل بالمصطلحات الثورية يجعل الكثيرين يخلطوا باستخدامها، بل يجعل دورها مشوّه وغير واضح المعالم، فمثلا لا يوجد أنصار للثورة داخل الثورة نفسها أي أن أنصار الثورة لابد أن يكونوا من شعب آخر يعتبر متضرر من العدوان على الثورة، فعادة دول الجوار لأي بلد محتل يعتبروا بشكل تلقائي أنصار للثورة، لأن الاحتلال سبب أضرار سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية لهم. لذا فهم يشكلوا جبهة إسناد للثورة تكون أهدافها محددة بمساندة الثورة مادياً ومعنوياً لوجود مصلحة حقيقية لهم بانتصار الثورة وتحقيق هدفها النهائي. أما المتضامنين مع الثورة فهم عادة متضامنين مع كل حركات التحرر في العالم ويعملوا جاهدين لتحقيق مثلث المحبة العالمي (حرية – مساواة – عدالة) إلا أن أولويات نضالهم تكون أفقية تشمل كل مناطق الصراع بين الثورات وقوى الاحتلال، مما يجعل تركيزهم على ثورة واحدة نوع من محاصرة فكرهم وجمود برامج عملهم. وهذا يجعل انتفاع الثورة منهم على شكل أمواج البحر حيث يكون دورهم قويا في بعض المراحل لكنه يضمر ويعود لحجمه الطبيعي إذا لم يحصل تغيير في برنامج عمل الثورة المرحلي يدفع إلي تصعيد وتكثيف الأعمال النضالية وقت المد الثوري.

أما دعم الثورة فهو الجزء الصعب من الثورة، فهو يتكون ضمن نسيج مجتمع الثورة لظروف تراكمية سببها الحقيقي قوى الاحتلال العدواني، حيث أن تشتت جماهير الثورة واختلاف ظروفهم المعيشية يجعلهم يبنون مجموعات نضالية تتناسب وظروفهم، رغم علمهم المسبق أنهم لن يصلوا إلي قيادة الثورة بل أنهم لن يحصلوا على شعبية جماهيرية ضمن صفوف الثوار.

أهم الصفات العامة  لهذه المجموعات أنها ترفض قيادة الثورة، بل أنها تعتبر قيادة الثورة غير شرعية وتسعى دائما للتقليل من إنجازاتها وتعظيم كل هفواتها، بل أنا ترفض برنامج عمل قيادة الثورة وتعتبره يخدم مصالح الاحتلال أكثر من سعيه لتحقيق هدف مرحلي للثورة. وبما أن القيادة غير شرعية فهي أيضاً أداة من أدوات الاحتلال تقوم بالبطش بالثوار ومعاقبتهم، وليزداد الحقد على قيادة الثورة فلابد من إلصاق تهم الفساد المالي والإداري والأخلاقي بها.

هذا كله من باب التخوين والتجريح لا من باب النقد والنقد الذاتي، فمهما كانت قيادة الثورة استبدادية إلا أنها تصنع الهياكل الضرورية لمحاسبة المخطئين وتصويب مسار قليلي التجربة الثورية وتعديل مسلكية ذوي الأمراض النفسية من التسلطية وحب الظهور ولهث وراء الشهوات. وهذه الهياكل لابد أن تكون فاعلة في أي ثورة لإنها مؤشر على تنقية الدم الفاسد في المجتمع، وهي الحصن الحصين لاستمرارية الثورة وانتقالها إلي الأجيال الأصغر عمرا. إلا أن الذين يصّنفون أنفسهم بأنهم دعم للثورة فهم لا يفكروا باستخدام هذه المؤسسات بل أنهم يسعوا لتشهير بكل أخطاء الثورة لدرجة تحسبهم أنهم طابور خامس للاحتلال لولا أن أعمالهم النضالية تشفع لهم!

لهذا تسعى قيادة الثورة إلي احتواءهم ومحاولة تأطيرهم ضمن مؤسسات الثورة، بل أن قيادة الثورة تعمل على تبني كل أعمالهم النضالية، لا خوفاً منهم بل لأن أي عمل نضالي ضد الاحتلال يعتبر جزء من الثورة وبالتالي فإن أعمالهم جزء لا يتجزء من الثورة، لكن أعمالهم عادة لا تُحدث تغيير جوهري في الصراع مع الاحتلال، كما أن نضالهم غير مقبول على الصعيد الشعبي لأنه يُحيّْد جزء كبير من جماهير الثورة وسبب آخر هو اعتبارهم أن قيادة الثورة غير شرعية بل عملية للاحتلال وهذا ما لا تقبله الجماهير الثورية مهما بلغت درجة الفساد في صفوف القيادة الثورية تبقى هي من الممثل الشرعي للثوار.

إن القيادة الثورية لا يمكن أن ترفض أي مجهود يُساعد – ولو بشيء قليل – على تحقيق أهداف الثورة المرحلية، كما أنها دائما تكون الحلقة الضعيفة في عملية الصراع مع الاحتلال، ولو أنها قوية لانتصرت وانهت الاحتلال، فمادام الاحتلال موجود يعني أن الثورة مازالت مستمرة وتبحث عن توسيع جبهة الثوار الذين يقاتلون في صفوفها أو منفردين ضد قوى الاحتلال.

