صوملة العالم العربي ... مخاطر و تحديات
بقلم : جمال ربيع أبو نحل
لم يكترث العرب كثيراً ، لانفراط عقد الدولة في الصومال ، وانزلاقها في أتون الفوضى والحرب الأهلية ، واعتقدوا أن ما حدث لن يتعدى حدود الصومال ، وبعد مضى حوالي ربع قرن على انهيار الدولة في الصومال وعلى أثر ثورات الربيع العربي بما لها وما عليها أصبحت ظاهرة الصوملة لا تقل تأثيراً وحضوراً عن ظاهرة العولمة ، بل أصبحت عولمة الصوملة مساراً ونهجاً للقوى الاستعمارية ، فعمدت إلى تعيميه ليس فقط على العالم العربي والإسلامي ، وإنما تخطت المنطقة لتضرب به دولاً أخرى في العالم .
ولقد مهدت الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي الطريق أمام القوى الاستعمارية لإعادة بسط نفوذها ، وإعادة رسم معالم المنطقة بما يخدم مصالحها .
وقدمت تلك الأنظمة الديكتاتورية في ذات الوقت أفضل الفرص للاحتلال الإسرائيلي لاستكمال مشاريعه في اقتلاع شعبنا الفلسطيني ، وإطلاق العنان لآلة القتل المتوحشة لقوات الاحتلال في ظل غرق العرب في دمائهم .
إن أبرز المخاطر التي تواجه الأمة العربية هو امتداد الصوملة لتشمل دولاً جديدة ، وتفشى ظاهرة الإرهاب ، وإذكاء نار الصراعات الطائفية والمذهبية ، وإقحام كافة مكونات المجتمع في صراعات دموية مميتة تقضي على ما تبقى من مكونات العديد من الدول العربية ، وتغلق الآفاق أمام إعادة بناء الدول . وإنما تصبح جميع الخيارات متاحة نحو قيام دويلات على أسس طائفية ومذهبية ، وتضفي عليها المشروعية ، مما يعنى دفع الملايين من مواطني تلك الدول للهجرة ، وفي ذات الوقت فتح اﻷبواب أمام تحويل دول العالم العربي إلى حاضنة لقوى الإرهاب والتطرف ، وتحت مسميات مختلفة تتبدل وتتغير وفقاً لمصالح أجهزة الاستخبارات الدولية الراعية والممولة لها .
إن مواجهة اتساع نطاق ظاهرة الصوملة والتي أصابت العديد من الدول العربية ، يتطلب إعادة النظر في مجمل السياسات ، على قاعدة تعزيز المشاركة الديمقراطية ، والمواطنة ، والتدوال السلمي والدوري للسلطة ، وذلك عبر انتخابات حرة ونزيهة تؤمن المشاركة لكافة مكونات المجتمع ، بعيداً عن الإقصاء وسطوة أجهزة اﻷمن ، ومكافحة الفساد وخاصة الفساد السياسي منه ، وصون الحريات العامة والخاصة ، وضمان الحق في التعبير عن الرأي ، والعمل على الفصل بين السلطات وعلى سيادة القانون ، واستقلال القضاء ، والحق في تكوين الأحزاب .
بقلم : جمال ربيع أبو نحل
لم يكترث العرب كثيراً ، لانفراط عقد الدولة في الصومال ، وانزلاقها في أتون الفوضى والحرب الأهلية ، واعتقدوا أن ما حدث لن يتعدى حدود الصومال ، وبعد مضى حوالي ربع قرن على انهيار الدولة في الصومال وعلى أثر ثورات الربيع العربي بما لها وما عليها أصبحت ظاهرة الصوملة لا تقل تأثيراً وحضوراً عن ظاهرة العولمة ، بل أصبحت عولمة الصوملة مساراً ونهجاً للقوى الاستعمارية ، فعمدت إلى تعيميه ليس فقط على العالم العربي والإسلامي ، وإنما تخطت المنطقة لتضرب به دولاً أخرى في العالم .
ولقد مهدت الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي الطريق أمام القوى الاستعمارية لإعادة بسط نفوذها ، وإعادة رسم معالم المنطقة بما يخدم مصالحها .
وقدمت تلك الأنظمة الديكتاتورية في ذات الوقت أفضل الفرص للاحتلال الإسرائيلي لاستكمال مشاريعه في اقتلاع شعبنا الفلسطيني ، وإطلاق العنان لآلة القتل المتوحشة لقوات الاحتلال في ظل غرق العرب في دمائهم .
إن أبرز المخاطر التي تواجه الأمة العربية هو امتداد الصوملة لتشمل دولاً جديدة ، وتفشى ظاهرة الإرهاب ، وإذكاء نار الصراعات الطائفية والمذهبية ، وإقحام كافة مكونات المجتمع في صراعات دموية مميتة تقضي على ما تبقى من مكونات العديد من الدول العربية ، وتغلق الآفاق أمام إعادة بناء الدول . وإنما تصبح جميع الخيارات متاحة نحو قيام دويلات على أسس طائفية ومذهبية ، وتضفي عليها المشروعية ، مما يعنى دفع الملايين من مواطني تلك الدول للهجرة ، وفي ذات الوقت فتح اﻷبواب أمام تحويل دول العالم العربي إلى حاضنة لقوى الإرهاب والتطرف ، وتحت مسميات مختلفة تتبدل وتتغير وفقاً لمصالح أجهزة الاستخبارات الدولية الراعية والممولة لها .
إن مواجهة اتساع نطاق ظاهرة الصوملة والتي أصابت العديد من الدول العربية ، يتطلب إعادة النظر في مجمل السياسات ، على قاعدة تعزيز المشاركة الديمقراطية ، والمواطنة ، والتدوال السلمي والدوري للسلطة ، وذلك عبر انتخابات حرة ونزيهة تؤمن المشاركة لكافة مكونات المجتمع ، بعيداً عن الإقصاء وسطوة أجهزة اﻷمن ، ومكافحة الفساد وخاصة الفساد السياسي منه ، وصون الحريات العامة والخاصة ، وضمان الحق في التعبير عن الرأي ، والعمل على الفصل بين السلطات وعلى سيادة القانون ، واستقلال القضاء ، والحق في تكوين الأحزاب .