أن هياكل مجموعات دعم الثورة صغيرة الحجم والأثر في الفعل الثوري العام، لذا فإن جمهور الثورة لا يُخضعها للمحاسبة إذ أن فسادها المالي أو الإداري أو سياسي لا يؤثر على قرار الثورة، بل أنها لا تحظى برقابة الإعلامية مثل التنظيمات الثورية الصغيرة المنطوية في إطار الثورة العام. فهما مجموعتان صغيرتان الأولى متمردة على قيادة الثورة ولا تعمل ضمن إطار الهيكل الثوري العام، بينما الثانية لها دور بصناعة قرار الثورة العام ولها برامج عمل مشتركة مع التنظيمات الرئيسية داخل إطارالثورة، كما أن أن مجموعات دعم الثورة تسعى بشكل دائم ومستمر لخلق قيادة بديلة لثورة فهي تعزز الانقسام بين التنظيمات الكبيرة وتسعى لإحداث انشقاقات داخل التنظيم الأساسي بالثورة، إلا أن التنظيمات الثورية الصغيرة المنطوية في إطار الثورة العام تفقد فعالياتها في حال وجود انقسام سياسي بين التنظيمات الكبيرة بالثورة، بل أنها تضمر وتختفي بسبب أنها ترفض أن تحسم نفسها مع تنظيم كبير ضد تنظيم آخر أكبر منها حجما لأن ذلك يؤثر على شعبيتها الضعيفة أصلاً.

هناك خلط آخر بين ثلاث هياكل قد تُشكل مجموعات دعم الثورة وهم: الهيكل الأول يشمل المستقلين سياسيا الذين لا ينتمون لتنظيم سياسي، هم عادة فاعلين نضالياً إلا أن نضالهم لا يحوي فكر تعبوي استقطابي لذا فهم لا يسعوا تشكيل أحزاب سياسية بل يبحثوا عن مبايعات شخصية، فهم مثل رؤساء القبائل في الثورة الهندية وطبقة البرجوازية الوطنية في الثورة الصينية. أما الهيكل الثاني فهو المنظمات الأهلية أو اسمها الحديث المنظمات الغير حكومية فهي لها هدف محدد تسعى لتحقيقه دون أن يكون نصر الثورة، فهي تقوم بأعمال مساندة قد تساعد على تخفيف معاناة الثوار إلا أنها لا تُشكل فعل هجومي على الاحتلال فهي مختصرة بتعزيز دفاعيات الثورة وهي جزء مهم لكنه لا يحقق النصر إلا أنه يساند صمود الثوار بوجه جبروت الاحتلال. أما الهيكل الثالث فهم مجموعات سياسية منظمة لها أهداف هجومية على الاحتلال إلا أنها غير منطوية تحت لواء قيادة الثورة بل تشكك بشرعيتها وترفض برامج عملها المرحلية، فهي تطرح أساليب نضالية ليس لها جماهيرية بين القواعد الشعبية أو أنها لا تُحَيّْد جزء كبير من القواعد الثورية.

لا يمكن أن يكون الحديث عن مجموعات دعم الثورة بشكل مُوَسّع أمراً سهلاً لأنها جزء مهل في أغلب الثورات، بل أنه لا يحظى بدراسات متخصصة لفهم طرق التعامل معهم وآليات توحيد جهودهم داخل كينونة الثورة، إلا أننا نقرأ عند غاندي ومانديلا أنهم لم يعتبروا المجموعات الثورية العسكرية جزء من الثورة، بل أن عملهم كان يؤخر انتصار الثورة، وفي جانب آخر رفض القائد العسكري الفيتنامي الكابتن جياب اعتبار مجموعات النضال السلمي جزء من الثورة إذا كان عملها داخل الوطن، فالنضال السلمي لابد أن يكون داخل أرض العدو في فرنسا والولايات المتحدة، ولنا أن نعدد الكثير من الأمثلة المماثلة عن الفصل التام بين قيادة الثورة التي تسعى لتحقيق هدف الثورة عبر برامج عمل تراكمية ضمن نضال كافة الثوار باستخدام أساليب مختلفة، وبين مجموعات دعم الثورة التي تعمل بشوفونية عالية لتغيير قواعد الصراع دون أن تحقق شعبية بين القواعد الثورية أو تقوم بعمل ثوري فاعل يدحر الاحتلال.

إلا أننا أبناء الثورة نؤمن أن النضال ضد الاحتلال حق مشروع لكل ثائر مهما كان فكره أو هدفه، وأن قيادة الثورة علمتنا أننا نناضل بأساليب متلونة كأنها قوس قُزح، وأن تحقيق النصر لا يأتي إلا بتوسيع دائرة الفعل الثوري ضد الاحتلال، فحتى أولئك الذين يشتمون قيادة الثورة ويقللون من أهمية فعلنا النضالي، بل أحيانا يصفونا بأننا مناضلين فوضويين بلا قيادة حقيقية، وأكثر من هذا يطالبوا العالم بالشفقة علينا، رغم أن الثوار يرفضوا الشفقة وشموخهم أعلى من آلة الاحتلال العسكرية، لهم أكرر مقولة القائد الثوري العالمي الرئيس الفلسطيني الخالد شهيد القدس المقدس المعلم الفتحاوي الكبير الأخ أبوعمار ياسر عرفات: سِبّوني بَسْ اشْتِغْلوا لفلسطين...

خالد أبوعدنان

ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف